يفضل ساوثجيت اللعب برسم 3-5-2، مع تواجد ستونز، ماجواير، والكر بالخلف، وفتح الأطراف بالثنائي تريبييه ويونج، رفقة هندرسون بالارتكاز، خلف ديلي آلي ولينجارد، بينما في الهجوم هاري كين ورحيم ستيرلينج. ويهدف مدرب الإنجليز من تحقيق التفوق العددي على الأطراف، لخلق الفراغ اللازم لانطلاقات لينجارد وستيرلينج في العمق، بالتعاون مع كين داخل منطقة الجزاء.
أما العجوز بيكرمان فلجأ إلى رسم مغاير بعض الشيء، من 4-2-3-1 المعتادة إلى 4-4-2 الجوهرة/ دياموند، بتمركز باريوس أمام رباعي الدفاع، على يمينه ليرما ويساره سانشيز، وفي المركز 10 كينتيرو، بينما في الهجوم كوادرادو وفالكاو. وراهن الأرجنتيني على وجود رباعي بالمنتصف، للحد من خطورة الإنجليز بين العمق والأطراف، وتطبيق الضغط على دفاعهم بثنائي من المهاجمين، وليس فالكاو فقط كالمتوقع.
– سيناريو المباراة
سارت المباراة بهدوء متحفظ بين الفريقين، مع محاولة الإنجليز الهجوم من الأطراف، خصوصا اليمين عن طريق والكر وتريبييه، ويميل لهما ستيرلينج، لكن أغلق الفريق اللاتيني هذه الجبهة بذكاء، بتحول ليرما إلى اليسار على مقربة من موخيكا، وعودة كينيترو للقيام بدور الوسط الثالث. كذلك طبقت كتيبة بيكرمان الضغط على الجبهة اليمنى للإنجليز، بالتحديد ماجواير، المدافع الضعيف بالكرة، بواسطة كوادرادو وكينتيرو، وخلفهما سانشيز.
نجحت فكرة بيكرمان بقوة، وفشل الإنجليز في تشكيل أي خطورة على مرمى كولومبيا، باستثناء كرة واحدة مر بها تريبييه على اليمين، في غفلة من الدفاعات، ولعبها عرضية على رأس كين لكنه وضعها خارج الشباك. وإذا كان الفريق الأميركي متفوقا من دون الكرة، فإنه لم يفعل الكثير أيضا بها، خصوصا مع فقدان الفريق لخاميس رودريجز، همزة الوصل بين الوسط والهجوم، واللاعب الأكثر حسما أمام المرمى، لداعي الإصابة.
– كلمة السر سجلت إنجلترا عن طريق ركنية، وتعادلت كولومبيا بنفس الطريقة أيضا، لتبقى الضربات الثابتة بمثابة الرهان الحقيقي، لكن تعامل ساوثجيت مع المباراة بخوف غير مبرر، بعد إشراك داير وفاردي مكان آلي وستيرلينج، ليخسر معركة الوسط تماما، خصوصا بعد جرأة بيكرمان بالتحول إلى 3-5-2، بدخول باكا وأوريبي وموريل، ليلعب بهجوم كثيف، مع باكا وفالكاو وموريل بالأمام، وخلفهم كواردادو وأوريبي، مع تقدم الظهيرين موخيكا وأرياس على الأطراف.
زاد الضغط على الإنجليز، وفتحت كولومبيا الملعب من كل جانب، سواء بالعمق أو الجناحين، واستمر ضغط الفريق اللاتيني في الوقت الإضافي، لكن انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي، ليحكتم الفريقان إلى ركلات الحظ، الذي ابتسم أخيرا لإنجترا، بعد سنوات طويلة من الحرمان!