يعد النجم اللبناني فارس كرم، من أكثر الفنانين إثارة للجدل على الساحة الفنية، تارة بتصريحاته الجريئة، وطوراً بنمط حياته وتفاصيلها الغامضة، لكنه يظل واحداً من أمهر المطربين على الساحة الفنية العربية، إذ تتسابق المدن على استضافته بعدما انتشر جمهوره من المحيط إلى الخليج، فنبرة صوته القوية ساعدت على انتشار أغنياته ووصول حفلاته إلى أبعد من مدى الوطن العربي، ليقدم العديد من الحفلات في أميركا وأوروبا في شكل شبه منتظم.
حول حفلته الأخيرة بمدينة طابا في مصر وعلاقاته في الوسط الفني، وتفاصيل حياته الخاصة ونجاح أغنيته الجديدة «منمنم»، ومشروعاته الفنية المستقبلية، كان لنا معه هذا الحوار.
– كيف تم استقبالك خلال حفلتك الأخيرة في مدينة طابا بمصر؟
سعيد للغاية بحفاوة الاستقبال والاستمتاع بهذه الأجواء الرائعة في بقعة غالية من أرض مصر، وسط تفاعل كبير من الجمهور، الذي حضر خصيصاً من أجل مهرجان الربيع الذي أقيم في مرتفعات طابا.
صحيح أن الحضور في غالبيته كان من الجاليات العربية، سواء من الأردن أو فلسطين، لكن يظل الغناء في مصر شرفاً لأي مطرب عربي.
– عادةً، كيف تخطّط لحفلاتك خارج لبنان؟
لكل حفلة طبيعة خاصة تختلف طبقاً لعدد من المعطيات، أقوم بالتحضير عادةً بناء على طبيعة المكان والزمان والجمهور الحاضر، إضافة إلى المناسبة التي تقترن بالحفلة.
وقد حرصت خلال حفلة طابا، على تنوع الأغنيات لتناسب جميع الأذواق، وهو ما انعكس على الجمهور، إضافة إلى حرصي على الغناء باللهجة المصرية.
– على رغم عدم غنائك باللهجة المصرية عادةً، إلا أنك تتمتع بتقدير كبير لدى الجمهور المصري، لماذا؟
مكسب الجمهور المصري غاية لأي فنان عربي، فهو شعب واعٍ ويعرف جيداً التفرقة بين الادعاء والإبداع، وأعتقد أن سبب تواصلي مع الأحباء في مصر هو إخلاصي لما أقدمه، وهذا ما يلفت الانتباه.
أعلم أنك تلمّح الى بعض المطربين العرب الرافضين الغناء باللجهة المصرية، لكنني لست منهم إطلاقاً، وعلى سبيل المثل، نجحت أغنية «التنورة» في مصر بشكل كبير، على رغم أن المصريين لا يعرفون معنى الكلمة في الأساس.
– هل تعترف أنك مقصر تجاه الغناء بالمصري؟
بالفعل، أعترف بأنني مقصر مع هذا الجمهور الذواق، وأسعى الى أن يصبح حضوري أقوى في مصر خلال الفترة المقبلة، ولن أخفي أيضاً رغبتي الحقيقية في تقديم أغنية مصرية قريباً، لأنني ببساطة أود الغناء بلهجة هذا البلد العظيم، تكريماً لملايين المصريين الذين يغمرونني بحبهم.
– هل بدأت البحث عن هذه الأغنية فعلاً؟
في الحقيقة لم أبدأ رحلة البحث بعد، ولا أعلم مَن هم الشعراء أو الملحنون الذين لديهم ما يناسبني، لكني أنتظر أكثر الأغنيات التي ستخطف قلبي، حتى يكون غنائي باللهجة المصرية إضافة وليس مجرد تواجد سطحي، ليستقبلها المحبون في مصر بشكل مرضٍ.
– من هو المطرب المصري الأقرب الى قلبك، والذي يمكن أن تشاركه دويتو؟
هناك العديد من المطربين في مصر الذين يملكون أصواتاً قوية وجمهوراً عريضاً، وأتواصل بين الحين والآخر مع بعضهم، لكني أعتزّ جداً بصداقة المطرب الشعبي الكبير حكيم، وأتشرف أيضاً بمشاركته أي مشروع غنائي في المستقبل، وبالفعل كانت هناك تحضيرات من قبل وتوقفت بسبب تكاسلي أو تقصيري، لكني أتمنى إنجاز هذا الدويتو يوماً ما.
– هل أضاف إليك الظهور مع الإعلامي عمرو أديب في برنامجه «كل يوم»؟
عمرو أديب أحد أهم الإعلاميين المصريين، وهو شخص محترم ويتمتع بقدر كبير من المهنية، وظهوري معه كان مميزاً وله وقع كبير، بخاصة لدى الجمهور المصري.
– كيف رصدت ردود الأفعال التي تلت أغنيتك الجديدة «منمنم»؟
«منمنم» حققت صدى واسعاً والحمد لله، وهي أغنية لبنانية شعبية من النوع الذي أحب أن أقدمه، لأنه يصل إلى الجميع، وقد لمست الجمهور في لبنان والشام بشكل عام، وأتمنى أن يستمر نجاحها على نهج «نسونجي» و«تنورة»، وسأقوم بتصويرها في القريب، لكن لم تدخل التحضيرات مرحلتها النهائية، حيث هناك أكثر من فكرة للتصوير ما زلنا نتشاور في خصوصها.
– وهل تتدخل عادة في وضع تصورات لتصوير فيديو كليب؟
لا أتدخل إطلاقاً، لكن نعقد جلسات تحضير للوقوف على تفصيل التصوير ووضع الفكرة واستيعابها.
