
رحلة في قلب سويسرا… توازن بين الفخامة والطبيعة والثقافة
كل الطرق تؤدي إلى الجمال: جولة حالمة بين جنيف ولوسيرن وبورغنشتوك
حكاية سويسرية تجمع بين الطبيعة، الضيافة، والفن
سويسرا- ميادة ابو خالد
ما إن تتلامح “سويسرا” إلى واجهة الذاكرة حتى تتراكم الصور كألبومات متعددة المستويات لمشاهد الطبيعة الخلابة وتدخّلات اليد البشرية، لتعملا معا على خلق حالة جمالية متكاملة تكتسب عناصر تشويقها الذاتية وترتفع جاذبيتها وإغراءاتها إلى أعلى نسبة يمكن للإنسان أن يتخيلها.
وعلى الرغم من الرصيد المتراكم الذي تمتلكه ذهنية السائح والباحث عن سويسرا ومعالمها وعوالمها وتفاصيلها مترامية الأطراف، إلاّ أن الواقع أكثر إدهاشاً من المتخيل، ذلك أن القائمين على السياحة السويسرية استطاعوا الجمع بين الوسيلة والمكان وفق حالة شديدة الفرادة، وكانت دعوتهم للصحفيين في جولة حول سويسرا ليكونوا شهوداً على مدى التطور والعصرية والدقة في التنظيم والتخطيط، وليحلوا بأنفسهم شبكة الطرق المتقاطعة ما بين الأرض والسماء والماء، ليتعرفوا على جغرافيا صناعة السفر وأهم الآليات المتبعة في ضمان سهولة التنقل وتوفير الوقت مع الاحتفاظ بحق السائح في زيارة أكبر عدد ممكن من الأماكن والمعالم السوسرية الاستثنائية.
وصول إلى جنيف… حيث تبدأ الحكاية
بدأت الرحلة في قلب مدينة جينيف، اجتمعنا في الفندق المضيف للوفد الاعلامي “موندريان اورينتال- جينيف” الساحر بإطلالته على نهر الرون وخلفيته الجبلية الخلابة، مانحًا بداية مثالية لتجربة تجمع بين الرفاهية والأجواء السويسرية الأصيلة. وبعدها توجهنا برفقة ممثلة هيئة السياحة السويسرية، مونيكا مولر، إلى “لا بونبونيير جينيف”، حيث قمنا بتجرية عملية فريدة في مدرسة الشوكولاتة لصناعة علب شوكولاتة شخصية، وسط أجواء تجمع بين الحرفة والذوق السويسري العريق.
في المساء قمنا بجولة على ضفاف البحيرة وصولًا إلى فندق وودوارد أحد أرقى فنادق جينيف، حيث تم تنظيم جولة تعريفية بالفندق تلاها عشاء راقٍ في مطعم لو جاردينيه ، الذي يشرف عليه الطاهي الحاصل على نجمة ميشلان ألان فيرزيرولي، ويقدم تجربة طهو تجمع بين المكونات المحلية الموسمية والمذاقات الراقية.
يوم الفن والطبيعة… جنيف من زوايا مختلفة
في اليوم التالي، بدأنا في جولة فنية في حي كورتييه دي بان ، مركز الفن المعاصر في جنيف، للكشف عن تنوع المشهد الفني في المدينة وحيويته. وبعد جولة مفعمة بالألوان والإبداع، حان وقت الاسترخاء على متن قارب للاستمتاع بوجبة غداء فاخرة على مياه بحيرة جنيف، بين الجبال الشاهقة والمشاهد الطبيعية البانورامية.
وبعدها قمنا بجولة رائعة وممتعة في البلدة القديمة في جنيف برفقة المرشد نيكولا باس، مرورًا بكاتدرائية القديس بطرس، أحد أبرز معالم الإصلاح الديني في أوروبا. واختتم اليوم بجولة فريدة بتوك توك في الحي الدولي، مع تقديم شاي ما بعد الظهيرة من فندق دانجلتير جنيف في تجربة أنيقة تمزج بين الضيافة الراقية والطابع العصري.
