الإندبندنت تخترق جدار الصمت.. تفاصيل مروعة عن “حرب العوامية”!!

لندن – وكالات – بزنس كلاس:

تمكنت صحيفة إندبندت البريطانية من اختراق جدار اصمت العالي الذي يحيط ببلدة العوامية السعودية ونقل ما يحدث فيها من قصص “مروعة” على حد تعبير الصحيفة البريطانية التي حاولت نقل ما يدور بالبدة السعودية التي تحاصرها القوات العسكرية السعودية منذ 3 أشهر، وتحاول اقتحامها منذ أسبوع وسط معارك عنيفة جداً ومشاهد دمار كبيرة ايضاً حسب الصحيفة البريطانية.

قوات الأمن السعودية

أشارت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إلى أنها حصلت على معلومات حول ما يجري في العوامية، بعدما أجرت مقابلات نادرة مع نشطاء محليين، لتكشف الظروف المروعة التي يواجهها المدنيون في تلك المعركة السرية بين الرياض والمتظاهرين المسلحين.وقالت الصحيفة البريطانية إن تلك “المعركة السرية” بدأت منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية في مايو/ أيار الماضي، وسط تغطية إعلامية قليلة جدا لتلك الأحداث سواء من داخل المملكة أو خارجها.

العوامية

تعد العوامية إحدى أقدم المدن في السعودية، حيث يبلغ عمرها نحو 400 عام، وتوجد في المنطقة الشرقية، وتحديدا في محافظة القطيف.

يقطن المدينة نحو 30 ألف شخص، معظمهم يتبعون المذهب الشيعي، كما أنه ينحدر من المدينة الإمام الشيعي الشهير، نمر النمر، الذي أعدمته السلطات السعودية قبل أعوام، بسبب اتهامه بتأجيج الاضطرابات في السعودية في أعقاب ثورات الربيع العربي عام 2011.

تعيش المدينة تحت الحصار منذ نحو 3 أشهر، بعدما قررت السلطات السعودية طرد عدد واسع من سكانها بالعنف، وهدم المدينة القديمة وإعادة تطويرها، في 10 مايو/ أيار الماضي.

وتدهورت الحالة الأمنية في المدينة سريعا، خاصة وأن سكان محليين قالوا لـ”الإندبندنت” إنه قتل ما لا يقل عن 25 شخصا جراء قصف المدينة ونيران القناصة.

ونشر النشطاء صورا مزعومة للشوارع وهي تغطيها الأنقاض ومياه الصرف الصحي، التي تبدو وكأنها مشهد من المعارك الدائرة في سوريا لا مدينة لدولة خليجية غنية بالنفط.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه من الصعب التحقق من المعلومات المتعلقة بالعوامية، لأنه غير مسموح لوسائل الإعلام الأجنبية الاقتراب من تلك المنطقة من دون مسؤولين حكوميين.

وتابعت قائلة “هذا يعني أن العالم يعتمد في تغطية أحداث العوامية على ما تنقله وسائل الإعلام الحكومية السعودية، خاصة وأن مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن الاعتماد عليها كمصدر للمعلومات”.

تفاصيل مروعة

ونقلت “الإندبندنت” شهادات مفصلة عما يحدث داخل مدينة العوامية المحاصرة، من أحد المتظاهرين المسلحين داخل المدينة، واثنين من النشطاء السلميين الذين يعيشون خارج البلاد.

ونقلت الصحيفة عن ناشط مسلح مناهض للحكومة في مقابلة نادرة مع وسائل الإعلام الغربي، قوله: “كنت متظاهرا سلميا، ويعيش معظمنا في العوامية، حتى قررت الحكومة إدراجنا كإرهابيين مطلوب القبض عليهم، وكل ما طالبنا به هو الاستمرار في دعوات الإصلاح”.

وتابع قائلا: “سكان المدينة لا يخافون من النظام، فتم استهداف المدينة كلها”.

وقال الناشط المسلح إن القوات الحكومية اقتحمت منزله في بداية الحصار، وضربت زوجته، وأشهرت الأسلحة في وجه ابنته ذات الخمس سنوات، وهددوا بإسقاط طفلته ذات الثمانية أشهر، مضيفا “قالوا للطفلة الصغيرة سنقتل والدك، ثم ألقوها تحت ساقي”.

