بمناظرها الطبيعية الخيالية، وشعبها المضياف، وطعامها اللذيذ، تعدُّ سلطنة عُمان أحد أروع البلدان التي تستحق الزيارة في الشرق الأوسط.
وأكد مراسل “هافنغتون بوست” الأمريكي، درو غولدبرغ، الذي أنهى رحلته في عدة دول خليجية، أن عُمان أفضل الوجهات، إلا أنها لا تحظى بالتغطية الإعلامية والاهتمام الذي تستحقه.
وتعدُّ عُمان جنة حقيقية لمحبي المغامرات، بشواطئها الاستوائية، وجبالها العالية، وكثبانها الرملية التي تبعد جميعها بضع ساعات فقط عن العاصمة مسقط.
ومن أجمل مناطق البلاد منطقة تسمَّى “وادي شاب” الذي يقع على مقربة من “نجم” وهو تشكيل صخري يشبه حفرة يبلغ عمقها 20 مترًا، حيث يجب أن يكون من أولوياتك خلال زيارتك إلى عُمان، بحسب غولدبرغ، الذي أشار إلى أن الوادي يعدّ خليطًا من الأخاديد الضخمة والصخور والمنحدرات الحادة تتوسطها مياه عذبة باردة يمكنك السباحة فيها. ولخص “غولدبرغ” رحلته إلى سلطنة عُمان بخمسة أسباب على الجميع زيارة السلطنة من أجلها، وهي كالآتي:
الأمن
تعد عُمان بلدًا آمنًا حيث باستطاعتك التجول في الشوارع ليلاً دون الحاجة للقلق، وفي العاصمة مسقط يكاد لا يُسمع بوقوع أي جرائم أمنية مقارنة بأي مدينة متقدمة في العالم.
وإن أضعت طريقك، سيعرض الكثير من العُمانيين عليك المساعدة حتى ولو لم يتعرفوا عليك، ومن أجل التنقل باستطاعتك ركوب الحافلات أو السيارات الخاصة أو حتى إيقاف السيارات في الطريق للركوب مجانًا والذي يعد الأكثر شعبية بين المسافرين.
تجربة أسلوب طبخ جديد
يعد الطعام العُماني خليطًا بين المطبخ الإيراني والهندي والأفريقي والبحر الأبيض المتوسط، لكنه يوفر أيضاً عدة أطباق فريدة، وباستطاعتك تجربة الطبق الوطني الذي يُدعى “الشواء” وهو عبارة عن لحم ماعز مشويّ في فرن خاص يعد بحفرة في الأرض. ويتم تتبيل اللحم بمجموعة متنوعة من التوابل، ثم يلف بأكياس مصنوعة من الأوراق المجففة ومن ثم يوضع في حفرة، ومن أجل التحلية، تذوق بعض “الحلوى العُمانية” التي تعد حلوى كثيفة حلوة المذاق، وغالباً ما يتم تناولها بعد الوجبات.
تجربة الكثبان الرملية
تعد الصحراء الجزء الأكثر جمالاً في عُمان، بحسب “غولدبرغ”، وتحديداً كثبان وهيبة الرملية التي تبعد 4 ساعات بالسيارة عن العاصمة، وأشار “غولدبرغ” إلى أنه تنقل ليلاً إلى وهيبة ونصب خياماً مع مجموعة ترافقه وطبخوا ساندويشات البرغر على نار أشعلوها واستيقظوا الساعة الخامسة والنصف صباحاً ليشهدوا “أحد أجمل المناظر الطبيعية الأخاذة التي رآها في حياته”.
وقال “غولدبرغ” إنه التقى أيضاً ببدوي يعيش مع أسرته في كوخ مشيَّد على الكثبان الرملية، ودعاه البدوي إلى منزله من أجل شرب كأس من الشاي، وذكر أنه على الرغم من عدم تمكن البدوي من التحدث بكلمة واحدة باللغة الإنجليزية إلا أنهما تمكنا من التواصل بشكل ما، وكان ذلك مؤثراً للغاية.
كرم الضيافة العُمانية
سعى كل شخص التقى به “غولدبرغ” في عُمان إلى التأكد من أنه على ما يرام، وعرض عليه بعض الأشخاص الذين التقى بهم في الشارع مشروب شاي الكرْك في منازلهم، وهو عبارة عن شاي ساخن مع الحليب، وأصر جميع أصدقائه العُمانيين على الدفع مقابل جميع طعامه، ودائماً ما شعر “غولدبرغ “بالترحيب والأمان وكأن أحدهم يحرسه في جميع الأوقات، وأكد “غولدبرغ” أن الشعب العُماني ربما يكون السبب الرئيس الذي يجذبه للعودة لزيارة ثانية.
تعلّم جانب مختلف من الثقافتين العربية والإسلامية
ويتبع أغلب العُمانيين مذهب “الإباضية” حيث يصلّون بشكل مختلف قليلاً عن بقية الدول الإسلامية، إلا أن عاداتهم وتقاليدهم تكاد لا تختلف عن دول الخليج الأخرى، ويرتدي الرجال ثوباً يصل طوله للكاحل ودون ياقة بأكمام طويلة وقبعة بيضاء عليها أنماط مختلفة.
ويتضمن اللباس الشعبي للنساء العُمانيات “دشداشة” يُرتدى أسفلها سروال، إضافةً لغطاء الرأس، وتعدّ ثيابهن ملونة وبرَّاقة، وقال “غولدبرغ” إنه كان من المثير للاهتمام حقاً التعرّف على هذه السمات المميزة للثقافة العُمانية، كما أعرب عن أمله بأن تسنح الفرصة للجميع لزيارة عُمان ورؤية المميزات الجميلة التي تعرضها هذه البلاد.