عواصم – وكالات – بزنس كلاس:
تعددت التقارير الإعلامية والدراسات التي تتناول شخصية ولي العهد السعودي “المندفعة” الأمير محمد بن سلمان وتأثير هذه الشخصية على قرارات دولة بحجم المملكة الاقتصادي والجيوساسي في المنطقة والعالم. وتناولت معظم التقارير الأبعاد الخطيرة لشخصية الأمير الشاب على مصير منطقة شديدية الحساسية كالخليج العربي والشرق الأوسط بشكل عام لما تتسم به شخصيته من “حدة” و “عداونية” على حد وصف المراقبين.
فقد قال الكاتب الروسي والخبير في الشؤون العربية، سيرغي بليخانوف، إن السبب الحقيقي لتطور الأزمة الخليجية هو تصعيد الأمير محمد بن سلمان الذي يعد أصغر حكام المنطقة حيث يبلغ عمره 33 عاما فقط.
وأضاف بليخانوف في حوار مع صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس”: لقد أصبح وجهاً رئيسياً للسياسة السعودية والسبب الأساسي للأزمة. أعتقد أن خلافاته مع سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني- 37 عاماً — لعبت دوراً أيضاً. ولكن السبب الرئيسي هو المنافسة الجيوسياسية بين قطر والسعودية. ولكن هذه المنافسة لم تظهر يوم أمس ولن تختفي يوم غد. وفي هذا الوضع، تسبب العامل الشخصي في تصعيد التوتر”.
وأشار الخبير إلى الطابع الشخصي لولي العهد السعودي حيث يطلق عليه في وسائل الإعلام البريطانية “الرأس الملتهبة” و”اللاعب”.
وقال بليخانوف إن محمد بن سلمان سيعمل على تصعيد التوتر، مشيراً إلى أن شخصية محمد بن سلمان تثير الاهتمام أيضا لأنه لم يدرس في الخارج على غرار القيادات السعودية الأخرى التي تحتل مناصب عليا في المملكة. وأوضح أن الأمير “نتاج تربية سعودية داخلية” الأمر الذي يعني التأثير الشديد لرجال الدين الوهابيين الذين يلعبون دوراً كبيراً في المملكة. مضيفاً أن محمد بن سلمان لم يتعلم “فن التهدئة” التي تدرس في أوروبا.
ويرى الخبير الروسي أن الصعود السريع لولي العهد الجديد أدى بالرجل إلى “الثمالة”. وهو رجل سياسي ديناميكي ولكن يبقى السؤال “ما مدى عقلانية هذه الديناميكية وتخطيطاتها؟”.
وتوقع الخبير أن تشهد المملكة قريباً تنازل الملك عن السلطة. وقال إنه “في حال تحقيق محمد بن سلمان ذلك، فسنرى على العرش الملك الذي يبلغ من العمر 33 عاماً فقط، الأمر الذي يثير قلقاً عند الدول المجاورة. لأن الحديث سيدور ليس فقط عن المواجهة العميقة بين قطر والسعودية، حيث توجد لدى المملكة أيضاً مواجهة قديمة مع سلطنة عُمان حيث يحكم السلطان قابوس بن سعيد.
وأوضح بليخانوف أنه على الرغم من الوضع المقلق، لا يستعجل معارضو قطر والسعودية تطور الأزمة إلى مرحلة التدخل العسكري. ومع ذلك، يرى الخبير أنه ليس من الممكن استبعاد إمكانية العمليات العسكرية. وقال “لن يكون هناك أي تدخل، ولكن قد تقع اشتباكات محلية. وهذا هو معنى الإنذار لقطر”.
وعن مدى إمكانية إيجاد طريق لتفادي الأزمة، قال بيلخانوف “القضية هنا هي قضية طموحات شخصية أيضاً. والحديث يدور أيضاً حول موازنة القوى داخل السعودية. وليس سراً أنه يوجد في السعودية كثيرون غير راضين بوضع بن سلمان يده على كل شيء. ومن هؤلاء الأشخاص، أبناء الملك عبد الله الذي توفي في 23 يناير/ كانون ثاني عام 2015، وأحد أبنائه قائداً للحرس الوطني”. وأضاف أنه “لا يجب التقليل من تقدير مستوى الاتصالات غير الرسمي بين الأمراء السعوديين أيضاً. حيث لا نعلم ما هي العمليات التي تجري في أوساطهم”.
وقال الخبير، إنه “واثق من أن تنازل الأشخاص الذي يبلغ عمرهم 50-60 عاما يثير استياءً وتوتراً داخل السعودية. وبالإضافة إلى العمليات السياسية الداخلية في المملكة، يجب ألا ننسى العوامل الخارجية”.