وذكرت قناة /سي إن بي سي/ في تقرير لها أن التضخم بدأ يتراجع تدريجياً نحو الهدف المحدد عند 2%، فيما يرى مسؤولو البنك المركزي أن المخاطر المتعلقة بالتضخم وسوق العمل أصبحت متوازنة. وأكدوا على أهمية تجنب تشديد السياسة النقدية إلى حد يخنق سوق العمل ويعرض الاقتصاد لمخاطر أوسع.
يأتي هذا التحول في ظل استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي في معركته لخفض التضخم الذي بلغ أعلى مستوى له منذ 40 عامًا قبل عامين. ويهدف المجلس إلى إعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2%.
واشارت مؤشرات متعددة إلى تباطؤ ملحوظ في سوق العمل بالولايات المتحدة.حيث أظهرت بيانات وزارة العمل هناك تباطؤ نمو الوظائف إلى 114 ألف وظيفة في يوليو الماضي، وهو أقل من التوقعات، فيما ارتفع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2021 ، عندما كان الاقتصاد لا يزال يحاول التعافي من وباء كورونا / كوفيد-19/ .
وقالت وزارة العمل ، في تقدير أولي، أنها بالغت في حساب مكاسب الوظائف من أبريل 2023 إلى مارس 2024 بنحو 818 ألف وظيفة، وهو أكبر تعديل سنوي في 15 عامًا.
ورأت قناة /سي إن بي سي/ أن مثل هذه البيانات تضيف إلى الأدلة على أن سوق العمل التي كانت قوتها تتلاشى بالفعل قد يكون في طريقه إلى الضعف.
وفي هذا الصدد، نقلت القناة عن تروي لودتكا، الخبير الاقتصادي لدى شركة “إس إم بي سي نيكو للأوراق المالية”، قوله: “إن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يشعر بالقلق، حيث إن البطالة تتدهور بشكل أسرع من تحسنها”.
كما لفت تقرير /سي إن بي سي/ إلى أن استطلاع مجلس المؤتمر حول ثقة المستهلك (The Conference Board) لشهر أغسطس الجاري قد أظهر تحسنًا طفيفًا في الثقة، لكن الصورة لسوق العمل كانت أقل تفاؤلاً، مع انخفاض نسبة من يرون الوظائف “وفيرة” إلى 32.8%، وارتفاع نسبة من يعتبرونها “صعبة المنال” إلى 16.4%.
وأضاف لودتكا أن انخفاضات بهذا الحجم تميل إلى الحدوث عندما يتجه الاقتصاد نحو الركود، مما يتوافق مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.8%، أو نصف نقطة مئوية أعلى من معدل يوليو الماضي.
وذكرت /سي إن بي سي/ أن جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي أعرب في خطابه الذي ألقاه الأسبوع الماضي عن بعض القلق بشأن سوق العمل، مشيرا إن التوظيف “تباطأ بشكل كبير”، وأنهم لا يسعون أو يرحبون بمزيد من التباطؤ في ظروف السوق .
من جهتها قالت لبيث آن بوفينو، كبيرة خبراء الاقتصاد في بنك “يو إس” إن التركيز في بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون على جبهة الوظائف، وإن الأسر تشعر بخيبة أمل بحق”، مشيرة إلى تغير سوق العمل وتقلص فرص العمل فيه.
وهذا ما أكده تقرير/ سي ان بي سي/ بأن فرص العمل الشاغرة قد تقلصت بالفعل إلى 8.2 مليون في يونيو الماضي ، أو أقل بنحو مليون وظيفة عن العام السابق.
وحول خطط الاحتياطي الفيدرالي لتخفيف سياسة التشديد النقدي وخفض أسعار الفائدة، ذكرت القناة مدى سرعة خفض أسعار الفائدة يعتمد إلى حد كبير على وضع سوق العمل أكثر من اعتماده على ما ستظهره أرقام التضخم المقرر صدورها يوم الجمعة القادم.
وتوقع مسؤولو الفيدرالي مؤخرًا أن يبقى معدل البطالة مستقرًا تقريبًا حتى عام 2026 وما بعده، مع احتمال انخفاض طفيف إلى 4.2% على المدى الطويل. ومع ذلك، أكدت القناة أن هناك سوابق تاريخية قليلة تشير إلى إمكانية تحقيق هذا السيناريو.