أكد السيد محمد فرحان عبد السلام مدير المنطقة لدى مجلس السياحة السنغافوري لمنطقة الشرق الأوسط، أن سنغافورة تقدم كافة التسهيلات وتعمل على أن تكون وجهة جذابة للزوار من دولة قطر، مشيرًا إلى أن سنغافورة تؤمن كل وسائل الراحة والمتعة لزوارها، وتتيح لهم تجربة عددا لا يحصى من العروض الترفيهية والأماكن الجذابة.
وأضاف عبد السلام في جولة لـ”الشرق” بمختلف المناطق السياحية بسنغافورة أن عدد الزوار من قطر سجل نموا جيدا بنسبة تجاوزت 14 % خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر عام 2016 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مشددا على أن الفرص السياحية الكبيرة التي تزخر بها سنغافورة والتي تجعلها تنبض بالحياة على مدار السنة سواء في حدائق غارندز باي ذو باي وما تتميز به منطقة مارينا باي من مشاهد رائعة.
هذا بالإضافة إلى تجارب التسوق في شارع اورتشرد الشهير أو في المناطق العريقة الغنية ككامبونج جلام أو الحي الصيني والليتل انديا، أو قضاء أوقات ممتعة مع العائلة والأصدقاء في جزيرة سنتوسا، مشيرًا إلى أن سهولة الوصول إلى سنغافورة وسهولة التحرك في جميع أنحاء المدينة وتوافر العديد من المؤسسات الغذائية والمطاعم التي تؤمن الطعام الحلال سيعطي للزوار من قطر راحة البال والاسترخاء والابتهاج مع أحبائهم في عطلهم وإجازاتهم.
هذا وقد نجحت سنغافورة في أن تصبح واحدة من أكثر دول آسيا تقدما خلال الأعوام الأربعين الماضية فقط، ولم يتوقف تقدمها على النواحى الاقتصادية والاجتماعية فقط، وإنما نجاحها في أن تصبح واحدة من أهم الوجهات السياحية في المنطقة.
تنوع ثقافي فريد
تتميز سنغافورة بتراثها الغني، وينعكس ذلك في طعامها وأماكن عبادتها ومحلاتها التجارية. فهي تعتبر مكان مليء بالثقافات، والجماعات العرقية الرئيسية في البلاد هم الصينيون، الملايويون، الهنود والأوروآسيويون، حيث تتعايش أماكن العبادة والأعراق والمأكولات المختلفة بانسجام، مما يساهم في المشهد العرقي النابض بالحياة.
ففي جميع أنحاء الجزيرة معابد ومساجد وكنائس صينية وهندوسية تقع غالبا بالقرب من بعضها أو حتى إلى جانب بعضها. أحد هذه الأمثلة هو شارع باجودا في شايناتاون، حيث يوجد معبد سْري ماريامان الذي يعتبر أقدم مكان للعبادة والذي يعود تاريخه إلى 1827 بالقرب من مسجد جامع الذي يقدم خدماته لمسلمي التأميل في سنغافورة ويستعرض الطرز المعمارية الكلاسيكية الجديدة والجنوب هندية.
كما يوجد في منطقة شايناتاون متحف ومعبد بقايا أسنان البوذا الذي يضم أسنان البوذا والذي يجعل سنغافورة واحدة من الست دول في العالم التي تتمتع بهذا الأثر المقدس، لكن لا تندهش عندما تجد معبد سري لايان سيتي فيناياجار على بعد عشرات الأمتار فقط. تم بناء هذا المعبد الزاهي الألوان في سنة 1925 لعبادة الإله الهندوسي الأول سري فيناياجار.
ونظرا لبيئة سنغافورة العالمية والمتعددة، هناك الكثير من المهرجانات الثقافية التي تجرى في الوقت نفسه طوال السنة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالعديد من المهرجانات الثقافية أخرى بما في ذلك مهرجان السنة الصينية الجديدة التي يتم الاحتفال بها بالكثير من البهجة، خاصة في شايناتاون.
حيث يتم تزيين الشوارع بزخارف ومظاهر احتفالية جميلة، وتعج المنطقة بعروض مسرحية وأسواق وأشخاص يتسوقون في آخر اللحظات قبل وصول أيام العطلة الرسمية.
كما يعكس تراث سنغافورة الغني أيضا في ثروة الخيارات الغذائية، حيث إن مطبخ واحد يجسد التعددية الثقافية في سنغافورة، وهو البيراناكاني. حيث أنه يجمع بين الطبخ الصيني والملايوي بسبب أصوله الثقافية: البيراناكيون هم من نسل المهاجرين الصينيين الأوائل الذين استقروا وتزوجوا بالملايويين في سنغافورة في القرن التاسع عشر.
ومهما كان التنوع المتواجد في سنغافورة، فإن شعبها تجمعه لغة واحدة مشتركة ـ سينجليش (وهي مختصر للغة السنغافورية الإنجليزية)، وتحتوي هذه اللغة على مفردات مكونة من اللغة الإنجليزية، الملايوية، الهوكين، الطايتشو، الكانتونية والتأميل. بما أن معظم السكان المحليين هم ثنائيو اللغة، فإنهم يتحدثون بعبارات من لغات مختلفة، مما أدى إلى هذا التنوع الجميل للغة العامة.
