gheir تمنحك نظرة من وراء الكواليس على فن صناعة الساعات مع بوم إيه ميرسييه

 

“لا تقبلوا بأقلّ من الامتياز، اصنعوا ساعات بأعلى مستويات الجودة فقط”. أكثر من مجرّد شعار، إنها فلسفة متأصّلة في جينات دار بوم إيه مرسييه منذ عام 1930. متعلّقة تعلّقاً وثيقاً بعلامة Swiss Made، تنتج الدار كافة ساعاتها في منطقة جورا السويسرية وتعتمد نهجاً تاريخياً متعمّداً – يُعرَف بتجزئة التصنيع إلى وحدات صغيرة «établissage» – أسهم في قَولبة نجاحها. بلغةٍ معاصرة، تُشير هذه العبارة إلى التحكّم داخل الدار بالمراحل الأساسية لتطوير الساعات وتجميعها ومراقبة جودتها وصيانتها، وتستدعي أكثر اختصاصيّي الساعات مهارةً لإنتاج مكوّناتها. إنه التزامٌ صارم بالجودة والموثوقية والأداء – كلّها بكلفة ميسورة.

إنها إحدى أقدم الدور السويسرية لصناعة الساعات، برعت بوم إيه مرسييه في قطاع الساعات لما يناهز القرنَين. إن هذه العراقة تستحقّ الاحترام فيأتي إلى أذهاننا السؤال التالي: ما هي وصفة هذا النجاح؟ لا شكّ في أن المكوّن الأساسي هو الخبرة المطبّقة باستمرار بشغف حقيقي. ويتمتّع هذا الإرث الغنيّ بعنصرَين آخرَين ضروريّين: رزانة صارمة وحركات يتمّ التحكّم بها بدقة، كلّ ذلك معزّز بذوقٍ لا يحدّه الزمن.
دارٌ تمثل أفضل المعايير
خلال ما يقارب 200 عام، تمّ احترام وتطبيق شعار الإخوان بوم بتأنٍّ بحيث نكاد نتخيّل صداه يتكرّر عبر أجنحة الدار. يعتمد هذا المقتضى الرئيسي للجودة التي تُلائمها كلفة ميسورة، على نهجٍ إنتاجي تاريخي وشبيه بأسلوب الحرفيّين يُدعى établissage. تحمل العبارة في طيّاتها صدى الماضي، تماماً كما هو مُتوقّع منها! فعندما افتتحت عائلة بوم وكالةً للساعات في منطقة جورا السويسرية في القرن التاسع عشر، كانت ساعاتها تُجمَّع انطلاقاً من مكوّنات مصنوعة على أيدي حرفيّين متخصّصين، كلّ واحد منهم خبير في جزء معيّن من الساعة. واعتماداً على أسلوب عمل نهج établissage، اهتمّت دار بوم بصناعة المنتج النهائي وبيعه. في فترةٍ لاحقة، في مطلع القرن الحادي والعشرين، عادت بوم إيه مرسييه إلى جذورها وأسّست مشاغلها Ateliers Horlogers في لي بروني، إحدى القرى في منطقة جورا. معتمدةً نهجاً دقيقاً جداً قائماً على الحرفيّة اليدوية، أعادت الدار بالتالي إحياء مقاربة “الإخوان بوم” مع دمج خصائص الأوقات الحديثة كافة. فيُصمَّم مفهوم «Établissage 2.0» لدى بوم إيه مرسييه – وهو أسلوب حرفيّ مطبّق على العصر الحديث – من خلال المراقبة داخل الدار لكلّ مرحلة من إنتاج ساعة: التصميم، التطوير، التجميع ومراقبة الجودة. كما يقتضي هذا المفهوم أيضاً الاعتماد على دراية أجود الاختصاصيين في مجال إنتاج المكوّنات. يتمحور جوهر هذا النهج التنظيمي حول اهتمام فائق يولى لكلّ تفصيل، إلى جانب الصبر والحذاقة اللذين يميّزان صانعي ساعات شغوفين ذوي لمسةٍ واثقة ودقيقة.
صناعة سويسرية إلى الأبد
منذ بداياتها، صنّعت دار بوم ايه مرسييه ساعاتها في سويسرا. وعلى مرّ تاريخها، نالَت جودة وابتكار ودقّة منتجاتها جوائز عديدة، ويحمل البعض منها براءة اختراع. كوفئت هذه المعايير الصارمة في عشرينيات القرن الماضي من خلال علامة الجودة «Poinçon de Genève»، وهي أعلى شهادة في مجال صناعة الساعات. فأصبح السعي وراء الجودة الذي يشكّل فلسفةً مؤسّسية حقيقية لدى بوم إيه مرسييه، ميزةً ثابتة منذ البداية. لكَونها سفيرةً دائمة لعلامة «Swiss made»، تصمّم الدار وتطوّر أنظمة الحركة لديها في الاستوديو الخاص بها في مقرّها في جنيف. فيجري تجميع وتجربة كافة أنظمة الحركة داخل مشاغل الدار في قرية لو بروني في منطقة جورا السويسرية. كما تتولّى أيضاً هذه المصانع المجهّزة على أفضل نحو خدمة ما بعد البيع وإعادة تأهيل طرازات قديمة.
هوية متوازنة تماماً
في ستّينيات القرن الماضي، اعتمدت دار بوم إيه مرسييه الحرف اليوناني «Phi» هويةً بصريّة لها. أصبح هذا “الرقم الذهبي” اليوم رمز العلامة وهو يرمز إلى مقاييس متوازنة تماماً، كما أنه يُرسي أسُس الأساليب الجمالية الخاصة بالدار – الساعة التقليدية المستديرة – ويوطّد مكانة بوم ايه مرسييه كدارٍ تشير إلى “الرفاهية الميسورة”. من خلال مجموعاتها، تقدّم الدار ساعاتٍ كلاسيكية وكرونوغرافات ذات وظائف مفيدة مختلفة. وتتمتّع الطرازات النسائية بمكانةٍ متميّزة داخل هذا العالم من الساعات العالية الجودة بكلفة ميسورة. يعود هذا الاهتمام الدقيق باحتياجات النساء ورغباتهنّ إلى زمنٍ بعيد: ففي عام 1869، أهدى أحد الإخوان بوم لابنته ساعةَ جيب ذهبية؛ وبين عامي 1920 و1940، قدّمت العلامة عدداً من الطرازات النسائية الحديثة والابتكارية التي أصبح البعض منها أيقونياً. أما اليوم، فهناك مجموعتان مخصّصتان حصرياً للنساء: “بروميس” Promesse و”لينيا” Linéa.

 

السابق
صوت الخليج تحتفل بـ “فيلسوف الكوميديا” في رحيله
التالي
تعرّفي إلى الذوق الاسكندنافي في الديكورات