رغم تسجيلها خسائر من خلال تراجع المؤشر لثلاثة أيام متتالية إلا أن بورصة قطر تمكنت من تسجيل مكاسب في آخر أيام الأسبوع المنصرم ولعل الوجه الأبرز للمكاسب تجلى في ارتفاع السيولة المتداولة بالبورصة إلى رقم من تسعة خانات لتسجل البورصة تداولات بمليارات الريالات القطرية. حيث سجلت بورصة قطر سيولة مليارية في آخر جلسات هذا الأسبوع لتصل إلى نحو 2.2 مليار ريال، وذلك، بالتزامن مع تطبيق المرحلة الثانية من عملية إدراج البورصة في مؤشر “فوتسي” العالمي للأسواق الناشئة والتي من المقرر أن يتم العمل به يوم الاثنين المقبل، وهي تمثل الباقة الثانية من عملية الإدراج ما يرفع من عدد الشركات القطرية في المؤشر العالمي إلى 20 شركة وبأوزان مختلفة. وضخت المحافظ الأجنبية أمس أكثر من مليار ريال في البورصة، حيث بلغت مشترياتهم خلال الجلسة نحو 1.88 مليار ريال، بينما بلغت مبيعاتهم 895 مليون ريال، وهو ما يؤكد أن الاستثمارات الأجنبية عيونها على بورصة قطر.
وتوقع محللون ومستثمرون أن تشهد البورصة تدفق المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية، مؤكدين أن استكمال انضمام بورصة قطر لمؤشر فوتسي العالمي يعزز من مكانتها على المستوى الدولي، ويُسهم في جذب استثمارات أجنبية تقدّر بنحو 4 مليارات ريال قبل صناديق الاستثمار العالمية، التي تتبع مؤشر فوتسي، والذي يجتذب حالياً استثمارات تبلغ حوالي 70 مليار دولار.
وذكروا أن التدفقات الأجنبية المتوقع دخولها للسوق القطري تتمثل في صناديق سيادية تقتفي أثر المؤشرات العالمية بشكل مباشر، بالإضافة إلى الصناديق والمحافظ النشطة التي تبحث عن الفرص المواتية. وأشاروا إلى أن مشتريات الأجانب في البورصة منذ بداية العام حققت تطوراً ملحوظاً ومن المتوقع أن ترتفع بشكل كبير في الأعوام القادمة.
وتشير الارتفاعات القوية التي سجّلتها تداولات السوق الفترة الماضية إلى دخول سيولة جديدة للسوق، حيث ارتفعت وتيرة التداولات لتصل لأعلى مستوياتها منذ عامين تقريباً، بعد أن تخطّت حاجز النصف مليار ريال في أغلب الجلسات الماضية لتصل إلى أعلى مستوى لها من فترة في نهاية تداولات الأسبوع، وكانت فوتسي قد استندت في قرار الترقية إلى التغيرات التي طرأت على المنظومة التشريعية والقانونية في عمل بورصة قطر، وعلى رأسها زيادة نسبة تملك الأجانب في رأس مال الشركات إلى 49%، وإطلاق أدوات استثمارية جديدة كالسندات وأذونات الخزينة، وزيادة عمق السوق، وتطوير أدوات مالية جديدة، وزيادة أحجام التداول، وتطبيق قواعد الحوكمة.
وكانت بورصة قطر قد أعلنت بنهاية الأسبوع الماضي أنه سيتم مضاعفة الأوزان الاستثمارية لـ 20 شركة من 22 في مؤشرات فوتسي للأسواق الناشئة الثانوية، وأضافت البورصة، إن الـ 20 شركة هي: الميرة للمواد الاستهلاكية، بروة العقارية، البنك التجاري، بنك الدوحة، إزدان القابضة، الخليج الدولية للخدمات، الصناعات القطرية، مصرف الريان، الرعاية الطبية، أوريدو، شركة الكهرباء والماء القطرية، ناقلات، شركة قطر للتأمين، بنك قطر الدولي الإسلامي، مصرف قطر الإسلامي، بنك قطر الوطني، شركة الملاحة القطرية، السلام العالمية للاستثمار المحدودة، شركة المتحدة للتنمية، فودافون قطر. وأوضحت البورصة أنه سيتم رفع الوزن الاستثماري لشركة أعمال من 20% إلى 28%، وسيظل وزن شركة مجموعة المستثمرين القطريين كما هو.