تحتل البدلة صلب خزانة الرجل، فهي تلك القطعة التي لا يمكن الاستغناء عنها، خصوصاً انها تعكس الثقة بالنفس. هناك دوماً زمان او مكان يفرضانها. صحيح انها تشكل قطعة لا تتخطاها الموضة سريعاً، لكن هذا لا يعني انها تعيش في فضاء متفلت من التقليعات والصيحات. إذ معلوم أنها تعيش في الخزانة 7 أعوام، بعد ذلك، غالباً ما تصبح خارج إطار المفاهيم التي تمليها قواعد الاناقة العصرية.
لذلك، نعرض لكم في ما يأتي، بعض القواعد التي تحكم بدلة الحاضر، أي بدلة خريف وشتاء 2016 – 2017.
القصة: في الاعوام السابقة، راجت البذلة الضيّقة، حينها كان السروال يلتحم بالجسم، فيما كانت السترة ضيقة جيداً. كان الهدف آنذاك ابراز قوام ممشوق. إنما اليوم، باتت هذه القاعدة نوعاً ما من الماضي. فالبذلة باتت تكتسب خطوطاً أوسع نسبياً. السروال بات مستقيماً على الاغلب، وفي بعض الاحيان واسعاً، فضفاضاً. القاعدة نفسها تسري على السترة التي لم تعد ملتصقة بالجسم، بل ضيقة إنما على نحو مستقيم، كما باتت أطول من السابق. الجديد في الامر أيضاً، أن ياقة السترة تكتسب من جديد بعض السنتيمترات لتصبح اعرض.
الألوان: راج في الموسم الاخير اللون الازرق بتدرجاته المختلفة. وهو لا يزال من بين الالوان العصرية التي ينصح باقتنائها، لكن الرمادي بتدرجاته المختلفة ينضمّ الى الموجة، ليصبح اللون الذي لا بدّ منه لإطلالة عصرية. اللافت ان هذين اللونين يصبّان في مصلحة الرجل الشرقي صاحب البشرة السمراء. إذا كنت شديد السمرة، ننصحك بالرمادي الزاهي، لكي يولد التناقض البصري المطلوب مع بشرتك ويمنحها مزيداً من الاشراق. كذلك، يبزغ فجر جديد للاخضر الزيتوني الذي بدأنا برصده قليلاً في هذا الموسم، مع عدد من الدور التي تشتهر بإرثها العريق في مجال خياطة البذلات منها “بريوني”.
النقوش: تستعيد دور الازياء العريقة وكبار المصممين نقوش الأمس على نحو عصري، من المربعات الصغيرة الى المخطط، وصولاً الى نقوش “برنس اوف ويلز” المربعة. كما تحضر الجلود على هيئة تفاصيل ناعمة تزيّن جوانب السترة لتضيف شيئاً من التميّز في نسخة 2017.
الكتفان: تأكد دوماً عند شراء البذلة من ان كتفي السترة ينسجمان وحدود كتفيك. إذا بدت هذه المنطقة واسعة او منسدلة على نحو يجعل كتفيك منحنيين، فالنتيجة ستبدو كارثية. اما اذا كانت هذه المنطقة أضيق من عرض كتفيك، فستبدو غير مرتاح. وكأن البذلة ليست لك. في كل الاحوال، من المفضل ان تستشير خياطاً متخصصاً في البذلات الرسمية، لكي يضيف التعديلات المطلوبة، فتأتي النتيجة خالية من الشوائب، وكأنها قطعة مخاطة تحت الطلب. فالمقاسات المتقنة هي ما يميّز بذلة عن اخرى، ويمنحك الجرعة المطلوبة من الحضور المتميّز. ففي نهاية المطاف، يجب الا تبدو منطقة الذراعين واسعة او طويلة، بل منسجمة مع مقاسك.
الخامة: عندما تتوجه لشراء بذلة، تذكر انك تقوم باستثمار آمن لقطعة ستسكن خزانتك للسنوات السبع المقبلة، لذلك عليك ان تشتري بذهنية المستثمر؛ هذا يعني انه لا ضرر من تخصيص ميزانية متوسطة لشراء بذلة تتمتع بخامة ذات جودة عالية. فالفرق بين بذلة وأخرى يكمن في نوعية الاقمشة وسماكتها ووزنها، وفي اللمسات النهائية للخياطة المتقنة.
ربطة العنق: اتّبع دوماً القاعدة الآتية: إذا كنت غير ملمّ بمفاتيح النقوش وسبل اختيارها وتنسيقها، فالتزم الحياد. اختر ربطة العنق ذات الالوان الحيادية من البيج الى الازرق بتدرّجاته المختلفة، وصولاً الى الاحمر البرغندي الذي غالباً ما ينسّق مع بذلة زرقاء او رمادية. وكن على علم ان ربطة العنق “السادة” تعدّ من بين الخيارات الكلاسيكية التي تليق بحفلات الاعراس والافتتاحات الرسمية.
القميص: اختر دوماً القميص الابيض لخيار مضمون بعيد من المجازفة، أما إذا كنت ترغب في الخروج من هذه الدائرة، فيمكنك، على سبيل المثال، ان تنسّق بذلة زرقاء مع قميص ازرق بدرجة زاهية اكثر.
الأسلوب الشخصي: إذا كنت ترغب في ابراز اسلوبك الشخصي، فالبذلة هي الفرصة الانسب. إذ يوصي الخبراء في الأزياء، بعدم التردد في تنسيق سترة باللون الازرق الداكن مع سروال رمادي مائل الى لون الفحم على سبيل المثال. كذلك يمكن اختيار سترة بصفين من الازرار او حتى اختيار بذلة بثلاث قطع!