إثارة بلا نهاية
وتتميز سنغافورة بالعديد من الأماكن والرموز التاريخية التي تستحق الزيارة، مثل جاردنز باي زي باي (حدائق الخليج)، وهي نقطة جذب بستانية في منطقة وسط المدينة والتي تم افتتاحها في يونيو 2012، حيث تشتهر سنغافورة بكونها مدينة للحدائق، وهذا الموقع المذهل يضيف إلى تلك السمعة حيث أنه يستضيف المستنبتات الزجاجية المقببة والتي تحوي أكثر من 200 ألف من النباتات النادرة والمثيرة للاهتمام.
هذا بالإضافة إلى غزارة الألوان حيث يتم التقاط الروعة الموسمية للطبيعة من خلال التحولات المستمرة للفلاور فيلد (لحقل الأزهار). أو من خلال العديد من العوالم المليئة بالمرح والمغامرة في شيلدرينز جاردن (حديقة الأطفال) العصرية.
كما تتميز سنغافورة بالعديد من الأماكن العامة التي تتميز بالإثارة والدهشة، ومنها يونيفرسال ستوديوز سنغافورة، التي تتزين بقائمة موسعة من عوامل الجذب المليئة بالمرح والأحداث. كحديقة ملاهي أفلام هوليوود الأولى في جنوب شرق آسيا، يونيفرسال ستوديوز سنغافورة لديها سبع مناطق مثيرة، ولكل منها جولات فريدة بجانب العروض الحية.
كما يتاح للزوار تجربة العيش في قلب بريق وسحر هوليوود، والتعرف على كواليس الإنتاج السينمائي في نيويورك.
كما يتاح للزوار من المهتمين بالفنون والعلوم من خلال زيارة متحف أرت ساينس ميوزيم في مارينا باي ساندز، والذي صمم على شكل زهرة اللوتس، والذي يستضيف العديد من المعارض الدولية الرائجة، ويحتفي بالإبداع في مجالات الفن والعلوم والإعلام والتكنولوجيا.
وقد استضاف المتحف معرض “ناسا — أ هيومان أدفنشر (مغامرة الإنسان)”، والذي يقدم رحلة مثيرة من خلال استكشاف الإنسان للفضاء، ويجمع مجموعة استثنائية من أكثر من 200 تحفة تاريخية هامة من برامج الفضاء الخاصة بالولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق.
مناظر بانورامية
تعتبرسنغافورة غابة حضرية مزدحمة، حيث تتميز بالعديد من الأماكن التي تثير اهتمام الزوار وعشاق الطبيعة من خلال الاستمتاع بمناظر خلابة لأفق المدينة. بالإضافة إلى المساحات الخضراء الشاسعة. سواء داخل المدينة أو خارجها في ضواحيها.
ومن هذه الأماكن ساندز سكاى بارك والتي تقع على سطح مارينا باي ساندز. وتضم مطاعم رائعة على السطح مثل سى لافى ومطعم سكاى اون 57 الآسيوي الحديث. مع بركة تمتد لـ 150 متر (متاحة فقط لنزلاء الفندق). أماكن المشاهدة هذه تقع على ارتفاع 200 مترا فوق سطح الأرض. وتقدم مناظر لا مثيل لها لسنغافورة.
وتتيح المدينة لمحبى الطبيعة تفويت الجنان الخضراء داخل المدينة مثل جاردينز باى ذا بى. حدائق عمودية فريدة من نوعها تسمى سوبرتريز تصل إلى ارتفاع 50 متر في الطول ومتصلة بـOCBC سكاى واى – ممشى يقدم فرص لا مثيل لها لالتقاط الصور للحدائق المحيطة. هذا المعلم الجذاب افتتح في يونيو 2012. ويوجد به مستنبتات زجاجية يوجد بها أكثر من 200 ألف نوع نادر ومهم من النباتات.
وعلى حافة الخزان الوحيد الموجود في قلب المدينة. يقع مارينا باريج وهو حقًا وجهة رائعة. تركز على الاستدامة البيئية. اللفتة الأساسية لهذا السد هي مساحة شاسعة على السطح تسمى السطح الأخضر. والذي يعمل كعازل طبيعى للحرارة للمبنى ومصنوع من مواد صديقة للبيئة مثل البلاستيك المعاد تدويره. وأيضًا يمكنك مشاهده العديد من المناظر لقناة مارينا. والمبانى في شرق سنغافورة والاستمتاع بنشاطات أوقات الفراغ .
وتشتهر جزيرة سينتوسا بالمرح والبهجة من خلال ركوب التلفريك ذو المناظر الرائعة إلى الجزيرة. أو شواطئها الرملية، هذا بالإضافة إلى تجربة رياضة الجولف. وتدليل نفسك في الاسبا. ولعب الرياضات البحرية في ويف هاوس سينتوسا والذهاب لـ سكاى لاين لوج للمزيد من المناظر الرائعة للجزيرة.
فى الجزء الشمالي من سنغافورة، يوجد أماكن يجب زيارتها لتجارب غير منسية. والاقتراب أكثر من الطبيعة وسكانها في حديقة حيوان سنغافورة ذات الثماني وعشرون هكتار، والتي تم تجديدها مؤخرًا وتضم أشياء جديدة مثل التندرا المجمدة- موطن مولد الدب القطبى، هذا بالإضافة إلى تواجد أكثر من 2.800 حيوان، وجهزت الحديقة لتكون نسخة من حياة الحيوانات الطبيعية. مثل المعارض التحت مائية لأفراس النهر وبرك التماسيح. وبالإضافة إلى المشى. يمكنك الاستمتاع بجمال حديقة الحيوان بركوب الترام وجولات القارب بالقرب من النهر.