* “الفيفا” يفضح دسائس دول الحصار في سرقة نقل وبث مباريات روسيا 2018
* الاتحاد الدولي العالمي والأفريقي يصفان “بي أوت” السعودية بالسارقة والمقرصنة
* المجتمع الدولي يطالب بمساءلة قانونية لمؤسسات وقيادات سعودية تبنت القناة السارقة
* الاتحاد الدولي للرياضة يحمل القمر الصناعي عربسات الذي يبث من الرياض مسؤولية القرصنة
* السعودية أقحمت السياسة في الرياضة وتركت تأثيراتها على الإعلام العالمي
دأبت دول الحصار على قرصنة أجهزة حكومية لقطر، وبث أخبار مفبركة وزائفة عن مواقف كثيرة للدولة عبر منصاتها الإعلامية المختلفة، وسعت من خلال لقاءاتها الإعلامية لبث الفرقة والكراهية والتحريض على القطريين في كل مجال، كما دأبت أيضاً على القرصنة وسرقة الإنجازات التي صنعتها قطر بمواقفها العادلة.
فقد بث تلفزيون قطر تقريراً عن تسييس دول الحصار للرياضة كما سيست من قبل الحج والعمرة والشعائر الدينية، وذكر التقرير أنه من السياسة للرياضة امتدت يد القرصنة التي سعت لتحويل الصراع السياسي إلى ميادين الرياضة، ومنيت بفشل ذريع، وفضيحة مدوية بشهادة من الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا الذي أعلن أنّ قنوات (بي أوت كيو) سارقة.
وأنه مع انطلاق أول مباراة لكأس العالم بروسيا 2018، قامت قناة القرصنة بسرقة حقوق بث قنوات (بي إن سبورت) الحصرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمباريات مونديال روسيا، وهو ما دفع المنظمة الدولية الراعية لكرة القدم للتدخل المباشر من خلال بيان قالت فيه (إنّ الفيفا على دراية بأنّ قناة مقرصنة تحمل اسم بي أوت كيو قامت وبشكل غير قانوني ببث المباريات).
وأضاف البيان أنّ الاتحاد الدولي سيتخذ خطوات بحق المؤسسات الشرعية التي ينظر إليها على أنها تدعم مثل هذه الأنشطة غير القانونية، وهو ما يفتح الباب لمساءلة قانونية قد تخضع لها مؤسسات وقيادات سعودية تبنت القناة السارقة، ولاسيما إدارة القمر الصناعي عربسات الذي يبث من الرياض، ويحمل القناة المقرصنة على مداره.
ــ الترويج للقرصنة
كما أنّ مستشار الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني كان قد روج لقناة القرصنة، وهذا يدخل في دائرة المساءلة، وأطلق أيضاً عدة تغريدات عبر حسابه على تويتر تحتفي بإطلاق (بي أوت كيو)، ثم نشر سلسلة من تغريداته التي اتهم فيها دولة قطر بإقحام السياسة في الرياضة، متناسياً أنّ بلاده هي أول من اتخذت خطوات في هذا المجال، بحظر قنوات (بي إن سبورت) داخل السعودية.
وكان الاتحاد الأفريقي لكرة القدم هو الآخر قد أصدر بياناً حذر فيه استمرار القرصنة ضد قنوات (بي إن سبورت)، مشيراً إلى عزم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد (بي أوت كيو) السعودية التي توزع فيها أجهزة البث المقرصن، وروجت من خلال وسائل إعلامها لإطلاق قناة (بي اوت) التي تعدت على حقوق قنوات أخرى مثل شبكة (تليموند) التابعة لشبكة (ان بي سي يونيفرسال) الأمريكية التي أعلنت أن بث قنوات الرياضة، ويتم توزيعها بشكل حصري وغير قانوني في الشرق الأوسط من خلال مقرصن (بي أوت كيو).
وقالت مؤسسة (سبورت 11) التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها أن حقوق بثها المباشر التي لاتشمل كأس العالم تعرضت لسرقة (بي أوت) ، حادثة سرقة مباريات البث الرياضي ما هي إلا دليل آخر على أن القرصنة باتت السبيل الوحيد الذي تسلكه دول الحصار لتحقيق غاياتها مقدمة صورة عصرية لقطاع الطرق وقراصنة البحار.