ومضى قائلا: “لم يكن لدينا خيار، إلا الدفاع عن حياتنا ونسائنا، وهو أمر واجب، لقد دمرت المنازل بالقنابل وإطلاق النيران المكثف وبقذائف آر بي جي، وكان الجميع هدفا لقذائفهم”.

وقالت الصحيفة البريطانية إنه من غير المعروف من أين يحصل النشطاء المسلحون في تلك المدينة على الأسلحة وكم عددهم، مشيرة إلى أن الناشط المسلح الذي أجرت معه الحوار رفض الرد على ذلك السؤال على وجه التحديد.

ويصف النشطاء بأن الهدف للسلطات السعودية لم يكن هدم المدينة القديمة وإعادة تطويرها، ولكن الهدف هو القضاء على تلك المدينة المتمردة، بحسب قولهم.

ونقلت الصحيفة عن آدم كوغل، الباحث في الشرق الأوسط بمنظمة “هيومن رايتس ووتش” قوله: “وثقت الصراع في السعودية من قبل، ولكن لم آر شيئا من هذا القبيل، لقد شاهدت احتجاجات، لكن لم أشهد على تحولها إلى مواجهات مسلحة بتلك الطريقة”.

وأضاف قائلا “التفاصيل هنا واضحة على الأرض، فهناك اشتباكات عنيفة بين الدولة ومواطنيها، وهذا أمر غير مسبوق”.

حصار كامل

ونقلت الصحيفة عن نشطاء قولهم إن المدينة تعاني من حصار دائم، وسط مخاوف عميقة من استمرار استهدافهم سواء بالقصف أو عن طريق القناصة، والكثيرون يخشون مغادرة منازلهم.

كما أشارت إلى أنه تم قطع كافة خطوط المياه والكهرباء عن مناطق عديدة بالعوامية، وترك آخرون من دون مياه عذبة أو تكييفات هواء رغم حرارة الصيف في تلك المنطقة.

وقال ناشط من المدينة يعيش في الولايات المتحدة: “الناس يخشون من أن هناك العديد من الجثث تركت في الشوارع لعدة أيام”.

وأشارت “الإندبندنت” إلى أن تقارير عديدة زعمت أن سيارات الإسعاف والصرف الصحي تواجه صعوبة في الوصول للمدينة.

ونقلت أيضا عن علي أدوباسي، مدير مجموعة الناشطين الأوروبيين السعوديين لحقوق الإنسان، الذي هرب من المملكة عام 2013، إن المواجهة الحالية في العوامية لا يمكن أن يتم اختزالها في أنها مجرد قضية طائفية.

وتابع قائلا “أعتقد أنهم سيدمرون بنفس الطريق أي منطقة معارضة، فهم يريدون تفريغ البلد من الناس وإنهاء الاحتجاجات”.

وأصدرت السلطات السعودية، يوم الجمعة الماضي، إخطارا جديدا بضرورة إخلاء سكان العوامية للمدينة، ومغادرتها من طريقين تم اختيارهما من قبل السلطات الأمنية.

ونفت الرياض كافة التقارير التي تتهم السلطات باستهداف المدينة وإطلاقها النار عشوائيا على المدنيين ومنازلهم وسياراتهم.

واستمرت الصحيفة البريطانية في نقل تصريحات الناشط الذي يعيش في الولايات المتحدة، وقال: “هناك مئات الأشخاص هربوا من المدينة، 90% منهم من السكان المحليين، ولا يزال عالقا ما يقرب من 3 آلاف أو 5 آلاف شخص”.

وأدانت الأمم المتحدة، في مايو/ أيار الماضي، خطط إعادة تطوير العوامية، واتهمت السلطات بأنها تحاول إزالة السكان قسرا من دون تقديم خيارات كافية لإعادة توطينهم، كما أن تلك العملية تهدد “التراث التاريخي والثقافي للمدينة، بضرر لا يمكن إصلاحه”، على حد قولها.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أنها حاولت الاتصال بالسفارات السعودية في بيروت ولندن للتعليق على تلك الإدعاءات، ولكن لم يتوفر أي رد على تلك المزاعم حتى الآن، بحسب قولها.

السابق
ترمب في إجازة.. بنادي الجولف!
التالي
قاعدة عسكرية جوية روسية في إيران..