لندن – وكالات – بزنس كلاس:
يقول المثل العربي الشهير ” إجـا يـكـحِّـلـهـا عَـمَـاهـا” وهذا بالضبط ما فعلته قناة “العربية”، في تبريرها لنشر فيديو تهديد طائرة مدنية قطرية من قبل مقاتلة سعودية، لتواجه برد عنيف من وسائل إعلام عالمية على فبركتها وكذبها ومن ثم تحميل الاخرين مسؤولية “الفهم الخاطئ” لفحوى أخبارها وهي بطلة وسائل الإعلام بالبث الغبي للكذبات الفاشلة خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأزمة الخليجة والحصار الجائر المفروض على قطر. فقد قالت صحيفة الإندبندنت إن الإعلام السعودي يقوم بحملة يستخدم فيها كل الحيل القذرة تجاه قطر، معتبرة أن الحملة التي تشنها وسائل الإعلام السعودية ضد قطر خرجت من إطار كل ما هو معقول لتصل إلى مستوى الخيال فيما يشبه قصة “أليس في بلاد العجائب”.
وفي مقال نشرته الصحيفة البريطانية للكاتب أنتوني هاروود، استعرض الكاتب أهم ملامح الحملة الإعلامية ضد قطر، موضحاً أن صاحب تسريبات ويكيليكس جوليان أسانج نفى الفبركات السخيفة التي أذيعت في قناة العربية التي تملكها السعودية حول تقاضيه أموالا ضخمة من الدوحة لعدم نشر برقيتين تتعلقان بقطر، في إطار ما عرف بتسريبات ويكيليكس، وفق ما قالته المحطة المملوكة للسعودية. ووصف الكاتب الفبركات الإعلامية بأنها ضمن حملة منظمة تستخدمها السعودية في نزاعها مع قطر الذي مضى عليه أكثر من 80 يوماً.
ويشير الكاتب في مقاله إلى ملمح آخر لهذه الحملة التي يشنها الإعلام السعودي، فيقول إن القناة التلفزيونية نفسها (العربية) هاجمت كلا من صحيفة الإندبندنت البريطانية ومجلة نيوزويك الأمريكية بسبب تغطيتهما الغضب والاستياء الدوليين اللذين تفجرا بسبب شريط الفيديو الذي بثته القناة السعودية نفسها ويظهر رسما بالكمبيوتر لطائرة عسكرية سعودية تطلق صاروخا على طائرة ركاب قطرية بعد دخولها المجال الجوي السعودي.
وقال الكاتب إنه من المستغرب أن تقوم العربية بشن هذا الهجوم المريب زاعمة أن وسائل الإعلام الغربية قد ضللت متابعيها من خلال نقلها الخبر بشكل غير واضح، وهو ما يراه الكاتب تأكيدا على الفبركات السخيفة ضمن حملة منظمة تقوم بها وسائل الإعلام السعودية.
وكانت قطر قد قدمت شكوى لمنظمة الطيران المدني متهمة السلطات السعودية بترويع المسافرين جوا عبر هذا الفيديو، لكن وفي حالة من الجدل العقيم فإن العربية شنت هجوما مريبا زعمت فيه أن “وسائل إعلام غربية” نشرت بصورة مضللة عن قصة هذا الفيديو.
وفي معرض هذا الجدل الذي سردته العربية فإنها قالت إن الفيديو يبدأ بمشهد لطائرة عسكرية سعودية تجبر طائرة ركاب عليها علامة الخطوط الجوية القطرية على الهبوط في الصحراء السعودية بعد اختراقها للمجال الجوي السعودي وفقا للمحطة، لكن وكما يقول كاتب المقال فإن المحطة تمضي في جدلها لتقول إن الصور التالية تظهر إطلاق صاروخ على الطائرة وهي في الأجواء لكنها تقول إن الطائرة في تلك المشاهد لم تكن عليها علامة للخطوط الجوية القطرية وفق ما تزعم، ومن ثم فهي تخلص إلى أن الطائرة لم تكن للخطوط الجوية القطرية في الرسم.
يقول الكاتب لا أعتقد أن ما قالته المحطة صحيح. الفيديو هو نفسه والصور هي نفسها وصوت المعلق هو نفسه يتحدث عما يمكن للسعودية أن تفعله وفق القانون الدولي في حالة ما إذا دخلت طائرة قطرية مجالها الجوي، والطائرة في النهاية هي الطائرة نفسها وليس كما تقول العربية. ويسرد الكاتب متندرا قصة تعريف البطة الشهيرة، فيقول إذا كانت تمشي كبطة وتعوم كبطة وتكاكي كبطة إذن فهي بطة، متسائلا: “ثم من هي الدولة التي أغلقت السعودية حدودها معها غير قطر؟”.
ويمضي الكاتب قائلا إنه وبجانب استهداف العربية للإندبندنت بسبب تغطيتها تلك القصة، فإنها أيضا تناولت صحفيا بمجلة نيوزويك كان قد كتب القصة إلى مجلته لتشير إلى إن الكاتب “كان قد ظهر مرارا على شاشة قناة الجزيرة التي شنت حملة ضد الدول المقاطعة لقطر”، وفق العربية.
ويقول الكاتب إن هذه الجزيرة هي نفسها التي ورد مطلب إغلاقها ضمن المطالب الثلاثة عشر التي طرحتها الدول المحاصرة لقطر لإنهاء حصارها، ويتذكر كيف ردت قطر ساعتها بأنها مستعدة لإغلاق الجزيرة إذا أغلقت السعودية العربية، لكن الكاتب يقول إنه وفي الوقت الذي تحظى فيه الجزيرة باحترام دولي فإن العربية وفقا لكلمات جوليان أسانج تبدو سخيفة جدا.