الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:
عادت للدوحة أيام الفرح باستقبال سياح من مختلف البلدان أتوا ليقضوا إجازة عيد الأضحى المبارك في ربوعها لينعموا ويستمتعوا بالفعاليات الترفيهية المتنوعة التي تقدمها مختلف الجهات العامة والخاصة في البلاد لضيوف قطر ومواطنيها على حد سواء. فقد ساهمت الفعاليات الترفيهية خلال أيام عيد الأضحى المبارك، في إنعاش السياحة المحلية، وترافق ذلك مع ازدياد في نسب الإشغال الفندقي.
وهذا العام، جاءت فعاليات العيد ضمن إطار مهرجان صيف قطر الذي ينتهي بعد يومين، وذلك في أعقاب تغطيته الفترة الممتدة من 25 يونيو الماضي.
وتركز التوافد من الزوار على المجمعات التجارية التي تقام فيها الفعاليات، حيث يتم تنظيم العديد من الفقرات الترفيهية بداخلها من الرابعة عصراً وحتى العاشرة مساء. وتشارك 7 مجمعات تجارية في مهرجان هذا العام بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة؛ وهي: قطر مول، والدوحة فيستفال سيتي، ولاجونا مول، ومول الخور، واللاند مارك، وجلف مول.
ومهرجان العيد هو مبادرة أطلقتها الهيئة للترويج لدولة قطر كوجهة مفضلة للسياحة العائلية في المنطقة، وذلك لما تملكه من مقومات سياحية ترفيهية وثقافية تتناسب مع طبيعة الزوار إلى قطر خلال هذه الفترة.
وتنطلق اليوم للعام الثالث على التوالي فعاليات مهرجان الدوحة للكوميديا في مركز قطر الوطني للمؤتمرات من الثامنة مساءً، حيث يستضيف المهرجان لهذا العام أشهر نجوم الكوميديا في الهند؛ وهو فير داس، وكذلك مو عامر؛ وهو كوميديان أميركي شهير من أصول عربية، والذي استطاع أن يرسّخ مكانته كصاحب موهبة أصيلة في فن الكوميديا.
كما ينضم إليهم ماز جبراني، ملك الكوميديا في لبنان، ونمر، والفنان القطري الكوميدي حمد العماري.
رضا
وقد أعرب مسؤولو الهيئة عن رضاهم التام للإقبال على المهرجان في أول يومين بالعيد، خاصة بعد تطبيق قرار الإعفاء من تأشيرة الدخول والرسوم لمواطني 80 دولة.
ويتفق عدد من المتخصصين والخبراء في القطاع السياحي على أن هذه الفعاليات تساهم بشكل كبير في الترويج لقطر كوجهة سياحية وترفع من نسبة إشغالات الفنادق طوال فترة العيد، وأيضا تنعش من الحراك الاقتصادي الداخلي من خلال عملية التسوق.
كما شددوا أيضاً على أن فتح أسواق بديلة من جانب الهيئة العامة للسياحة ساهم بشكل كبير في عدم التأثر بالحصار المفروض على قطر، حيث ارتفعت نسبة قدوم مواطني الكويت وعُمان وأضيف لهم أيضاً مواطنو تركيا، وذلك بعد قيام الهيئة بعمل حملة ترويجية مكثفة خلال الفترة الأخيرة من خلال عروض ترويجية مميزة لكل زوار قطر خلال فترة الصيف وعيدي الفطر والأضحى.
غازي: تسهيل تأشيرات الزيارة يدعم الإشغال الفندقي
أكد عمرو غازي، المدير الإقليمي لإدارة المبيعات في مجموعة رتاج للفنادق والضيافة، أن جميع الفنادق المحلية تلمس ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الإشغالات مع الاحتفالات التي تقام كل عام في عيدي الفطر والأضحى المباركين، بسبب زيادة عدد الزوار.
وأضاف أن قرار منح مواطني 80 دولة تأشيرة الدخول إلى قطر مجاناً ودون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة قد ساهم بشكل كبير في زيادة عدد الزوار إلى قطر، خاصة من جانب الدول التي تحرص على التواجد في قطر باستمرار سواء الأوربية أو العربية وخاصة لبنان.
