حملة عربية تنتصر لقطر وحجاجها وتندد بالسعودية

“الدولية” لمراقبة إدارة الحرمين تستنكر تمادي تسييس الرياض للحج
** ناشطون يكشفون توظيف الرياض للشعائر لتحقيق أهدافها
**  تسييس شعائر الحج والعمرة ترسيخ للاستبداد داخل المملكة

استهجنت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين، تمادي السلطات السعودية في توزيع أداء شعائر الحج والعمرة وفق أهوائها واستغلالها في تعزيز مواقفها، بحيث تمنح لمن يدعمها وتحظر عن من يعارضها. فى غضون ذلك شن مغردون عرب وخليجيون حملة تنتصر لقطر على تويتر وتطالب بوقف تسييس السعودية أداء الشعائر الدينية، وحث المغردون على وقفة وصحوة إسلامية حقيقية تعمل على التصدي للممارسات السعودية التعسفية.

وأبرزت الهيئة التي تتخذ من جاكرتا مقرا، في بيان صحفي، واقعة منح السفارة السعودية الفرصة لشاب تونسي ووالدته لتأدية فريضة الحج على خلفية نشره تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي تمدح المنتخب السعودي لكرة القدم.

وأكدت أن توزيع المكرمات بناءً على تشجيع ودعم منتخب السعودية لكرة القدم يمثل نموذجا حيا في استغلال الرياض لشعائرالحج والعمرة وما تسمى المكرمات ومنحها ومنعها وفقا للمواقف السياسية للدول والأفراد. ونبهت إلى مسلسل طويل من استغلال السعودية لتأشيرات الحج والعمرة لتدعم أهدافها وطموحاتها السياسية ولشراء ذمم السياسيين والإعلاميين المسلمين عن طريق إعطائهم تأشيرات حج وعمرة بالمجان وبشكل غير قانوني للوقوف الى جانب الإدارة السعودية في قراراتها السياسية.

ورقة ضغط ومجاملات سياسية
كما لفتت إلى استخدام السعودية المشاعر كورقة ضغط سياسية للضغط على عدة حكومات لابتزازها سياسيا، كما حصل مع عدة دول خاصة من قارة إفريقيا ومع شخصيات معروفة بمعارضتها للسلطات السعودية. وسبق أن رصدت الهيئة في فبرايرالماضي مراسلات سعودية رسمية مسربة تظهر أن سفير السعودية يوزع يومياً العديد التأشيرات المجانية على الإعلاميين والسياسيين المؤيدين لسياسة السعودية وبعض الفنانين في مصر.

وكشفت الهيئة أن السعودية منحت كل سفير لها في الخارج 3 آلاف تأشيرة لاستخدامها تحت بند المجاملة والاستغلال السياسي. وأكدت الهيئة العالمية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين مرارا أن فشل السعودية الذريع في إدارة الحج يستلزم وقفة وصحوة إسلامية حقيقية تعمل على نصح وإرشاد المملكة لكيفية تطوير أدائها بما يخدم ملايين المسلمين الذين يقصدون المشاعر الإسلامية. ووعدت الهيئة بأن تأخذ على عاتقها العمل من أجل صحوة إسلامية من خلال مشاركة الدول الإسلامية في إدارة المشاعر المقدسة وتحسين البنية التحتية في مكة والمدينة، مشيرة بهذا الصدد إلى أنها ستعقد لقاءات ومؤتمرات وورش عمل لتقديم المشورة والنصح للمملكة.

حملة عربية خليجية
إلى ذلك، أطلق مغردون خليجيون وعرب حملة (تويتر) ضد تسيس السعودية إدارة الشعائر الدينية وممارساتها الابتزاز بحق من يرغب في أداء شعائرالحج والعمرة خصوصا الحجاج القطريين.
وغرد هؤلاء بكثافة على ثلاثة أوسمة رئيسية حملت عناوين (الحجاج القطريين) و(السعودية تدمرالركن الخامس) و(مجسم الكعبة المحاصرة).

