الدوحة – بزنس كلاس:
أخذت قطاعات السياحة في دولة قطر بتركيز جهودها منذ فترة ليست بقصيرة على السوق القوي للسياح القادمين من شريك قطر الاقتصادي العملاق في الشرق، الصين حيث تسعى الدوحة بعد افتتاح مكتب تمثيل سياحي في 3 مدن رئيسية في الصين بينها العاصمة بكين وكبرى المدن شنغهاي، إلى تعزيز وجودها عى خريطة للسائح الصيني لاجتذاب الأعداد المتزايدة من سياح الصين إلى الدوحة. وفي هذا الإطار، يرى مراقبون أن دولة قطر تسير في الاتجاه الصحيح لتعزيز حصتها من سوق السياحة الصينية الخارجية، في ظل تسارع الخطوات والجهود المبذولة من جانب الجهات المعنية بإدارة هذا الملف في الدولة.
ووقع سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، مع سعادة السيد وانغ يي مستشار الدولة ووزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، خلال اجتماع لهما عقد قبل يومين في بكين، بشكل نهائي على اتفاقية بين حكومة دولة قطر وجمهورية الصين الشعبية بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرة الدخول لمواطني البلدين.
ويعتقد مختصون، أن منح قطر صفة الوجهة المعتمدة كوجهة سياحية، والتوقيع على الإعفاء النهائي للتأشيرة بين البلدين، يخلق فرصاً جديدة لكل من الصين وقطر فيما يتعلق بتعزيز التبادل السياحي والثقافي بين الشعبين الصيني والقطري.
وكانت قطر حصلت في سبتمبر من العام 2017 على صفة الوجهة السياحية المعتمدة، ما يتيح لها استقبال الزوار والأفواج السياحية الصينية، كما يسمح للهيئة العامة للسياحة بالترويج لدولة قطر كوجهة سياحية في السوق الصينية، ومنذ ذلك الحين، افتتحت «الهيئة» 3 مكاتب تمثيلية في العاصمة بكين وفي مدينتي جوانزو وشنغهاي.
وقال راشد القريصي، رئيس قطاع التسويق والترويج في الهيئة العامة للسياحة، في تصريحات صحفية سابقة: «التسويق لقطر داخل الصين يتم عبر حملة تسويقية متكاملة تتضمن مجموعة متنوعة من المبادرات الترويجية، من بينها ورش عمل وزيارات تسويقية وتدريب وكلاء السفر من خلال برنامج طواش الذي تقدمه الهيئة عبر شبكة الإنترنت، وإبرام الشراكات مع منظمي الرحلات السياحية، وإطلاق الحملات الإعلامية والأنشطة الدعائية الأخرى المبتكرة بهدف تعزيز مكانة قطر كوجهة سفر مميزة في أوساط السياح الصينيين».
وبفضل الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها قطر فيما يخص سياسة التأشيرات لديها، أصبح بإمكان المواطنين الصينيين الآن الدخول إلى قطر بدون الحصول على تأشيرة دخول مسبقة، ويسري الإعفاء من التأشيرة لمدة 30 يوماً من تاريخ إصداره ويتيح لحامله قضاء 30 يوماً في قطر، إما في رحلة واحدة أو خلال رحلات متعددة.
وسجلت السياحة الصينية الخارجية نمواً متسارعاً وملموساً حول العالم، وباتت تمثل سوقاً رئيسية مصدرة للسياحة وتبشر بنمو مستقبلي كبير.
وقال أحمد حسين، رئيس مجلس إدارة شركة توريست للسفر والسياحة، إن الواقع الحالي للسوق يشير إلى أن الصين أصبحت هي السوق الأسرع نمواً في الوقت الحالي بين الأسواق المصدرة للسياحة إلى قطر.
وشهد الربع الأول من العام 2018 نمواً في عدد الزوار الصينيين بلغت نسبته 27 % بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، حسب آخر الإحصاءات الصادرة عن «الهيئة».
ويقول خبراء في القطاع السياحي إن الخطوط الجوية القطرية تلعب دوراً كبيراً في عملية تعزيز التبادل السياحي بين قطر والصين.
صالح الطويل، مالك شركة العالمية للسفر والسياحة، قال إن «القطرية» باتت ركيزة أساسية في خطط الدولة الهادفة لتعزيز التبادل السياحي بين قطر والصين، في ظل استمرارها في تنفيذ خطة توسعات تخدم شبكة محطاتها العالمية خاصة في أكبر الأسواق المصدرة للسياحة.
تُسيِّر الخطوط الجوية القطرية وهي الناقل الوطني لدولة قطر والحائزة على العديد من الجوائز العالمية 31 رحلة مباشرة أسبوعياً من الدوحة إلى 6 وجهات في بر الصين الرئيسي، هي: العاصمة بكين وجوانزو، وتشونغتشينغ، وتشنغدو، وشنغهاي، وهانجتسو.
وأضاف «الطويل»: «أصبح هناك الآن اتجاه متزايد بين الزوار الصينيين للتوقف في الدوحة والتعرف على فنون العمارة الإسلامية والثقافة القطرية والعربية، وخوض تجربة الضيافة القطرية الأصيلة وسط أجواء الود التي يتميز بها الشعب القطري».
يشار إلى أن 135 مليون مواطن صيني سافروا للخارج خلال العام 2016 وأنفقوا ما قيمته 261 مليار دولار، وتخطط دولة قطر لتنفيذ استراتيجية مستقبلية تهدف إلى تنويع الأسواق المصدرة للسياحة واستقطاب نحو 5.6 مليون سائح بحلول العام 2023.