وقال أيضاً: «مما لا شكّ فيه أن هذه الفعاليات السنوية تساهم بشكل كبير في الترويج لقطر السياحية بشكل كبير وتساهم في ارتفاع نسبة الإشغالات في الفنادق، بالإضافة إلى زيادة معدلات التسوق داخل المجمعات التجارية وخارجها، وهو ما يؤكد مدى الحرص الشديد سواء من المواطنين أو المقيمين أو الزوار على التواجد في هذه الاحتفالات».
طبيعة الحجوزات
كما أشار إلى أن نسبة إشغالات الفنادق لا ترتفع فقط بسبب زيادة عدد الزوار إلى قطر خلال هذه الفترة، ولكن أيضاً لأن الكثير من المواطنين والمقيمين يحرصون على الحجز بالفنادق خلال فترة الأعياد في ظل العروض الترويجية الكثيرة التي تُقبل عليها الفنادق خلال هذه الفترة.
كما شدّد على أن الفنادق تشهد زيادة كبيرة خلال فترة العيد من الزوار العُمانيين والكويتيين، وذلك بعد التسهيلات الجديدة التي قدمتها الهيئة العامة للسياحة لمواطني هاتين الدولتين خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى وجود الكثير من المواطنين الأتراك الذين حرصوا على قضاء العيد في الدوحة.
وقال أيضاً: «إن نسبة إشغالات الفنادق لم تتأثر بالحصار المفروض على قطر، خاصة أن الهيئة العامة للسياحة قامت خلال الفترة الأخيرة بفتح العديد من الأسواق البديلة التي ساهمت بإحداث التوازن في عدد الزوار إلى قطر، كما أن الخطوط الجوية القطرية قامت خلال فترة الصيف كله بتقديم عروض مميزة لمواطني الكويت وعُمان، وهو ما شجّع في تضاعف أعداد الزوار من هاتين الدولتين على اعتبار أنهما أقرب مسافة إلى قطر».
نمو مبيعات المجمعات
حجي: زيادة كبيرة بالحجوزات في المنتجعات
حول تأثير هذه الفعاليات على الرواج السياحي والتسويقي، أكد حسن محمد حجي الرئيس التنفيذي لشركة المغامرات العربية للسياحة أن فعاليات العيد والإجازات التي تنظمها الهيئة العامة للسياحة باستمرار أصبحت لا غنى عنها، سواء قبل أزمة الخليج أو بعدها، خاصة في ظل التطور الكبير في نوعية هذه الفعاليات من عام إلى آخر.
وأشار إلى أن مهرجان هذا العام يتوقع له أن يشهد إقبالاً كبيراً من الزوار لأسباب كثيرة يأتي في مقدمتها أن الجميع يترقب قدوم المدارس، وبالتالي انتهت أغلب الإجازات بالنسبة للمقيمين، بالإضافة إلى وجود المواطنين في قطر للاحتفال بالعيد بين ذويهم، وأيضاً قرار إعفاء مواطني 80 دولة من تأشيرة الدخول خلال الأيام الماضية سيكون له أثر إيجابي كبير على زيادة نسبة الإقبال في العيد لهذا العام.
كما أوضح أن حملة الترويج التي قامت بها الهيئة خلال الفترة الماضية في دول الكويت وعُمان وتركيا من أجل الترويج لزيارة قطر وحضور فعاليات العيد بها ساهم بشكل كبير في زيادة عدد الزوار بمطار حمد الدولي.
وقال أيضاً: «مثل هذه الفعاليات لا تروج إلى قطر سياحياً فقط من خلال السياحة الأسرية والترفيهية ولكن أيضاً تساهم في زيادة المبيعات داخل المجمعات التجارية، وهو ما يسمى بالسياحة التسويقية».
حجوزات
وشدد على أن مناطق مثل سيلين واللؤلؤة شهدت زيادة كبيرة في عدد الحجوزات الخاصة بالزوار خلال الأيام التي سبقت العيد، وهو ما يدل على وجود نسبة عالية من الزيارات لهذا العام لقضاء عيد الأضحى في قطر.
