فورين بوليسي: قطر فازت ولم تكتف بمواجهة العاصفة

أكدت أن دول  الحصار عانت من أكبر نكسات السمعة ..
دول الحصار لم تتمكن من إجبار قطر على تنفيذ مطالبها
الهدف الحقيقي  لدول الحصار هو جعل قطر تابعة وغير مستقلة  خارجياً
المعسكر السعودي بذل  جهودًا واسعة النطاق لزيادة الضغط على قطر
الدوحة تتمتع بنفوذ أكبر في الغرب أكثر من أي وقت مضى
السعودية أنفقت 1.5 مليار دولار لتشويه قطر
قطر استفادت من التشوهات التي أحدثتها القيادة السعودية في النظام الإقليمي
معارضو الدوحة يعترفون سراً بأنها عرفت كيف تلعب بأوراقها بشكل صحيح
قطر تمكنت من  تفنيد المزاعم ضدها وأثبتت أنها مجرد استهداف
الرباعي فشل في توقع  قدرة الدوحة على الدفاع عن نفسها في الغرب

أكدت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن دول الحصار بقيادة السعودية أرادت أن تقلص من الحضور القطري وتحد من طموحها باعتبارها منافسا لها في المنطقة  ، غير أنه وبعد عام من الحصار ، أصبحت الدوحة تتمتع بنفوذ أكبر في الغرب أكثر من أي وقت مضى. حيث لم تكتف قطر بمواجهة العاصفة فحسب بل يبدو أنها ظهرت كفائز رئيسي في الصراع. كما نجحت الدوحة في  تقديم نفسها كداعم للقضايا العربية والإسلامية ، بدلاً من المكاسب الجيوسياسية الواهية.

وأضافت  المجلة الأمريكية  أن  دول الحصار فشلت في مهمتها  و لم تتمكن من إجبار قطر على قبول مطالبها التي تضمنت إغلاق قناة الجزيرة ووسائل إعلام أخرى ، بعد أن فرضت على الدوحة حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا غير مسبوق ،حيث صُممت هذه التدابير من أجل إجبار الدوحة بشكل قوي على الالتزام بقائمة من المطالب تتضمن دعمًا مزعومًا للمتطرفين الإسلاميين في جميع أنحاء الشرق الأوسط ، بما في ذلك داخل الدول الأربع – البحرين ومصر والإمارات والسعودية – التي أصبحت فيما بعد تعرف باسم الرباعية المعادية لقطر.

اعتبرت المجلة  أن  المطالب وضعت  بغاية أن لا تقبلها الدوحة  ، حيث إن  مسؤولين خليجيين كبار متورطون في الأزمة ، فهناك معسكر سعودي غير مقتنع بأن قطر ستخضع لمطالبهم ودفع بالأزمة إلى الأمام . وكان الهدف الحقيقي  لدول الحصار هو جعل قطر دولة تابعة غير قادرة على القيام بأي سياسة خارجية مستقلة. ولهذه الغاية ، بدأ المعسكر السعودي جهودًا واسعة النطاق للعلاقات العامة في العواصم الغربية لزيادة الضغط الدبلوماسي على قطر وتحويل الرأي العام ضدها.

وبحسب مصدر مطَّلع للمجلة الأمريكية، فإن السعودية أنفقت 1.5 مليار دولار ما عدا الدول الأخرى، مثل الإمارات التي بدأت حملتها ضد قطر حتى قبل اندلاع الأزمة الخليجية، ولكنها رفعت من جهودها ودعمها منذ اندلاع الأزمة.

تجاوز الحصار
وأورد  التقرير أن الأزمة حتى الآن صبت نتائجها لصالح قطر. ولعل أوضح دلالة على هذا الواقع هو سلسلة  التصريحات الايجابية التي أدلى بها الرئيس ترامب عند لقائه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم آل ثاني أمير البلاد  في أبريل الماضي ، حيث هاجم ترامب السعودية بما في ذلك الإشارة إلى تمويل الإرهاب ، وأقر بتقدم قطر في هذا الشأن . وبدلاً من إقناع المعلقين والسياسيين في الغرب بأن قطر تواجه مشاكل خطيرة تحتاج إلى معالجتها ، فإن التأثير كان إلى حد كبير عكس ذلك. ويرجع ذلك إلى  أن اللجنة الرباعية فشلت في توقع  قدرة الدوحة على الدفاع عن نفسها في الغرب .

وواصل التقرير : في نفس الوقت واصلت الإمارات جهودها في الضغط و العمل في مجال العلاقات العامة التي قامت بها قبل  وبعد الأزمة. والنتيجة هي أن دول  الحصار ، وليس قطر ، هي التي عانت من أكبر نكسات السمعة. وإن الجهود التي بذلتها السعودية منذ فترة طويلة لانتقاد دعم الدوحة للتطرف قد تم تقويضها. و تمكنت قطر من  تفنيد مثل هذه المزاعم  و أثبتت أنها مجرد جزء من  الهجوم  المدفوع من الجانب السعودي.

 النتائج العكسية
ذكرت فورين بولسي أن حملة القيادة السعودية الخارجية المليئة شوهت التصور الدولي للسياسات السعودية. وهذه الديناميكية استفادت منها  قطر بشكل مباشر ، حيث كان النقد الموجه إلى  النظام  السعودي يطغى بشكل متزايد على القضايا الإقليمية الأخرى.  حيث  انتقد   في الغرب ، وفي الشرق الأوسط على نطاق أوسع ، دور السعودية  في حربها في  اليمن ،  كذلك استفادت الدوحة من التقارب  بين  السعودية و إسرائيل سمح بتصوير الرياض  على أنها تحالف رجعي جوهري.

وقالت المجلة انه في الوقت الذي تميل فيه حكومات المجموعة الرباعية المعادية لقطر إلى تصوير إيران ووكلائها باعتبارها التهديد الأعظم ، فإن العرب في الشرق الأوسط الأوسع يتجهون بشكل متزايد إلى رؤية  أن دول  الحصار  نفسها تحيك  مؤامرة استبدادية ضد طموحات التغيير السياسي التي يعارضونها باستمرار منذ الثورات العربية في عام 2011.  حيث لا تزال السعودية وحلفاؤها تؤكد علانية على سياساتهم الخارجية في معارضة الحركات الإسلامية والحركات الثورية. وعلى النقيض من ذلك ، ينظر إلى قطر على أنها صديقة للقوى السياسية في جميع أنحاء العالم العربي التي تريد التغيير – ليس أقلها لأنها صورت نفسها على أنها ضحية الغدر السعودي.

تمكنت أزمة قطر من التركيز على إعادة رسم الخريطة العسكرية والسياسية للمنطقة ، حيث إن الدوحة مرتبطة بالضغط الاقتصادي المستمر . ومع ذلك ، حتى المسؤولين الخليجيين الذين يعارضون الدوحة يعترفون سرا بأن منافسهم يكتسب جانبا حيويا في مواجهة الأزمة . وقد اعترف مسؤول عربي كبير بفكرة أن الدوحة فازت  في حرب العلاقات العامة ، وعرفت كيف تلعب بأوراقها بشكل صحيح.

السابق
تدشين محطة قطر للطاقة الشمسية “QSE”
التالي
الشيخة هند بنت حمد: الحصار ساهم في تعزيز رسالة مؤسسة قطر التي بُنيت لكسر الحواجز