يبدو أن موسم ماسيميليانو أليجري مدرب يوفنتوس الإيطالي لن يكتمل بهدوء كما يتمنى العشاق والجماهير، فمن الواضح أن المدرب لا يتمتع بالهيبة والاحترام الكامل داخل غرف خلع الملابس وهو شيء غريب ومستهجن بالنسبة لرجل حقق لقب الدوري الإيطالي 3 مرات، ووصل نهائي دوري أبطال أوروبا قبل عامين.
المدرب الإيطالي يفقد السيطرة على غرف خلع الملابس تدريجياً، فما أن استفاقت الجماهير من صدمة رفض باولو ديبالا مصافحته بعد استبداله خلال مواجهة ساسولو، حتى أتى ليوناردو بونوتشي بتصرف أكثر سوءاً وحماقة خلال الدقائق الأخيرة من مواجهة باليرمو.
تصرف ديبالا لا يمكن القول بأنه مجرد تصرف عابر من اللاعب في لحظة غضب حين استبداله، بل يمكن تصنيفه بأنه قلة احترام لأليجري لأن اللاعب تعمد مصافحة زميله ورفض مصافحة المدرب الذي يقف بجانبه رغم مد الأخير له يده. فيما تخطى بونوتشي ذلك بتوجيه شتائم علنية للمدرب على أرض الملعب، وهو شيء مستهجن باعتباره أحد قادة الفريق.
الغريب أن تصرفات لاعبي يوفنتوس ونرفزتهم وغضبهم من المدرب تأتي في وقت يكون خلاله الفريق متفوق على أرض الملعب بالأداء والنتيجة، أي أن اللاعب لا يكون متوتراً وغاضباً من النتيجة فيخرج ذلك على شكل نرفزة من مدربه وهو أمر يمكن استيعابه رغم رفضنا له، مما يعني بأن أليجري بالفعل لا يتمتع بالقدر الكافي من الاحترام في السيدة العجوز.
كل المشاكل تأتي في وقت بحاجة فيه يوفنتوس للهدوء والاتحاد واللحمة كونه مقبل على أشهر الحسم في الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا، فالليلة سيواجه بورتو البرتغالي في معقله، فريق جيد وله احترامه وقادر على صنع المفاجأة بين الحين والآخر.
يوفنتوس بدلاً من أن يصب جل تركيزه على مواجهة بورتو، انشغل في قضية جانبية بين بونوتشي وأليجري، الإدارة تدخلت وعاقبت اللاعب، والمدرب أعلن أمس بأن المدافع سيجلس في المدرجات لمتابعة اللقاء كعقوبة إدارية بحقه لأنه “لم يحترم يوفنتوس ولا زملائه ولا الجماهير”.
الذي يلفت الأنظار أيضاً هنا بأن أليجري ليس صاحب القرار بمعاقبة بونوتشي وهذا اتضح من تصريحاته بعد مواجهة باليرمو، بل لمح بأنها “أمور يمكن أن تحدث بين المدرب واللاعب” مما يؤكد أن الإدارة هي من تدخلت وقررت معاقبة اللاعب بسبب تماديه على مدربه.
أليجري كان يجب أن يلتزم الصمت حيال هذه القضية ثم يعاقب اللاعب بنفسه بعد التشاور مع الإدارة، لا أن يطلق تصريحات متناقضة، فتارة يشتم لاعبه، وتارة يقول أن ما حصل من الماضي، وتارة أخرى يؤكد أنه سيعاقبه، تقلبات ليست في صالح الفريق وتؤكد بشكل أكثر دقة بأن الفوضى تجتاح تدريجياً غرف خلع ملابس يوفنتوس.
ماسيميليانو مطالب بضبط الأجواء داخل فريقه وإعادة الهدوء له، مواجهة بورتو أتت في وقت صعب عليه فقد خلاله جزء من السيطرة على لاعبيه، ويجب أن يضمن عدم تكرار ذلك في المباريات المقبلة الصعبة للفريق إن أراد إنها الموسم في قمة أوروبا وإيطاليا.