عواصم – وكالات:
ربما كان الرجل الذي وصف في يوم من الأيام بأنه مقرب من صناع القرار في السعودية “يمزح”… إلا أن ما وصل إليه حال الخليج اليوم جعل المتابع العربي والخليجي جاهز لتلقي مختلف أشكال الصدمات السياسية التي باتت تنزل عليه كصاعق كهربائي بقوة ألف كيلو فولت مزحاً كانت الصدمة أم جداً..
الحل 4 مليار دولار… يقول الكاتب والصحفي السعودي جمال خاشقجي بأن فيها شفاء للأزمة الخليجية، بشرط تقديمها من قطر لمصر وتحديداً للرئيس عبد الفتاح السيسي.. وهذا لربما شرح لتخيل المعنى الذي سيرسم في عقل أي قطري أو خليجي عند سماع القول بحرفيته… فجمال خاشقجي يقول في مقابلة له على قناةبي بي سي: “لو قام الشيخ تميم غداً بزيارة للقاهرة و معه شيك بـ 4 مليار دولار لتنتهي هذه الأزمة بالكامل”
ليزيد الرجل المنفي بإرادته إلى أمريكا ويكشف بأن سر حصار قطر هو “مصر”، فيقول “القضية قضية مصر هذا هو سر الخلاف القطري السعودي الإماراتي. “ويؤكد بأن الأزمة ليست خلاف سعودي قطري بل هي حول مصر ولو قام الشيخ تميم غداً بزيارة للقاهرة و معه شيك بـ 4 مليار دولار لكانت انتهت هذه الأزمة بالكامل..
لا تبدو المشكلة الحقيقة في الـ 4 مليار دولار، فهذا رقم في عالم المال الممزوج بالسياسة بسيط جداً جداً جداً، وتلك مدرسة السعودية ذاتها التي اشترت السيسي وقراره ومن معه لتحاصر قطر على خلفية مسألة وصَفها ساسةُ المملكة بأنها مشكلة بسيطة جداً جداً جداً، وربما لهذا السبب تم وصفها بأنها بسيطة جداً فسعر حلها على مايبدو 4 مليار دولار فقط.
وإن صحت نظرية الـ 4 مليار دولار على واقعيتها بالنسبة للسيسي، فإن قطر عبرت على لسان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بأن ليس كل شيء يشترى بالمال… فهذه سياسة لم تعتد قطر عليها يوماً.. وعلى ذلك تشير المعطيات بأن الأزمة لو كان حلها المال فيبدو أنها ستطول…
لست بإخوان مسلمين يجيب الصحفي السعودي ويقول: “أنا نشأت بين الإخوان عندما كنت طالباً ولكني حالياً لا أنتمي للإخوان المسلمين ولن أكون منهم، أنا مؤمن بالتعددية ولو كان هناك حرية سياسية في بلادي لربما شكلت مع مجموعة من المثقفين تياراً إسلامياً وسطياً، فأنا يضيف خاشقجي مؤمن بالإسلام كمرجعية سياسية لمجتمعاتنا.
وأوضح خاشقجي الذي اختار المغادرة الى الولايات المتحدة أنه منع من الكتابة والتغريد في السعودية، مبيناً أنه يكتب في الصحف الغربية لأن مساحة الحرية مكفولة له خارج السعودية. وقال في نهاية حديثه أنه يتمنى أن تنتهي أجواء التخويف والاعتقالات والتهديد التي انتشرت في السعودية مؤخراً وأن تعود الاوضاع الى سابق عهدها قبل ستة شهر.