رحلات في كل الاتجاهات والقطار الاقتصادي يمشي على سكك ثابتة
الملاءة القوية للبنوك القطرية تزيد من قدراتها على التوسع
تصنيفات البنوك المحلية الأعلى في المنطقة
السوق المحلية توفر فرصاً استثمارية جيدة للبنوك
توقعات بزيادة توسع البنوك في السوق المصرفية التركية
بزنس كلاس- إسلام السيد
لا يتوقف قطار البنوك القطرية عن السفر لمناطق اقتصادية جديدة ويواصل التوسع داخليا وخارجيا رغم الحصار المفروض على قطر من دول الجوار، فقد كشف الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك قطر الوطني QNB علي أحمد الكواري ان البنك يستعد للتقدم بطلب لافتتاح فرع له في هونج كونج، اضافة الى اعتزامه تحويل مكتبه التمثيلي في الصين الى فرع بنكي يقدم الخدمات البنكية المختلفة، كاشفا في ذات الإطار اعتزام البنك افتتاح فروع جديد في سلطنة عمان والكويت والهند.
نحو أسواق سريعة النمو
وقالت مصادر مصرفية: ان البنوك القطرية تخطط للتوسع داخل منطقة الشرق الأوسط وبعض الأسواق الناشئة سريعة النمو سواء كانت في افريقيا او آسيا، وذلك بغرض تحسين ميزانياتها العمومية، مشيرين الى ان البنوك القطرية شهدت تطورات كبيرة خلال السنوات الماضية، جعلها تتوسع إقليمياً وعالمياً، من خلال الفروع والاستثمارات التي تملكها، ما أدى إلى رفع تصنيفها على كافة المستويات
وأكدوا أن البنوك الوطنية تمتلك السيولة الكافية التي تمكنها من تنفيذ الخطط التوسعية بفضل قوة مراكزها المالية، واستمرار الزيادة في رؤوس أموالها خلال العام الجاري مما دعم هذه الخطط وأسهم في اقتناص عدد من الفرص الاستثمارية المميزة بالخارج، سواء خطط شراء بنوك أجنبية بالخارج أو المساهمة في رؤوس أموال بنوك وشركات جديدة بالخارج..
واوضحوا ان البنوك المحلية تعمل على تأسيس فروع صغيرة وفتح مكاتب تمثيل في قارة آسيا بغرض الاستفادة من التدفق التجاري المتزايد فيما بين دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الدول الآسيوية المطلة على المحيط الهادي. واشاروا الى ان أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا التوسع هو النمو الذي شهدته أخيراً البنوك القطرية يتمثل في، ارتفاع إجمالي أصول البنوك .
واضافت المصادر: إن عددا من البنوك القطرية اتجهت مؤخراً لهيكلة محافظها الاستثمارية سعياً منها لتدعيم أرباحها الرأسمالية وتعزيز تواجدها بقطاعات اقتصادية متنوعة، مشيرين الى أن تخفيضات البنوك لاستثماراتها في الاوراق المالية يعد أبرز سبل الهيكلة التي لجأت لها البنوك لاختيار بدائل استثمارية أخرى أكثر ربحية.
البنوك اقوى من الحصار
واكد مصرفيون وخبراء ان البنوك القطرية اقوى من أي حصار ومؤشرات النتائج المحققة في النصف الاول من العام الحالي خير دليل على ذلك، مشيرين الى ان خطط البنوك لن تتأثر بالأوضاع الحالية، خاصة في الأسواق الآسيوية والأوروبية، حيث انتهت معظمها من إصدارات السندات والصكوك اللازمة لتقوية رؤوس أموالها، وشهدت إقبالاً من المؤسسات الدولية التي استثمرت في هذه الأوراق، ما يؤكد الثقة المتزايدة في البنوك القطرية على المستوى العالمي.
وأوضح المصرفيون أن المؤشرات الأولية لأرباح البنوك خلال النصف الاول تؤكد استمرار الأداء الجيد وانها تواصل الربحية وتتحدى أي حصار، وتحقيقها أرباحا بنفس نسب الفترة السابقة، مشيرين إلى أن إصدار البنوك المحلية لسندات وأوراق مالية في الأسواق العالمية يدعم خطط البنوك خاصة أن البنوك القطرية من أقوى البنوك في المنطقة.