وتابع مؤكداً أن الخريطة المتسعة التي قامت الهيئة العامة للسياحة بنشرها خلال الأيام الماضية بخصوص الفعاليات وأماكن تواجدها تمنح كل من هو موجود على أرض قطر الخيارات المتعددة من أجل الاستمتاع بما يراه مناسباً له، حيث أن الفعاليات لا تقتصر على المجمعات التجارية فقط بل هي موجودة في كل مكان، وهو ما يؤكد أنها تتناسب مع جميع الفئات والأذواق.
واختتم مشيراً إلى أن الحصار المفروض على قطر منذ فترة لم يكن عائقاً على زيادة عدد الزوار إلى قطر، وهو ما ظهر بوضوح خلال فعاليات عيد الفطر المبارك، ويتضح بشكل كبير في فعاليات عيد الأضحى، حيث من يشاهد مواقع التواصل الاجتماعي وتلفزيون قطر والريان يكتشف هذا الكم الكبير من الزوار إلى قطر من أجل الاستمتاع بفعاليات العيد. وقال: «قطر تسير بخطى ثابتة في مجال النهضة السياحية بعيداً عن أي معوقات، خاصة وأن الأسواق البديلة لدول الحصار كثيرة ومتعددة وساهمت بشكل كبير في عدم الشعور بوجود أي تأثير سلبي لهذا الحصار على الجانب السياحي في قطر».
رومي: إقبال كبير على الأماكن التراثية
أكدت مريم رومي، الخبيرة في مجال التسويق والمبيعات بالقطاع السياحي، على أن جميع الشركات الخاصة العاملة في القطاع السياحي تنتظر فترة الأعياد من أجل زيادة وتيرة العمل فيها، وخاصة فيما يتعلق بالزوار الوافدين من الخارج الذين يرغبون في زيارة الأماكن التراثية وسيلين والمناطق السياحية الأخرى.
وأكدت على زيادة عدد الحجوزات الخاصة للكثير من شركات السياحة منذ فترة قبل العيد، وخاصة لزيارة الأماكن الجنوبية بسيلين. وقالت: «أي وافد جديد إلى قطر يحرص على التواجد في سيلين والأماكن التراثية في قطر، ولذلك يتم عمل برامج مكثفة من خلال هذه الشركات».
وأوضحت أن قضاء فترة العيد في الأماكن السياحية لا تقتصر على الزوار من الخارج فقط، ولكن أيضاً هناك مواطنون ومقيمون يحجزون طوال فترة العيد مع هذه البرامج التي تقدمها الشركات السياحية، وهو ما يساهم بشكل كبير في انتعاش هذه الشركات خلال هذه الفترة.
كما عادت للتأكيد على أن الفعاليات المتنوعة التي تقوم بها الهيئة العامة للسياحة في المجمعات التجارية والمناطق الأخرى تعتبر هي الأساس، والفعاليات التي تقوم بها الشركات السياحية للزوار تسير بخطة هيئة السياحة نفسها، وهي الترويج لقطر السياحية في أي مكان سواء من خلال السياحة التراثية أو الأسرية والترفيهية.
كما أشارت إلى أنه كلما زاد عدد الفعاليات في العيد زادت نسبة التسوق في المجمعات التجارية والأسواق الأخرى، وهو ما يساهم بشكل كبير في زيادة النشاط الاقتصادي الداخلي مع السياحي، وهو ما ينطبق كذلك على الفنادق في قطر التي تشهد أيضاً نسبة إشغال كبيرة طوال فترة العيد.
واختتمت مؤكدةً على أن الموسم السياحي الجديد في قطر سيشهد طفرة كبيرة للغاية بعدما قامت الهيئة العامة للسياحة بفتح أسواق جديدة بديلة عن دول الحصار، بالإضافة إلى الترتيب من الآن بشكل مميز للغاية لقطاع السياحة البحرية للعام الثاني على التوالي بشكل مختلف تماماً.