رحلة عبر الزمن… من جنيف إلى لوسيرن
في صباح اليوم التالي كانت هناك تجربة فريدة في عالم الساعات السويسرية داخل ورشة ورشة إنيتيوم لصناعة الساعات ، حيث تعرّف المشاركون على أسرار صناعة الساعات الميكانيكية من خلال ورشة عمل عملية قادها خبراء الحرفة. ثم غادرنا إلى مدينة لوسيرن بواسطة القطار السويسري الشهير بدقته، ليستقبلهم فندق ماندارين أورينتال بالاس، لوسيرن بإطلالة ساحرة على بحيرة لوسيرن وجبال الألب. في المساء، كانت الزيارة إلى متحف الجواهر الفاخرة حيث اكتشفنا عالم المجوهرات والأحجار الكريمة في جولة حصرية استثنائية، قبل العودة إلى عشاء أنيق في مطعم موزرن المطل على البحيرة.
لوسيرن.. تفاحة سويسرا الذهبية
في اليوم التالي قمنا بجولة في مدينة لوسيرن والتي تعد سادس أكبر مدينة في سويسرا وعاصمة كانتون لوسيرن والتي يطلق عليها تفاحة سويسرا الذهبية ، وتقع المدينة على ضفاف بحيرة لوسيرن على جانبي رويس ، عند سفح جبال الألب السويسرية . ولديها العديد من الجسور المغطاة ، وجسر تشابل الخشبي الذي أصبح جزء لا يتجزأ من المدينة .
تجذب لوسيرن الآلاف من المسافرين القادمين من جميع أنحاء العالم . للإستمتاع بالرحلات المائية على بحيرة لوسيرن ، تمتد منطقة البحيرة إلى 38 كيلومترا مربعا والتي تكتمل مع بحيرة اوري ، حتى على جدار الصخرة الشديدة الانحدار من التلال في منطقة جبال الألب .
وهناك أقدم جسر خشبي بإعتباره واحدة من مناطق الجذب الرئيسية في لوسيرن ، يمتد الجسر الخشبي على نهر رويس . الجسر على وسط المدينة ، والذي بني في 1333 و يعتقد أنه أقدم جسر خشبي في العالم .
تمتاز المباني في لوسيرن بالشكل الكلاسيكي الرائع الذي مر عليه العديد من العصور ، ويمكن للمسافرين التمتع فعلا بسحر الجمال الكلاسيكي والهدوء في حياة المجتمعات الريفية في مدينة أوروبية . من ناحية أخرى . كانت المدينة قادرة على عرض خصائص المجتمع الحديث ، مع استكمال جميع أنواع المرافق .
منتجع بورغنستوك
وبعدها توجهنا الى منتجع منتجع بورغنستوك، بحيرة لوزيرن عبر رحلة مائية مبهرة على متن القارب ثم بواسطة القطار الجبلي الصغير. المنتجع الواقع على ارتفاع 500 متر فوق بحيرة لوسيرن منحنا تجربة استثنائية من الفخامة، حيث اجتمع التصميم المعماري المعاصر مع الطبيعة الساحرة. وفي المساء، كان العشاء في مطعم أوك جريل الذي يحتفي بمفهوم “من المزرعة إلى المائدة”، وسط أجواء دافئة ومذاقات سويسرية أصيلة.
ليكون لنا في اليوم الذي يليه تجربة رائعة في سبا بورغنستوك ألبين للاسترخاء واعادة الحيوية والنشاط، ويعد من أحد أكبر وأشهر المنتجعات الصحية في أوروبا، حيث استمتعنا بتجربة مائية حرارية وإطلالات بانورامية لا تُنسى. وفي المساء، جمعتنا أجواء آسيوية في مطعم سبايسز كيتشن آند تيراس ..
رحلة خالدة تجمع بين الفخامة والطبيعة
في اليوم الاخير، توجهنا الى محطة القطار لننتقل الى مطار زيوريخ هذا البلد الرائع لا يمكن لمن يغادره إلاّ أن يخرج محملاً بذكريات رائعة لبلد عريق غني بتراثه وحضارته.
قد هيأت هيئة السياحة السويسرية في دعوتهم للوفد الإعلامي حدثاً مفعماً بالذكريات التي لا تنسى، عرفتنا على جوهر الضيافة السويسرية، حيث تلتقي الفخامة بالاستدامة، والحرفية بالحداثة، والطبيعة بالتصميم المعماري المذهل.
لقد أكدت الرحلة أن سويسرا ليست مجرد وجهة سياحية، بل تجربة متكاملة تجمع بين أصالة الثقافة الأوروبية وروعة الجمال الطبيعي وجودة الخدمات الراقية، مما يجعلها واحدة من أكثر الوجهات إلهامًا في العالم.