فوجئ المارة في شارع المعهد الديني بالعصافرة شرقي الإسكندرية، وسوق المنشية بانتشار باعة أسماك القرش الصغيرة، والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض، بكل الأحجام، سواء الكبيرة والصغيرة، ويقومون بعرضها للبيع والذبح بأسعار بسيطة لا تعادل قيمتها الحقيقية.
وخلال دقائق معدودة تمكن مصريون من المهتمين بالبيئة والحفاظ عليها من شراء هذه السلاحف وإعادتها للبحر حفاظا عليها.
وقال سيد فوزي، وهو مهندس مختص بحماية البيئة وأحد الذين اشتروا السلاحف وأعادوها للبحر لـ”العربية.نت”، إنه فوجئ بهذا الموقف الصعب عليه وعلى زملائه المتخصصين في حماية البيئة، ولذلك سارعوا بالاتفاق مع الباعة على شراء هذه السلاحف، وبعد تفاوض مرير تم شراء 5 سلاحف بسعر 800 جنيه للأحجام الكبيرة، و400 للمتوسطة، و200 للصغيرة، فيما قام الباعة بذبح اثنتين أخريين وبيعهما بالكيلو، حيث يعتقد البعض أن دم السلحفاة يزيد الوزن ويعالج النحافة، ولذلك يقبلون على تناول دمها.
وقال إن السلاحف التي تم شراؤها مهددة بالانقراض، فلا يتواجد منها في المياه الإقليمية المصرية سوى عدد قليل، نظرا لتزايد التلوث، حيث تتغذى هذه السلاحف على قناديل البحر، ويحدث أن يتغذى بعضها على أكياس يلقيها المصطافون في المياه، فتختنق وتموت، لذا نتيجة لغياب هذه السلاحف زاد انتشار قناديل البحر في المياه المصرية.
وقال إنه شاهد سلحفاة كبيرة معروضة للبيع ويبلغ وزنها 250 كلغ، ولكن لم يستطع شراءها، مضيفا أنه قام ومجموعة من أصدقائه بشراء هذه السلاحف من الباعة والحصول على قياساتها وإلقائها في البحر من جديد حفاظا عليها.
وأضاف أنه للأسف هذه السلاحف إناث وبعضها مازالت تحمل البيض الخاص بها، مطالبا وزارة البيئة المصرية بسرعة مواجهة هذه الكارثة ومنع بيع وتداول هذه السلاحف النادرة.
حسن الطيب رئيس جمعية الإنقاذ البحري وحماية البيئة قال لـ”العربية.نت”، إن البلاغات تعددت أمام الجمعية، وتفيد أن أسواق السمك بالإسكندرية تعج بالسلاحف الحية وأسماك القروش الميتة الصغيرة، وهذا يعني أن الصيادين اصطادوا أسماكا وقروشا كبيرة وإناثا، وكلهم محملون بأعداد كبيرة من البيض الخاص بهم، لذا أصدرت الجمعية تحذيرا للمسؤولين عن البيئة، خاصة وزارة البيئة ومحمياتها لمواجهة الكارثة.
وقال إن ما حدث يهدد الحياة البحرية جراء الصيد الجائر لمعظم الصيادين عديمي الخبرة، ما يؤثر على البيئة ويؤدي لانقراض كائنات حية يمثل وجودها حماية للبيئة وحفاظا على شواطئنا.