وانتقد المغردون تمادي السلطات السعودية في التحكم بمن يسمح له في أداء شعائر الحج والعمرة وفق أهوائها واستغلالها في تعزيز مواقفها بحيث تمنح لمن يدعمها وتحظر عن من يعارضها.

وأعربوا على الرفض القاطع لاستخدام السعودية الحج كورقة ضغط سياسية للضغط على عدة حكومات لابتزازها سياسيا، كما حصل مع عدة دول خاصة من قارة إفريقيا ومع شخصيات معروفة بمعارضتها للسلطات السعودية، إضافة إلى ما يحصل مع قطر. وحث المغردون على وقفة وصحوة إسلامية حقيقية تعمل على التصدي لممارسات السعودية التعسفية إزاء حق أداء الشعائر الدينية في ظل سياساتها غير القانونية ورفع أي قيود يتم فرضها على ملايين المسلمين الذين يقصدون المشاعر الإسلامية.

تساؤلات وتنديدات
وكتب المغرد ماجد القدسي متسائلا “عندما تقاتل السعوديون والعراقيون في حرب الخليج الثانية، لم يُمنع العراقي من الحج، ومن قبل عندما تقاتل المصريون والسعوديون في اليمن، لم يُمنع المصري من الحج، لماذا الآن نمنع على حروب الذباب؟”.

أما أحمد محمد درويش فكتب “كيف يكون الغرض من الحج تجميع المسلمين والسعودية تمنع جزءًا منهم عن أدائه؟”. وكتب عباس النهادي منتقدا توظيف السعودية المشاعر المقدسة في خلافاتها السياسية، وقال أحمد يحيى الحنبصي إن “منع المسلمين من أداء مناسك الحج أو العمرة – بصرف النظر عن الأسباب – هو عمل غير مقبول لأنه بمثابة قطع سبيل الله وعباده عن أداء شعائرهم”.

وفي السياق، شدد عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ على أنه “بدلا من إثارة الحمية حول مسألة تدويل الحرمين تحتاج السلطة السعودية إلى التواضع لله، واحترام مشاعر المسلمين، والتوقف عن التعامل مع الحرمين كملكية شخصية”.

أما أحمد بوادقجي، فكتب أن الحصارالظالم على قطر من قبل السعودية أفرز عدم قبول الشعب السعودي لهذا الحصار وأخص بالذكر شريحة علماء الدين، حيث تم اعتقال عدد من كبار العلماء لرفضهم سلوك حكام المملكة تجاه قطر، وهذا دليل على إفلاس سياسة المملكة”.

إضرار بسمعة السعودية
وكتب عبدالعزيز اختيار “إن ما يتعرض له الحجاج قد يكون أكثر إضرارا بالسعودية، مقارنة بما ستكسبه بالمنع ثم المنح، فبعض الدول قد ترى أن رعاياها ليسوا بمنأى عما تتعرض له قطر، ما سيعود سلبا ًعلى علاقاتها بالأولى”.
بدوره غرد أمين الكبوس “لا نطالب بتدويل الحرمين لكن كل ما نطالب به هو منع تسييس الحج، هي علاقة بين العبد وربه ويجب ان تبقى كذلك بدون أي مهاترات”.

ونبه عبدالملك العلفي إلى أن “مجسم الكعبة المحاصرة يرمز لانتهاكات السعودية بخصوص المقدسات واستغلالها سياسيا يجول عواصم أوروبية لفضح هذا النظام النجس”.

أما أحمد محمد عيسى فكتب أن “المنحنى الخطير الذي احتذته السعودية في التعامل مع الحج والحجاج للضغط على أنظمة وتمرير أجندة يعود بالسلب عليها فاللعبة انكشفت والقناع سقط”.

واعتبر أحمد حسن أن “‏الهيئة الدولية لمراقبة ادارة السعودية للحرمين تفضح السعودية في اوروبا بإطلاقها حملة مجسم الكعبة المحاصرة للتعريف بالانتهاكات والتسييس للمقدسات والشعائر”. كما أكد أحمد محمد سعيد أن “مجسم الكعبة المحاصرة يفضح انتهاكات وسوء إدارة السعودية للحرمين في أوروبا”.

