اللقاحات التي تؤخذ بالحقن والإبرة أنقذت كثيراً من البشر، وأطالت عمر الإنسان بالفعل، لكنها تُسبب خوفاً لنسبة كبيرة من البشر، ويسبب الوخز بالإبر آلاماً متفاوتة، إضافة لاحتمالات نقل العدوى في ظروف غير صحية، فقد أظهرت الإحصاءات أن 20% منا يعانون من “رهاب الإبرة”، ويتجنَّبون اللقاحات الضرورية بسبب هذا الخوف، وغير ذلك تفيد الأرقام أن حوالي 1.3 مليون وفاة كل عام تحدث بسبب انتقال العدوى، أو التلوث من خلال إصابات الوخز بالإبر غير النظيفة.
يسبب حقن الإبر تحت الجلد خوفاً عند المرضى منذ منتصف القرن التاسع عشر، ولكن يمكن أن يتحول كل ذلك لكتب التاريخ في غضون عشر سنوات، من قبل الجهاز الطبي الذي يتوقع أن يُحدث ثورة عبر وعوده بتقديم طب خالٍ إلى حد كبير من الألم.
مهندس الطب الحيوي مارك كندال، الذي طور تقنية “النانو باتش”، وهي ملصق صغير، أصغر من طابع البريد، لكنه قوي جداً في التأثير المحتمل، مما يمكن أن يساعد على خفض معدلات الوفيات في العالم من السل والملاريا وفيروسات HPV وأمراض أخرى معدية مسؤولة عن ملايين الوفيات كل عام، وتساعد على القضاء على الآخرين مثل شلل الأطفال.
وعلى عكس العديد من اللقاحات التي تحتاج حماية عبر “سلسلة التبريد” لتحافظ على فاعليتها أثناء التخزين لا تحتاج التقنية الجديدة (نانو باتش) إلى التبريد، لأنها جزء لا يتجزأ مغمور مع آلاف من “المسامير الصغيرة جداً” التي هي جافة مغطاة باللقاح، وهذه ميزة في المناطق المتخلفة التي تفتقر للكهرباء للحفاظ على الأدوية باردة.
الفكرة هي تحويل إبرة الحقن إلى آلاف من الإبر الميكروسكوبية من النانو باتش، وهي رقائق خفيفة أصغر من طابع البريد تلصق على جلد الإنسان مباشرة، مثل الملصق الطبي، أو الضمادات الخارجية، لكنها تحتوي على إبر صغيرة جداً أشبه بالمسامير المجهرية التي لا يمكن أن ترى بالعين المجردة، ولا يبلغ طولها 500 ميكرومتر (أقل من نصف مللي متر)، وتصنع من مواد صحية تمتصها الخلايا وتسمح بإيصال اللقاحات بدون ألم أو نزيف دم.
ويمكن تحت المجهر أن ترى آلاف من النتوءات والبروزات الصغيرة، التي هي محجوبة عن العين البشرية، ويوجد هناك حوالي 4,000 نتوء في هذا المربع الخاص مقارنة مع الإبرة، حسب كيندال مطور الفكرة الذي يعمل الآن أستاذاً في جامعة أستراليا كوينزلاند. وقد صممتُ هذه النتوءات لتؤدي دوراً رئيسياً، وهو أن تعمل مع النظام المناعي في الجلد عبر تقنية ذات تكلفة منخفضة وقابلة للطرح بأعداد كبيرة، ونقوم بتجفيف اللقاحات ونسقطها على النانوباتش ونضعها على الجلد. الآن، أبسط شكل للتطبيق هو استخدام إصبعنا لكن إصبعنا لديه بعض القيود، لذا قمنا بتصميم نل نسميه بالإصبع المتطور، وهو جهاز يعمل بقوة ضغط الهواء. ما نقوم به عندما نضع النانوباتش على الجلد عدة أشياء تحدث فوراً. أولاً، النتوءات على النانوباتش تخرق الطبقة الخارجية الصلبة، عندئذ ينبعث اللقاح بسرعة كبيرة، في أقل من دقيقة، ثمَّ نستطيع أن نسحب النانوباتش ونطرحهُ جانباً، وفي الواقع يمكننا إعادة استعماله مرة أخرى.
وعلاوة على ذلك، النانو باتش يلتصق بالجلد مباشرة بواسطة جهاز نابض يدفع المادة الدوائية الفعالة إلى خلايا متعددة تحت الجلد، مما يحفز استجابة مناعية أكثر فاعلية من الحقن بالإبر، التي تحقن الأدوية في العضلات، ويقول كيندال إنها أكثر أماناً من الإبر تحت الجلد، التي تجرح العشرات من المرضى، وتفضح العاملين في مجال الرعاية الصحية للأمراض.
ورغم أن الحقن بالإبر صعب منافسته، لكننا نعتقد أن لدينا شيئاً مختلفاً هذه المرة، يمكن أن يتغلب على التكنولوجيا القديمة حسب كيندال (44 عاماً)، الذي حاز جائزة رولكس.
وقد جاء بفكرة النانو باتش في عام 2004، بينما كان باحثاً في جامعة أكسفورد، وقد اختبر في بابوا غينيا الجديدة فاعلية هذه التقنية، خاصة أن هناك أعلى معدلات في العالم من سرطان عنق الرحم، المتعلق بفيروس الورم الحليمي البشري مع أدوية وقائية محدودة.
وشركة التكنولوجيا الحيوية ZAXXAS التي أسسها كيندال وجهت الملايين في رأس المال الاستثماري، وتمتلك الشركة اتفاقيات مع شركات الأدوية العملاقة مثل شركة ميرك، ولفتت اهتمام منظمة الصحة العالمية التي سوف تجري دراسة لقاح شلل الأطفال عن طريق الحقن في 2017.
والنانو باتش هي رقائق خفيفة أصغر من طابع البريد، تلصق على جلد الإنسان مباشرة، مثل الملصق الطبي، أو الضمادات الخارجية، لكنها تحتوي على إبر صغيرة جداً أشبه بالمسامير المجهرية، التي لا يمكن أن ترى بالعين المجردة، ولا يبلغ طولها 500 ميكرومتر (أقل من نصف مللي متر) وتصنع من مواد صحية تمتصها الخلايا وتسمح بإيصال اللقاحات بدون ألم أو نزيف دم.