الدوحة – بزنس كلاس:
دعت مؤسسة حمد الطبية السيدات الحوامل إلى استقاء المعلومات الطبية الصحيحة عن مراحل الحمل وسلامة الحامل من مصادرها الطبية الموثوقة وعدم الالتفات إلى المعلومات الطبية غير الدقيقة المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع ضرورة إخضاع تلك المعلومات للتقييم المنطقي قبل الأخذ بها.
وقد أكّد خبراء علاج السكري في مؤسسة حمد الطبية على أن فحص تحمل الجلوكوز هو اختبار أساسي يتم إجراؤه للحوامل للكشف عن إصابتهن بسكري الحمل خلال الفترة الأولى من الثلث الثالث من الحمل ويحدد فحص تحمل الجلوكوز الخلل في تعامل جسم الحامل مع الجلوكوز ولا يسبب أي خطورة على الحامل. وأكدت المؤسسة أهمية إجراء الحوامل فحص تحمل الجلوكوز لاكتشاف الإصابة بسكري الحمل وبدء العلاج. وقال الدكتور محمد بشير، استشاري أمراض السكري والغدد الصماء بمؤسسة حمد الطبية ومدير عيادة السكري بمركز صحة المرأة والأبحاث: «يحدث سكري الحمل عندما تكون معدلات السكر في الدم عالية كنتيجة للحمل دون أن يسبق للمرأة الإصابة بالسكري قبل حدوث الحمل. وينشأ سكري الحمل لدى نسبة من النساء الحوامل وقد يتسبب في مضاعفات خطيرة أثناء الحمل».
وبدورها أكدت السيدة منال عثمان، مدير التثقيف الصحي للسكري بمؤسسة حمد الطبية على أهمية إجراء فحص السكري لدى الحوامل.
ويؤكد كل من الدكتور محمد، والسيدة منال على أن الرسائل غير الدقيقة التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن فحص السكري لدى الحوامل تشكل قلقاً لأنها قد تتسبب بمشاكل قد تكون خطرة على الأم الحامل والجنين. وتقول السيدة منال: «يلجأ العديد من الناس إلى مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على النصائح الصحية، فالكثير من المرضى يطرحون علي أسئلة تتعلق بمنتجات تباع إلكترونياً تدعي أنها تعالج السكري، أو يقومون باستشارتي حول مستحضر ما، أو نوع من الفيتامين ينال شهادات من جمهور مواقع التواصل الاجتماعي. إن النصائح التي يتم الحصول عليها عبر تلك المواقع قد تكون غير فعالة أو خطرة أو لها آثار جانبية فالأفراد يعملون على نشر المعلومات المغلوطة بمجرد ضغط زر النشر».
من جانبه يقول الدكتور محمد بشير، إن على الحوامل إدراك الجوانب المحيطة بالرعاية الصحية أثناء الحمل ويشدد على أهمية الحصول على المعلومات من المختصين ويضيف: «علينا أن لا نصدق كل ما نقرأ من محتوى عبر الشبكة الإلكترونية حتى وإن كانت تلك المعلومات تصل إلينا عبر مشاركة من الأصدقاء أو الأقارب فينبغي أن يكون لدينا حس من النقد عند قراءة المنشورات أو مشاهدة الفيديوهات. أنصح بعدم الخلط بين التجربة والدليل وأن يتم مناقشة المعلومات التي نحصل عليها إلكترونياً مع الطبيب أو فريق الرعاية الصحية وهو ما أنصح به الجميع وليس فقط النساء الحوامل. إن الاختيارات التي تتخذها المرأة خلال الحمل يكون لها آثار عليها وعلى الجنين أيضاً.»
ويطلب طبيب الرعاية الصحية الأولية إجراء فحص تحمل الجلوكوز الخاص بسكري الحمل خلال الأسابيع من 24 إلى 28 من الحمل ويتطلب إجراء الفحص شرب كمية كافية من السكر (حوالي 75 غراما) ومن ثم القياس عبر عينة من الدم لتحديد قدرة جسم الحامل على التعامل مع السكر.
ويوضح الدكتور بشير قائلاً: «قد ينظر إلى كمية السكر المستهلكة لإجراء الفحص على أنها كمية كبيرة إلا أنها فعليا الكمية نفسها إذا ما قارناها بمقدار 400 مل من العصير الطبيعي بنسبة مائة بالمائة أو بمقدار كأس ونصف من العنب، فهناك الكثير من الأشخاص الذين يستهلكون كميات مقاربة للسكر خلال اليوم. يعتبر هذا الفحص هاما جداً لقياس ارتفاع نسبة السكر في الدم خلال الحمل الأمر الذي يتسبب في العديد من المخاطر على الجنين كزيادة وزن الجنين لأكثر من 4 كلغ، أو نقص السكر في الدم، أو اليرقان، أو الولادة المبكرة، أو نشوء عيب خلقي في القلب أو الرئة. كما يتسبب بمخاطر على صحة الأم لذا فإنني أدعو النساء اللاتي يشعرن بمخاوف تجاه إجراء فحص تحمل الجلوكوز بالتحدث إلى الطبيب حول فوائد ومخاطر هذا الفحص».
ويوضح الدكتور بشير، أن الفحص يعتبر هاماً جداً للنساء اللاتي يتشكل لديهن خطر الإصابة بسكري الحمل، مضيفاً أنه من الممكن أن تصاب النساء بسكري الحمل حتى وإن لم توجد لديهن عامل خطر للإصابة. ويضيف بالقول: «إن العوامل التي تشكل خطراً للإصابة بسكري الحمل تكون إما بالإصابة بسكري الحمل خلال حمل سابق،أو تاريخ إصابة عند العائلة،أو العمر، أو السمنة، أو الإصابة بأمراض تؤدي للإصابة بالسكري مثل أمراض التمثيل الغذائي أو متلازمة المبيض المتكيس. كذلك من المهم أن ندرك أن النساء اللواتي لا توجد لديهن أي عوامل خطر هن أيضاً عرضة للإصابة بسكري الحمل».