لم تصدر فرقة Acrush الصينية ألبومها الغنائي الأول حتى تحظى بهذا النجاح والشهرة، فأعضاؤها الذين يتمتعون بجاذبية كبيرة، واعتمادها على الموسيقى الحماسية، جعل لها قاعدة من الجمهور الوفي الذي كان غالبيته من الشابات، فعند النظر لصفحتهم الإلكترونية ترى أنها ضمت أكثر من 750 ألف متابع بعد سلسلة من الحفلات المباشرة.
لكن الأمر اللافت في هذه الفرقة أنها على عكس الانطباع الأول الذي يؤخذ عنها، فأعضاء هذه الفرقة هم من الفتيات وليس الذكور كما تعكس الصورة، وفقاً لما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
وعن هذا الأمر تحدث وانغ تيان هاي والذي يقف خلف الكواليس في ظل مسؤولية شركته عن تكوين الفرقة، أن العضوات يتمتعن بالمظهر الذكوري، والأسلوب المرح، ويُردن الغناء كالرجال، والتعبير عن صورةٍ إيجابية ومُشرقة، لإثبات أنَّ الفتيات أيضاً قادرات على تكوين فرق غنائية.
ونفى وانغ تيان هاي أن فرقته تهدف لإيصال أية رسائل سياسية من وراء تكوين الفرقة.
وقال وانغ إنَّ هدفه الأساسي كان تشجيع مجموعة من الفتيات “الرقيقات”. ولكن فرقة Acrush صارت بعد ذلك النجم الأول في الشركة بعد إقامة بضع حفلاتٍ قليلة أسفرت عن ظهور ردودٍ أفعال إيجابية بين الأغلبية الكاسحة من الجماهير، بما في ذلك سيل من رسائل الإعجاب من مُعجَبات الفرقة.
“مين مينشيان” إحدى عضوات الفرقة أضافت على كلام وانغ: “نحن فرقة بنات، لكننا نشبه الشباب الوسيمين، لا الفتيات الصغار، لذلك فإن هذه الوضعية تناسبنا أكثر”. وفقاً لما نشره موقع سي إن إن.
ويضيف الموقع أن صورهم الترويجية تظهر 5 فتيات تترواح أعمارهم بين 18-24، ويبدون بقصة شعر قصيرة، ويرتدين السراويل.
ورغم الشهرة التي نالتها لي بمظهرها الذكوري، قالت بعض مغنيات فرقة Acrush إنَّهن شعرن بالوحدة قبل تكوين الفرقة.
وقالت لو: “أشعر أنني محظوظةٌ للغاية لأنني التقيت أشخاصاً يحملون أفكاراً مشابهة لأفكاري، وتكمن الرسالة الهامة التي نريد إيصالها إلى الجماهير في أهمية أن يكون كل شخصٍ متصالحاً مع هويته”.
وتواجه النساء في الصين تمييزاً ممنهجاً في مجال التعليم العالي وفرص العمل، فضلاً عن العنف الأسري والتحرش الجنسي. لا تزال استجابة الحكومة لهذه الانتهاكات غير كافية رغم التزامها الخطابي بتحقيق المساواة بين الجنسين، وفقاً لتقرير لهيومان راتيس ووتش.
جدل حول مظهر الفرقة
مظهر الفتيات الشبيه بمظهر الرجال، أثار حفيظة البعض، وهو ما صرحت به قائدة الفرقة لو كيران، البالغة من العمر 21 عاماً: “لا يفهم بعض الناس مظهرنا المُتشبِّه بالرجال ولا يقبلونه، ولكننا نحظى بتأييدٍ كبيرٍ من مُعجَبينا”. وتمتلك لو شعراً قصيراً منذ أن كانت طفلة، وقالت إن النساء كُنَّ يطاردنها في بعض الأحيان داخل دورات المياه لأنها تبدو مثل “صبي”، وفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية.
ومنع المدير مغنيات فرقة Acrush من الإدلاء بأي تصريحاتٍ تخص ميولهن الجنسية، وقال إنَّه قد تكون هناك مجموعة كبيرة من “كارهي” الفرقة قد سخرت من مغنياتها بسبب مظهرهن.
ولكن فرقة Acrush المؤلَّفة من خمس مغنيات ليست الأولى في انتهاج هذا الأسلوب، فهناك فرقٌ مماثلة، سواءً في الثقافة الصينية، أو بين رواد موسيقى البوب بشكلٍ عام، انتهجت أساليب مماثلة على مدار عقد مضى.
ويُشير الحرف A الموجود في اسم الفرقة إلى أدونيس، وهو من شخصيات الأساطير الإغريقية القديمة والذي ارتبط اسمه بجمال الذكور. وأصدرت فرقة Acrush أول مقاطعها الموسيقية المصوَّرة يوم الجمعة، 28 أبريل/نيسان، الماضي.
وحسب موقع سي إن إن، فقد كانت لي يو تشون فازت عام 2005 بجائزة برنامج Super Girl، وهو نسخة من برنامج Pop Idol ولكن للإناث فقط، وكان مظهرها ذكورياً. وقد حافظت لي، التي تحمل أيضاً الاسم الإنكليزي كريس، على مظهرها الذكوري وصارت واحدةً من أبرز النجمات الغنائيات في الصين، ووقَّعت عقوداً مع شركتي كوكاكولا، ولوريال.