ــ شكاوى ضد السعودية
بدأ عدد من المحطات التلفزيونية بمختلف أنحاء العالم في تقديم شكاوى رسمية ضد قناة القراصنة السعودية التي تسمى “BeoutQ”، ويأخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” المسألة على عاتقه بكثير من الجدية والصرامة، وأنه سيتخذ كافة الاجراءات القانونية والقضائية لحماية حقوق الملكية الفكرية لكل شركائه من المؤسسات الاعلامية المالكة لحقوق بث كأس العالم بروسيا 2018، وأنه يعي جيدا أن السلطات السعودية كانت قد سهلت عمل هؤلاء القراصنة ولم تقم بالإجراءات الردعية في حقهم لمنعهم من الاستيلاء على البث التلفزيونى للشبكات التلفزيونية الأخرى.
ـ شكوى جديدة
وأعلنت قناة تيليموندو أن بثها الحصري لمباريات كأس العالم 2018 تم توزيعه بشكل غير قانوني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال مقرصن يطلق عليه بي آوت كيو” BeoutQ”، ووجهت القناة -التي تمتلك حصريا حقوق بث مباريات كأس العالم 2018 باللغة الإسبانية في أمريكا – اتهامها إلى “بي آوت كيو” في رسالة بريدية أرسلتها إلى وكالة بلومبيرغ الإثنين.
وقالت تيليموندو التابعة لشبكة “ان بي سي يونيفرسال” (NBCUniversal) إنها “تأخذ على محمل الجد انتهاك الملكية الفكرية” الذي تعرضت له، مشيرة إلى أنها تعمل بشكل وثيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لضمان حماية حقوقها، وأن تيليموندو ليست أول من يشكو من “بي آوت كيو” (BeoutQ)، إذ كانت الشبكة الرياضية “بي إن سبورت” المالك الحصري لحقوق بث مباريات كأس العالم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد قدمت شكوى منذ أشهر ضد “بي آوت كيو” اتهمتها فيها بإعادة بث موادها في المملكة العربية السعودية.
كما قالت مؤسسة إلفن سبورتس – التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها إن حقوق بثها المباشر التي لا تشمل كأس العالم قد تعرضت لقرصنة من طرف “بي آوت كيو”BeoutQ”.
ـ إدانة دولية واسعة
لم يكتف الاتحاد الدولي لكرة القدم بقبول الشكوى التي تقدمت بها شبكة beIN SPORTS في حق قراصنة السعودية ومؤسساتها الداعمة لهذه الأفعال المجرمة دوليا بعد استيلاء BeoutQ، بل شدد الاتحاد الدولي في بيانه أنه سيقوم بالإجراءات اللازمة في هذا الغرض التي من شأنها أن تصل إلى القضاء الدولي الخاص بالجرائم الإلكترونية.
وفي وقت سابق، قام الاتحاد الأفريقي (الكاف) بإدانة نفس القناة غير القانونية في بيان خاص به، وذلك بسبب أعمال القرصنة التي تقوم بها هذه القناة تجاه مجموعة beIN الإعلامية.
قطر تنتهج التنمية.. ودول الحصار القرصنة
تحاول دول الحصار نقل الصراع السياسي إلى ميادين الرياضة والثقافة والفنون والحياة الاجتماعية والاقتصاد، بهدف إيهام المجتمع الدولي أنّ قطر تسعى للنيل من الوحدة الخليجية، في حين انّ السياسة الواضحة للدولة ونهجها التنموي القائم على تعزيز الوحدة والسيادة والهوية الوطنية كفيل بالرد على تلك الاتهامات.
كما تتبنى دول الحصار سياسات ملتوية، حيث تظهر أمام الرأي العام الدولي بأنها حريصة على احترام حقوق الإنسان، وملتزمة بالقوانين الدولية، وفي الوقت ذاته تخرق كل تلك القوانين والأعراف بلا هوادة.
لم يتوقف الصراع السياسي عند حد توجيه الاتهامات لقطر عن طريق القرصنة، وادعاء أكاذيب واهية عن دور الدولة في الكثير من الصراعات العربية، إلا انّ المجتمع الدولي بات يعي أكثر من أيّ وقت آخر انّ دول الحصار انتهجت نهج القرصنة وسرقة المعلومات والمراوغة السياسية في تعاملها مع المجتمعات الأخرى.