وكالات – بزنس كلاس:
في الوقت الذي يدين فيه العالم ممارسات إسرائيل العنصرية ضد الفلسطينيين وإجراءاتها القمعية كقوة احتلال رسمية، يسارع النظامين السعودي والإماراتي في سباق محموم لكسب ود إسرائيل وتطبيع العلاقات معها على أوسع المستويات وبكل وقاحة ضاربين بعرض الحائط كل القيم والأسس والمبادئ التي تقوم عليها الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
وفي آخر فصول التطبيع السعودي الإماراتي مع تل أبيب، شارك فريقان من الإمارات والبحرين في سباق للدراجات الهوائية انطلق أمس الجمعة من القدس المحتلة إلى العاصمة الإسرائيلية تل أبيب، وظهر مشاركون تحت علم الإمارات والبحرين في مراسم الافتتاح التي جرت الخميس.
ونشر أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي صورة لفريقي الإمارات والبحرين وأرفقها بتغريدة جاء فيها “أهلا وسهلا بفريقي الإمارات والبحرين اللذين يشاركان في طواف إيطاليا الذي تستضيفه إسرائيل لأول مرة، والذي ينطلق من القدس”. من جانب آخر، نظم عشرات الفلسطينيين صباح أمس مسيرة دراجات هوائية من وسط مدينة رام الله باتجاه مدينة القدس المحتلة، ردا على سباق “طواف إيطاليا”.
وقال الناشط في مقاطعة إسرائيل زيد الشعيبي لمراسل وكالة الأناضول إن المسيرة “رسالة من الشعب الفلسطيني والمتضامنين معه إلى سباق طواف إيطاليا، مفادها: أوقفوا دعمكم للاحتلال”، وبيّن أن تنظيم هذا السباق في القدس هو دعم لاحتلال القدس عاصمة دولة فلسطين، وطالب القائمين على السباق بوقفه.
بدورها، اعتبرت حركة مقاطعة إسرائيل أن مشاركة الدراجات الإماراتية والبحرينية في السباق تطبيع صريح ومساهمة واعية في تلميع صورة الاحتلال.
وكانت الخارجية الفلسطينية قد حذرت من استغلال إسرائيلي للسباق “لترويج روايتها الاستعمارية بشأن المدينة المقدسة والأرض الفلسطينية المحتلة”، وأثبتت عدم صحة قول الجهات المنظمة أن مسار السباق لن يمر بالأرض المحتلة، وقالت إن المسار يشمل المرور بعشرة كيلومترات في القدس الشرقية، بما فيها مناطق المستوطنات المقامة على الأرض الفلسطينية المحتلة.
واعتبرت الوزارة ذلك “انتهاكا صارخا للقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها”، وتوعدت منظمي السباق بالملاحقة القانونية؛ نظرا لمروره فوق أراضٍ فلسطينية محتلة، واستغلاله إسرائيليا.
ويضم السباق 21 مرحلة، وستنظم مراحله الثلاث الأولى في إسرائيل، على أن يستكمل السباق في إيطاليا، وستبدأ المرحلة الأولى من السباق من القدس المحتلة في مسار يمتد لعشرة كيلومترات، ويشمل البلدة القديمة، بينما ستنطلق المرحلة الثانية من مدينة حيفا إلى تل أبيب، أما المرحلة الثالثة فستنطلق من بئر السبع باتجاه إيلات على البحر الأحمر.
وأعلن فريق “بحرين مريدا” للدراجات الهوائية عن مشاركته في السباق الذي انطلق من القدس المحتلة ضاربا عرض الحائط بالإجماع الشعبي على رفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.
الفريق الذي يرأسه مسؤول بحريني ويستنزف أكثر من 30 مليون دولار أمريكي سنويا من الموازنة العامة نشر تغريدات على حسابه في تويتر أبدى فيها سعادته لمشاركته في السباق على ما أسماها “أراضي إسرائيل” للمرة الأولى في تاريخه.
وشوهدت سيارات تحمل اسم البحرين تجوب الأراضي المحتلة كما أظهر فيديو تفاعل أعضاء الفريق مع جماهير إسرائيلية أثناء تقديم الفريق على منصة احتفالية في القدس المحتلة. وانطلق السباق من القدس المحتلة إلى إيلات حيث يروج الكيان المحتل من خلال السباق للسياحة بحسب وسائل إعلام.
من جهة أخرى، صدر بيان عن منصة المنظمات غير الحكومية الإيطالية في البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط انتقدت فيه إقامة السباق في القدس المحتلة في ظل ممارسات الجيش الإسرائيلي القمعية في قطاع غزة ضد المتظاهرين.
وقالت حركة مقاطعة إسرائيل إن أكثر من 120 منظمة حقوقية ناشدت منظمي السباق لنقل السباق من القدس بسبب الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني. وأضافت: “لا يزال الفريقان البحريني والإماراتي للدراجات الهوائية مشاركين فيه”، واستطردت :”عودوا أدراجكم ولا تساهموا في تبييض وجه الاحتلال”.
من جانبها، قالت حركة مقاطعة اسرائيل: “في الوقت الذي فاقت فيه حصيلة شهداء مجزرة غزة المستمرة 44 شهيداً، تدفع الحكومة الإسرائيلية لمنظمي سباق طواف إيطاليا أكثر من 10 ملايين يورو لاستضافته. وبينما انسحب عدد من المشاركين العالميين، يشارك الفريقان البحريني والإماراتي في السباق”.
وأضافت الحركة: “الدراجات البحرينية والإماراتية تبدّل في الأراضي المحتلة، ضمن سباق “طواف إيطاليا” الذي تستضيفه دولة الاحتلال لهذا العام”. وأكدت الحركة على أنه لا تعامل طبيعيا مع نظام استعماري غير طبيعي. واعتبرت المشاركة في فعاليات رياضية كهذه هي تطبيع صريح ومساهمة واعية في تلميع صورة الاحتلال.
وتعبيرا عن الرفض الشعبي الواسع لمشاركة الإمارات والبحرين في هذا السباق الإسرائيلي، دشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وسم بعنوان “اسحبوا دراجاتكم” وأكد المغردون أن التطبيع الرياضي مستمر، فالامارات والبحرين يشاركان بطواف ايطاليا 2018 والفريق البحريني يصل للأراضي المحتلة للمشاركة في طواف ايطاليا الذي يبدأ من القدس برعاية شركات صهيونية، ويجري تدريبات استعدادا للمشاركة في كل طرق التهويد والتطبيع التي يجب ان تمر من الدول العربية”. كما ناشدت منظمات حقوقية عديدة منظمي السباق لنقله من القدس بسبب الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
ووفق الاحتلال كلّف السباق الذي تحاول فيه إسرائيل الترويج لشرعيتها، في محاولة لتجميل صورتها الدولية كـ”دولة احتلال”، بين تكلفته الرسمية وتكلفة ما يحوم من حول التحضيرات، 120 مليون شيكل (33.6 مليون دولار)، منها 12.2 مليون دولار للقائمين على السباق.
وتأتي تلك المشاركة الرياضية بعد أن شاركت الإمارات وإسرائيل مؤخرا في مناورات عسكرية مشتركة في اليونان. ونشرت صحيفة هآرتس تقريرا لمراسلها يانيف كوبوفيش، ذكر فيه أن عددا من الطائرات الإسرائيلية تشارك إلى جانب العشرات من طائرات القوات الجوية الأخرى في مناورات تقام سنويا.