إلى ذلك، تساءلت المغردة أسماء حزام مهدي السنوم “يعني الحجاج الإيرانيين يحجون بطياراتهم ولهم مكتب تخليص أمورهم وكل سنة يزيد عددهم، وهم العدو المباشر لكم كما تدعون!، احترموا عقولنا!”.

كما أتبعت السنوم تغريدتها بتغريدة ثانية كتبت فيها “‏من العار أن نرى مراسم الحج هذا العام تقام ولا يسمح لسكان دولة إسلامية من المشاركة في الحج، مما ذكرني بمنع حجاج قطاع غزة من الحج من قبل الاحتلال الإسرائيلي قبل سنوات، والمفارقة أن منع حجاج قطر بقرار عربي وبحصار عربي”.
وغرد أحمد محمد سعيد بأن “استفزاز وابتزاز السعودية للدول الاسلامية في الحج ستكود له ردة فعل طبيعية معاكسة، فالاتجاه وبنفس القوة فالكرامة الإسلامية تأبى مثل هذه الأفعال المسيئة للإسلام والمسلمين أجمع”.

وكتب أحمد حسن “نذهب لنرجم الشيطان والشيطان في أنفسنا يقف الداعي مكان النبي وهو يقول (دماؤكم وأعراضكم وأموالكم حرام عليكم)، لكنه يمتدح من يحاصرون الناس في قطر يزعمون أنهم ينزهون الله عن كل شيء”. وأكدت أسما حفار “أن هذا التوظيف الكامل للحج واستغلاله سياسيا واقتصاديا هو استغلال واستخدام لبيت الله الحرام وليس خدمة له ولضيوف الرحمن”.

ترسيخ للاستبداد فى المملكة
وقال بشير يحيى عبدالرحمن الشوفي “ما يحدث هو محاولة لترسيخ وتقوية دعائم السلطة التي تستبد بالإدارة والقرار وحتى بالتفسير الديني للدين الإسلامي الحنيف، وتستبد بكل ما يجري على هذه الأرض حتى المقدسات”.

وكتبت أروى المسني “ضيوف الرحمن القطريين والمقيمين في قطر مرغمين على التعايش مع الحرمان من أداء خامس أركان الإسلام، بسبب الحصار المفروض على قطر في إطار الأزمة الخليجية تسيس  للركن الخامس”. وغرد بسام الفليح متسائلا “لماذا يؤتى بالحج المقدس إلى حلبة الصراع السياسي؟”.

كما أطلق ناشطون وسوم (الحجاج القطريون، السعودية تدمر الركن الخامس، إضافة إلى وسم مجسم الكعبة المحاصرة. مبدين مخاوف كبيرة وجدية من قيام السعودية باعتقال وترحيل الحجاج وحرمان أفراد من تأدية المناسك لأسباب سياسية، كما فعلت خلال المواسم السابقة، وهذا يتعارض مع القوانين والمعاهدات الدولية التي تكفل حق الإنسان في ممارسة عبادته.

منوهين إلى أن ما تروج له السعودية من تسهيلات تخالف الواقع تماما، وأن التحرك السعودي محض محاولة لمكسب سياسي جديد بعد إدانات دولية متكررة لموقفها من منع أداء الشعائر. وإن ما يتعرض له الحجاج قد يكون أكثر إضرارا ًبالسعودية، مقارنة بما ستكسبه بالمنع ثم المنح، فبعض الدول قد ترى أن رعاياها ليسوا بمنأى عما تتعرض له قطر، ما سيعود سلبا على علاقاتها بالسعودية.

وأشار الناشطون إلى أن ما تقوم به السعودية يجعل من شعيرة الحج مصدرا للفُرقة والتضارب، بينما شريعة السماء جعلتها محلا للاجتماع وموطنا لتجاوز جميع الفوارق بين الناس، مهما بلغ شرف مناصبهم أو أعراقهم.

السابق
بورصة قطر “الثانية” من حيث ارتفاع المؤشر بين أسواق الخليج خلال النصف الأول من 2018
التالي
الطقس حار نهارا ورطب نسبيا