وافادوا بأن السوق المحلي يوفر فرصاً استثمارية جيدة للبنوك المحلية، سواءً لتمويلات المشاريع الحالية أو المستقبلية، أو الخدمات المصرفية المتعلقة بالأفراد، مثل التمويلات الشخصية وتمويل السيارات، والخدمات والمنتجات المصرفية الأخرى.
شراكات وقدرات تنافسية
ويؤكد الخبراء أن الملاءة القوية للبنوك القطرية تساهم في زيادة قدرتها على المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية بعد أن اكتسبت سمعة طيبة في هذه الأسواق، ودخل عدد من البنوك في شراكات مع بنوك أجنبية.. ويوضح الخبراء أن خطط البنوك طموحة وتهدف إلى تدعيم هذه المكانة محليا ودوليا، من خلال تطوير الخدمات التي تقدمها وطرح منتجات جديدة تلبي احتياجات العملاء، إضافة إلى التوسع الخارجي بحذر دون مخاطرة كبيرة لأن السوق المحلي أفضل في الوقت الحالي في ظل أزمة الديون الأوروبية، وتراجع النتائج المالية للبنوك الكبرى.
انجازات وتوسعات
واشاروا الى ان القطاع المالي والمصرفي شهد إنجازات كبيرة خلال عام 2016 وبداية العام الحالي، كما شهدت زيادة في رؤوس أموالها وموجوداتها في السوق المحلي، كما توسعت داخليا وخارجيا بفضل الخطط الطموحة التي تملكها، يدعمها الاقتصاد القوي والنمو الاقتصادي غير المشهود الذي تمر به البلاد حاليا تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
وتوقع الخبراء، اتجاه بنوك قطر نحو تنفيذ مزيد من عمليات الاستحواذ الجديدة في السوق المصرفية التركية خلال الفترة المقبلة، في إطار خططها التوسعية في الأسواق الخارجية لتعزيز فرص النمو وتحقيق مزيد من التنوع الاستثماري، مشيرين الى الأعوام القليلة الماضية شهدت اتجاه عدد من المصارف القطرية نحو الاستثمار في الخارج، سواء، من خلال إنشاء فروع لها في عدد من المدن والعواصم العالمية، أو عن طريق الدخول في شراكات مع بنوك أخرى لإنشاء وحدات مصرفية مشتركة.
سيولة وفوائض
واضافوا: ان القطاع المصرفي القطري يمتلك سيولة وفوائض مالية هي الأفضل بين دول المنطقة والخليج.. وهو ما يؤكد ان تهديد دول الحصار بسحب ودائعها من البنوك القطرية لن يؤثر إطلاقا على الجهاز المصرفي وأكدوا أن البنوك القطرية تتمتع بتصنيفات ائتمانية عالية على المستوي العالمي، ولا تمثل الودائع الخليجية.. سواءً للأفراد أو الشركات الخليجية أو الودائع ما بين البنوك إلا نسبة قليلة من حجم الودائع الإجمالي.
تصنيفات البنوك
وذكر الخبراء بأن تصنيفات البنوك المحلية من أعلى التصنيفات للبنوك في المنطقة، كما أنها تتميز بتوافر احتياطيات ومخصصات ضد الديون المتعثرة والمعدومة، رغم إن نسبة هذه الديون لا تتعدى حالياً 1.5 % من إجمالي القروض والتمويلات، لذلك، فإن أوضاع البنوك القطرية مستقرة، بفضل رؤوس الأموال القوية والاحتياطيات التي تملكها، وكلها عوامل تصب في مزيد من الاستقرار والتوسع محلياً وخارجياً.
وافاد الخبراء بأن هناك فرصة للبنوك القطرية لزيادة قدرتها التنافسية في الأسواق الإقليمية والعالمية بفضل قوة الاقتصاد القطري والفرص الاستثمارية التي يوفرها خلال المرحلة القادمة، واشاروا الى أن مستقبل البنوك المحلية يتجه نحو تكوين شراكات مع بنوك عالمية لتوفير التمويل اللازم للمشاريع الكبرى.