الدوحة – قنا
حثت مؤسسة حمد الطبية المسافرين إلى الدول التي ينتشر فيها فيروس “زيكا” على ضرورة اتخاذ تدابير وقائية ضد هذا الفيروس على الرغم من انخفاض معدّل انتشاره على الصعيد العالمي مقارنة بمثل هذه الفترة من العام الماضي .
وأشارت المؤسسة إلى أن فيروس زيكا، بالإضافة إلى فيروسات أمراض أخرى مثل الملاريا، والحمى الصفراء، وحمى الضنك وفيروس غرب النيل، ينتقل على الأغلب عن طريق لدغات البعوض.. مضيفة “وبما أن هذه الأمراض جميعاً يمكن الوقاية منها فإنه يتعين على المسافرين من دولة قطر إلى الدول التي ينتشر فيها فيروس زيكا وغيره من الأمراض التي يحملها البعوض، استشارة أخصائيي عيادة السفر وتقييم مخاطر السفر إلى هذه الدول”.
وأكدت أن مخاطر الإصابة بالعدوى جراء السفر إلى الدول الموبوءة يعتمد على وجهة السفر والسلوك الشخصي للمسافر.. موضحةً أنه ليس من الضروري حصول كل مسافر على كافة التطعيمات ضد الأمراض بل لابد من مراعاة بعض العوامل تجنبا للعدوى.
وأضافت “من أهم العوامل الواجب أخذها بالحسبان عند تقييم مخاطر تعرّض المسافر للعدوى تاريخه الطبي أو المرضي ومدة بقائه في المنطقة الموبوءة بالأمراض وطبيعة النشاطات التي سيمارسها أثناء تواجده في تلك المنطقة”.
وفي هذا السياق بينت الدكتورة منى المسلماني المدير الطبي لمركز الأمراض الانتقالية في مؤسسة حمد الطبية أنه لا توجد لقاحات ضد الأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات مثل مرض الملاريا وفيروس زيكا.. وقالت “يمكن لأخصائيي عيادة السفر تحديد ما إذا كانت هناك حاجة لأخذ الأقراص الواقية من الإصابة بالملاريا وتقديم المشورة الطبية حول طرق الوقاية من لدغات البعوض مثل ارتداء القمصان ذات الأكمام الطويلة والبناطيل الطويلة واستخدام المراهم (ذات تركيز لا يقل عن 30 50 بالمائة) الطاردة للحشرات إضافة إلى استخدام الناموسية أثناء النوم”.
ونصحت الدكتورة منى المسلماني المسافرين بزيارة عيادة السفر في مركز الأمراض الانتقالية واستشارة الأخصائي حول مخاطر العدوى المرتبطة بالسفر قبل أربعة أسابيع من تاريخ السفر، مؤكدة على أهمية هذه الزيارة خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض كامنة ومزمنة.
وأشارت إلى أن أعداد الأشخاص الذين يراجعون مرافق الرعاية الصحية طلباً للعناية الطبية بعد عودتهم من البلدان التي تنتشر فيها الأمراض الخطيرة قليلة جداً ، كما أن معظم هؤلاء المرضى يعانون من حالات مرضية طفيفة مثل التهابات الجهاز التنفسيّ، والحمى الخفيفة، والإسهال، والطفح الجلدي.
ونبهت إلى أن تعرّض المسافر للإصابة أو المرض أثناء تواجده في الخارج قد تكون تجربة مريرة ومخيفة لذا يتعين عليه اتخاذ بعض الخطوات البسيطة التي من شأنها تعزيز الجاهزية لمثل هذه الظروف مثل التحقق من وجود تأمين صحي لتغطية فترة وجوده في الخارج، ومعرفة أماكن المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية المناسبة في الدولة التي يزورها، وكيفية التواصل مع سفارة بلاده في هذه الدولة.
كما نصحت الدكتورة منى المسلماني المرضى الذين يعانون من أمراض كامنة ومزمنة بالحصول على تقارير طبية من مراكز الرعاية الصحية الأولية تبيّن نوع المرض المزمن الذي يعاني منه المسافر والأدوية التي يتعاطاها المريض، وبأن تكون الأدوية في أغلفتها الأصلية وتحمل الملصقات التعريفية الخاصة بالمريض.
وذكرت أن الراحة وشرب كميات كافية من الماء والسوائل والتغذية الجيدة تكفي عادة لتجاوز الوعكات الصحية العابرة، غير أنها أشارت إلى بعض الحالات التي تستدعي طلب العناية الطبية الفورية مثل الإسهال أو الإسهال المشوب بالدم أو من الحمى فوق39 درجة مئوية تقريباً أو يعاني من أعراض مشابهة لأعراض الأنفلونزا أثناء وجوده في بلد موبوء بالملاريا أو في حالة تعرضه للعض أو الخدش من قِبل حيوان ما فيتعين عليه طلب العناية الطبية الفورية.
وحول فترات الحضانة للأمراض الفيروسية، قالت ” تدوم أعراض الأمراض الطفيفة المرتبطة بالسفر في العادة لمدة 24 ساعة، ويمكن للمسافر اتخاذ بعض التدابير الوقائية للتقليل من فرص التعرّض للإصابة بالمرض، ومن أهم هذه التدابير على سبيل المثال المحافظة على نظافة اليدين وهو ما يحد من فرض إصابة المسافر بالإسهال والالتهاب المعوي والأنفلونزا والتهاب الكبد الوبائي (A)”.
وأضافت” يحمل الكثير من المسافرين معهم قوارير صغيرة تحتوي على محاليل معقمة إلا أن ذلك لا يغني عن غسل اليدين بالماء الفاتر والصابون مع إبقاء اليدين تحت الماء لمدة لا تقل عن 30 ثانية قبل وبعد تناول الطعام وبعد استخدام دورات المياه.
ونصحت بشرب المياه المعبأة محكمة الإغلاق إذا لم يكن المسافر متأكداً من صلاحية المياه العامة للشرب، واتخاذ الحيطة والحذر عند تناول الفواكه والخضار النيئة والطعام المتروك خارج الثلاجات والطعام الذي يشترك فيه الآخرون، مثل البوفيه المفتوح، والطعام غير المطبوخ جيداً أو المعاد تسخينه خاصة اللحم والسمك والأرز.
كما نصحت الدكتورة منى المسلماني المسافرين إلى الدول ذات المناخ الحار أو شبه الاستوائي بشرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء في اليوم للحيلولة دون التعرض للجفاف، إلى جانب حماية أنفسهم من أشعة الشمس المباشرة وذلك باستخدام القبّعات والنظارات الشمسية والمراهم الواقية من أشعة الشمس باعتبار أن الجفاف يصيب الجسم بصورة سريعة وإذا لم تتمّ معالجته فقد يؤدي إلى الإصابة بالإعياء الحراري وضربة الشمس.
وتقدّم عيادة السفر التي تم افتتاحها في مركز الأمراض الانتقالية عام 2017 المشورة الطبية والتطعيمات والنصائح المتعلقة بالتدابير الوقائية الواجب اتخاذها قبل وأثناء السفر، كما تقوم بمعالجة المرضى العائدين من السفر والذين تعرضوا للعدوى بأمراض مختلفة أثناء وجودهم في الخارج، ويمكن التواصل مع عيادة السفر بحمد الطبية على الهاتف 4025 4003 .