بعد إعلان علامة الأزياء الأمريكية “مايكل كورس” استحواذها على إحدى آخر العلامات التجارية الإيطالية المستقلة، “فرساتشي”، مقابل صفقةٍ مالية بقيمة 2.1 مليار دولار، هل ستنجح العلامة التجارية في بناء إمبراطورية كبيرة بما يكفي لمنافسة تكتلات أوروبية مثل “لويس فويتون”؟
مع وجود “فرساتشي”، و”جيمي تشو” تحت قيادته، تسبب كورس الذي سيعيد تسمية شركته بـ “كابري القابضة”، بإحداث فوضى بالفعل في هيكل السلطة الذي سيطر على سوق الأزياء الفاخرة منذ التسعينيات.
ولكن يكمن السؤال فيما إذا كان سينجح كورس في بناء أول مجموعة أمريكية للسلع الفاخرة بعد أن فشلت العديد من العلامات التجارية في تحقيق ذلك، إذ قال مؤرخ الموضة، برونوين كوسغريف، في مقابلةٍ عبر الهاتف إن “مايكل كورس يقوم ببناء شيءٍ غير معروف فعلياً: أي شركة أم فاخرة مدعومة أمريكياً. وإن نجح الأمر، سيضعه ذلك في مجموعة بمعزلٍ عن منافسيه مثل رالف لورين”.
وبالإضافة إلى كونه المسؤول عن علامته التجارية الخاصة، يرى كوسغريف أن كورس قد يعيد أيضاً “إحياء علامة تجارية أوروبية أسطورية، وهو أمرٌ لم ينجح في فعله أي مصمم أمريكي آخر”.
ورغم أن العلامتين التجاريتين تعمدان إلى جذب الزبائن بشكلٍ مختلف، باستطاعة هذه الصفقة أن تكون مفيدة للطرفين، إذ استحوذ كورس على معظم أرباحه من السوق المتوسطة مع حضور علامته التجارية بشكل كبير في الأسواق التجارية، وهي تركز على قطع إكسسوارات مرغوبة في الولايات المتحدة وأوروبا.
كما أصبح اسمه مألوفاً بسبب استمراره لـ10 سنوات كحكمٍ في برنامج “Project Runway”.
ومن ناحيةٍ أخرى، تُعتبر “فرساتشي” نموذجاً للأزياء الإيطالية بسحرها الجذاب وكلفتها العالية. ويعد بيت الموضة الإيطالي اسماً معروفاً أيضاً، وذلك بسبب ارتباطه بمشاهير مثل جينيفر لوبيز التي سبق وارتدت فستاناً أخضراً حريرياً أيقونياً من تصميم “فرساتشي” في العام 2000.
ومن الطبيعي، أن تثير صفقةٌ بهذا الحجم استغراب العديد من الأشخاص، ولكن يُوجد بعض الجدل من جانب “فرساتشي”، ومن فكرة أن هذه العلامة التجارية التي لطالما تماشت مع التراث، والثقافة، والحِرفية الإيطالية ستُشترى من قبل شركة أمريكية تجذب أرباحها من المراكز التجارية.
ولكن في الوقت ذاته، عانت “فرساتشي” أيضاً بسبب قلة إمكانية الوصول إليها، إذ تعد منتجات التجميل والإكسسوارات نقطة دخول إلى العديد من الدور الفاخرة، وهي مجالاتٌ تفتقر إليها “فرساتشي”، فرغم إنتاجها للحقائب والأحذية، فإن بضائعها ليست بالضرورة أن تتوفر في كل خزانة.
ويهدف الرئيس التنفيذي لمايكل كورس، جون أيدول، إلى معالجة ذلك الأمر، حيث تتضمن استراتيجيته لـ”فرساتشي” زيادة الإكسسوارات والأحذية، وفقاً لما ذُكر في بيانٍ العلامة التجارية، بالإضافة إلى افتتاح حوالي 100 متجر جديد حول العالم، وزيادة إيرادات “فرساتشي” إلى 2 مليار دولار على المدى الطويل.
ومن خلال دمج كورس لعلامات تجارية فاخرة في الساحة الأمريكية، سيعمل ذلك على إعطائه الأفضلية في المسرح العالمي، وإزالة حدود الموضة التي رُبطت بالتراث الوطني، وطبقة معينة، والاعتماد على نهج أكثر عالمية في الموضة دفعةً واحدة.