الدوحة – بزنس كلاس:
الحصار الظالم المفروض على دولة قطر، الذي بدأ صباح الخامس من يونيو الماضي، لم يراع أدنى المفاهيم الإنسانية التي كفلتها القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، حيث مارست دول الحصار العديد من السلوكيات اللاأخلاقية وجاء في مقدمتها طرد كافة المرضى القطريين من مستشفيات دول الحصار، وعدم السماح لهم بإكمال مراحل علاجهم، وإلغاء عمليات جراحية كانت محددة لهم مسبقاً.
في المقابل، أعلنت قطر التزامها منذ اليوم الأول من الحصار بتقديم كافة خدمات الرعاية الصحية لجميع مواطني دول الحصار، وذلك ضمن التزاماتها الأخلاقية والإنسانية والدينية التي تحتم عليها تقديم الرعاية الصحية لكل من يحتاجها.
وما يدلل على ذلك، أن عدد العمليات الجراحية التي تم إجراؤها لمرضى دول الحصار المقيمين على أرض دولة قطر خلال ستة شهور منذ بداية الحصار بلغ 11558 عملية، وذلك بحسب الدكتور يوسف المسلماني، المدير الطبي لمستشفى حمد العام.
وتوزعت العمليات على النحو التالي: 362 عملية جراحية لمرضى بحرينيين، 10 آلاف عملية لمرضى مصريين، 130 عملية لمرضى إماراتيين، 978 عملية لمرضى سعوديين.
في حين بلغ عدد زيارات مرضى دول الحصار للعيادات في مؤسسة حمد الطبية خلال ذات الفترة نحو 12256، توزعت على النحو التالي: 542 بحرينيا، 9681 مصريا، 290 إماراتيا، 1743 سعوديا.
وكشف الدكتور المسلماني في تصريحات سابقة عن تلقي حوالي 388 ألف مراجع من مواطني دول الحصار للرعاية الطبية اللازمة خلال ستة شهور من بدء الحصار، وأن جميع الخدمات الطبية لم تتأثر بشكل عام لجميع المراجعين ولمواطني دول الحصار بشكل خاص دون تمييز أو تقصير.
وقال إن مؤسسة حمد الطبية بكافة مرافقها والمراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية تستقبل مواطني دول الحصار بشكل اعتيادي، لافتا إلى أن العدد 388 ألفاً هو إجمالي جميع المراجعين الذين تم تسجيلهم على (الملف الإلكتروني) سواء في مستشفيات مدينة حمد الطبية أو في مراكز مؤسسة الرعاية الصحية الأولية.
ولفت إلى من بين العدد 388 ألفا كان عدد المراجعين المصريين هو الأكبر، حيث وصل عددهم إلى 336 ألف مراجع فيما بلغ عدد المراجعين من مملكة البحرين 11618 مراجعاً ومن المملكة العربية السعودية 35150 ومن الإمارات 4848 مراجعاً.
إلى ذلك، أعلنت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أنها التزمت منذ اليوم الأول من الحصار بتقديم كافة خدمات الرعاية الصحية الأولية لجميع المتواجدين على أرض دولة قطر بمن فيهم الإخوة من مواطني مجلس التعاون الخليجي، وأضافت أن عدد الذين تم تقديم خدمات الرعاية الصحية لهم في مراكز المؤسسة المنتشرة في كافة أرجاء الدولة بلغ نحو 30 ألف مراجع من مواطني دول الحصار خلال العام الماضي 2017، وهذا الرقم يثبت التزام دولة قطر الأخلاقي والإنساني والمتمثل في تقديم الخدمات الطبية لكل من يحتاجها بغض النظر عن الجنس أو العرق أو اللون.
كما تواصل قطر تقديم خدماتها الطبية بما في ذلك علاج السرطان للمقيمين من دول الحصار على الرغم من قرارات دول الحصار بمنع المواطنين القطريين من تلقي العلاج.
وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور الشيخ خالد بن جبر آل ثاني في تصريحات صحفية إن الجمعية القطرية للسرطان قامت بتغطية تكاليف علاج 400 مقيم مصاب بالسرطان، بينهم حالات عدة من دول الحصار.
وشدد على أن دولة قطر ستظل كعبة المضيوم وتتعامل بروح الإنسانية بصرف النظر عن الجنس أو الدين أو اللغة، كما ستظل قطر باسطة ذراعيها لكل المحتاجين في كافة الظروف والأزمات، الأمر الذي تفتقده دول الحصار.
لجنة التعويضات بدورها تلقت عدداً من شكاوى المرضى، واستقبلت حالات منهم، قدموا طلبات شرحوا فيها ظروفهم العلاجية، وسجلاتهم المرضية في مستشفيات دول الحصار، كما التقتهم منظمات دولية للاطلاع على أحوالهم، حيث تعكف اللجنة على دراسة ملفاتهم.