وكالات – بزنس كلاس:
أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع أن توسيع قاعدة العديد التي تضم حوالي عشرة آلاف جندي أمريكي سيشمل منشآت إسكان جديدة لأكثر من 200 ضابط وتوسعات أخرى للبنية التحتية إلى جانب تحسينات تشغيلية.
وقال سعادته في حوار مع صحيفة واشنطن بوست إن قطر تأمل في نهاية المطاف أن تصبح قاعدة العديد منشأة دائمة، ونريد أن نرى حلفاءنا وأصدقاءنا هنا بشكل دائم معنا. وأكد سعادته: “لقد اشترينا الكثير من المعدات العسكرية من الولايات المتحدة حتى يتسنى لنا الطيران جنباً إلى جنب مع شركائنا”.
قاعدتان بحريتان
وبين وزير الدولة لشؤون الدفاع أنه “على مدار السنوات الخمس المقبلة، ستنشئ قطر أيضا قاعدتين بحريتين كبيرتين جديدتين على أعلى مستوى، وكلتاهما ستكون قادرة على استضافة شركائنا في الولايات المتحدة إذا ما رأوا أن ذلك مناسب لإرسال قواتهم البحرية”.
وأقرت صحيفة واشنطن بوست بأن قطر تعتبر أحد الشركاء الرئيسيين لصناعة الدفاع الأمريكية، وعززت هذه الشراكة بصفقة طائرات من طراز F-15 في العام الماضي قيمتها 12 مليار دولار .
وعن مسألة التنافس الإقليمي رفض العطية أي فكرة عن التنافس الإقليمي معتبرا أن قطر “لا تهتم كثيرا بالمنافسة” ولكنها مهتمة “باستقرار المنطقة”.
تعاون قطري أمريكي
وقالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها أن قطر ستنفق 1.8 مليار دولار على تحديث القاعدة الجوية الرئيسية التي تستخدمها الولايات المتحدة في عملياتها العسكرية ومكافحة الإرهاب الجارية في الشرق الأوسط وأفغانستان. وقد تم مؤخرا عرض هذه التحسينات رسميا، وهي نتاج اجتماعات على مدار العام بين وزير الدولة لشؤون الدفاع ونظيره الأمريكي. مضيفة ان هذا التعاون يأتي في الوقت الذي تواجه فيه قطر نزاعاً إقليمياً عميقاً مع خصومها في الخليج “السعودية والإمارات” .
وذكرت الصحيفة أنه في الصيف الماضي، بعد زيارة وزير الخارجية الامريكي السابق ريكس تيلرسون للسعودية اعتبر أنه من غير الحكمة أن يكون طرفا في الأزمة الخليجية، وذكر بالمصالح العسكرية الأمريكية في قطر. ومنذ ذلك الحين، دعت الإدارة الأمريكية مراراً وتكراراً إلى إصلاح الخلافات وعرضت على دول الخليج التوسط. وفي شهر أبريل الماضي، عندما استضاف الرئيس دونالد ترامب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصف قطر بأنها “شريك قيم وصديق قديم” قام بتقديم الدعم للعمليات ضد تنظيم الدولة، كما ينظر إلى قطر على أنها مانح رئيسي لتقديم مساعدات إنمائية إلى غزة والضفة الغربية.
50 ألف وظيفة
وذكر التقرير أنه وفقا لبيان صدر عن حكومة قطر، فإن عقد شراء 36 طائرة مقاتلة من طراز F-15 يدعم 50 ألف وظيفة في أمريكا وأكثر من 550 موردا في 42 ولاية أمريكية. وتشمل عمليات الشراء الأخيرة صواريخ “جافلين” الموجهة بقيمة 20 مليون دولار، وخدمات لوجستية ومعدات دعم بقيمة 700 مليون دولار، وأنظمة تسليح بنحو 200 مليون دولار “والتي تدعم أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة”.
تعاون تاريخي
وأورد التقرير أن محور العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر هو قاعدة العُديد الجوية، التي تضم عشرات الطائرات، بما في ذلك المقاتلون والقاذفات وناقلات الوقود وطائرات الاستطلاع. وتعتبر القاعدة عاملاً رئيسياً في الجهود العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، وقد لعبت دوراً مركزياً في الحملة الجوية التي يقوم بها البنتاغون ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق، بالإضافة إلى الحضور الكبير للقوات الأمريكية، فهي أيضاً مقر القيادة المركزية للقوات الجوية، برئاسة جنرال أمريكي من فئة ثلاث نجوم، ومركز عمليات جوي مشترك يتتبع منه البنتاغون مناورات الطائرات في جميع أنحاء المنطقة.
كما تم تعزيز العلاقات العسكرية القطرية الأمريكية بسرعة في التسعينات والجزء الأول من القرن الواحد والعشرين، حيث تم إنشاء قاعدة العديد في إطار تعزيز التعاون العسكري البيني، حيث نقل البنتاغون مركز عملياته الجوية إلى الدوحة. وينظر إلى استعداد قطر للسماح للولايات المتحدة بالتحليق بالقاذفات من قاعدة العديد على أنه أمر ذو أهمية خاصة، حيث قام البنتاغون بتفعيل مستمر لأسراب القاذفات عبر قاعدة العديد، ووصلت وحدة من قاذفات القنابل من طراز B-1B الربيع الماضي، لتحل محل B-52s التي نفذت الضربات الجوية في العراق وأفغانستان وسوريا خلال العامين الماضيين.
وذكر التقرير في واشنطن بوست أن الجيش الأمريكي أنفق حوالي 450 مليون دولار في البناء في العُديد منذ عام 2003، في إطار توسيع المنشأة من مهبط للطائرات إلى أماكن إقامة الجنود الذي كان يتمثل في خيام وأصبح أكثر رفاهية اليوم جراء جهود قطرية في التوسيع والتهيئة لدعم العمليات الأمريكية.