– «نسونجي» واحدة من أشهر أغنياتك، ومع ذلك لم تتزوج، لماذا؟
أعتقد أن النصيب لم يأت بعد، ولا نعرف ماذا سيحدث في المستقبل، وعلى رغم تأخّر زواجي، إلا أنني شخص أحب العائلة وأطوق الى اليوم الذي تصبح لديَّ فيه أسرة وأولاد، لكنني في الوقت نفسه لن أتسرع أو أخاطر بزوجة لا تتحقق فيها طموحاتي.
– وما هي هذه الطموحات؟
أن تكون ذكية ومتفهّمة لطبيعة عملي ومريحة.
– وهل تعيش قصة حب هذه الأيام؟
كثر من الجمهور يعتقدون أنني زير نساء، لكن الحقيقة عكس ذلك، حيث أنني عندما أحب فعلاً أكون مخلصاً وملتزماً بهذا الحب، لكني لا أعيش أي علاقة خلال هذه الفترة.
– هل أخلصت لفنك على حساب حياتك الخاصة؟
في إحدي الفترات، كنت أشعر بأن سبب تأخر زواجي هو رحلة الفن الشاقة التي لا ترحم، لكني أعود عن ذلك وأنتظر نصيبي لعلّه خير.
– أثرت الجدل بغناء «بلا حب بلا بطيخ» في العام الماضي؟
(ضاحكاً): أنا مثير للجدل في الأساس، الأغنية لا تتعدى كونها مقطعاً من مثل شعبي لبناني، لكن لا يوجد أحلى من الحب ولا أطيب من البطيخ.
– وهل لديك أي نية لخوض تجربة التمثيل؟
التمثيل كذبة ذكية، وأنا لا أعرف طريق الكذب، ولا أجيد التمثيل، لذلك ليست لديَّ نية مستقبلاً لأن أظهر على الشاشة كممثل، وقد عرض عليَّ أكثر من مشروع، سواء في السينما أو التلفزيون، لكن قراري قاطع في هذا الصدد، حتى خلال تصوير أي فيديو كليب يصيبني هاجس سوء الأداء، وأكون حريصاً على التفاصيل كافة بشكل مبالغ فيه، حتى أشعر براحة تجاه كل لقطة.
– ما هو أكثر شيء يخيف فارس كرم؟
أنا شخص لا يخاف في المطلق، وشعور الخوف لا يعرف طريقه إلى نفسي، لكن الزمن هو أكثر ما يؤرقني بين الحين والآخر، حيث أنه مقرون بالمجهول ولا تعرف ماذا ينتظرك غداً، في الوقت الذي تعد خسارة الأهل والأصدقاء المقربين أمراً لا يمكن تعويضه أو تفاديه.
– من هم أقرب أصدقائك في الوسط الفني؟
الصداقة كلمة لها قدسيتها، ولا تستطيع أن تطلقها على أحد المحيطين من دون أن تكون متأكداً أنه يستحقها فعلاً. ليس لديه الكثير من الأصدقاء داخل الوسط الفني، وعلى رغم ذلك فإن من بين الأقرب الى قلبي النجمات: نجوى كرم وهيفاء وهبي ومايا دياب.
– من هم منافسوك في الغناء اللبناني؟
أي مطرب لبناني يقدم أغنية جميلة هو منافسي بالدرجة الأولى، سواء كان رجلاً أو امرأة. وللمناسبة، المنافسة لا تتعارض مع الحب والاحترام، لكنها تمثل الحافز على النجاح وتقديم المزيد.
– هل ما زالت الخلافات قائمة بينك وبين المطرب رامي عياش؟
لا تعليق.
– وماذا عن التراشق اللفظي بينك وبين الملحن حلمي بكر؟
اليوم أنا هنا وسط الجمهور المصري بعد تصريحاته التي هددني فيها بمنعي من دخول مصر، وهو شخص أحترمه مقاماً وسناً، لكني مندهش من تعدّيه عليَّ بهذا الشكل.
– لماذا صرحت أن الفن مجد باطل؟
ليس الفن وحده، لكن الدنيا بما فيها هي مجد باطل، فقد غلب الزيف على الحقيقة في غالبية الأحيان واختلط النبيل بالخبيث، أما المجد الحقيقي ففي السماء عند الله سبحانه وتعالى.
– ما هي خريطة حفلاتك المقبلة؟
لديَّ أكثر من جولة خلال الفترة المقبلة، وأبرزها مهرجان موازين إيقاعات العالم، الذي ألتقي خلاله الجمهور المغربي في 16 أيار (مايو) المقبل، وهو حفل أستعد له بشكل خاص، إذ إن للجمهور المغربي طبيعة مختلفة وأسعى دائماً الى أن أكون عند حسن ظنه بي.
– وهل تستمع الى الموسيقى المغربية؟
أستمع الى غالبية مطربي المغرب العربي، بخاصة موسيقى الراي، إضافة إلى الرائعة سميرة سعيد، والتي التقيتها مرات عدة أثناء زيارتها لبنان.
– يحدث العديد من التطورات السياسية حولنا، فهل تحرص على متابعتها؟
بالطبع أحرص على متابعتها إلى حد التدقيق، لكني لا أفضل عادة الحديث في الشؤون السياسية على الملأ، كفانا صراعات، وليتحدث كل فرد في الأمور التي يفقه فيها وتدخل ضمن نطاق تخصّصه.
علاقتي بـ «السوشال ميديا»؟
للأسف، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ضرورة لأي شخص مشهور للتواصل عبرها مع جمهوره ومتابعيه، وعلى رغم أنني لا أحب تمضية وقتي عليها، حيث هذا العالم المزيف، إلا أنني أضطر لتصفّحها بين الحين والآخر.