CNN: سحر صحراء قطر .. متعة وحياة

الدوحة – بزنس كلاس:

نشرت شبكة “سي إن إن” الأميركية تقريراً لمراسلتها جو دي فرياس، يسلط الضوء على سحر وجمال الصحراء القطرية، وافتتان القطريين بها رغم عشقهم لعاصمتهم الدوحة.
ويقول التقرير إن القطريين فخورون بعاصمتهم البراقة والعصرية، لكن قلوبهم لا تزال تميل إلى الصحراء؛ ففي كل عطلة نهاية أسبوع في أشهر الشتاء، تملأ العائلات سيارات الدفع الرباعي بمعدات التخييم ويسافرون إلى الصحاري، مشيراً إلى أن ممارسة الأنشطة الصحراوية والقيادة فوق الكثبان الرملية والتخييم تحت مظلة من النجوم هي أفضل عطلة نهاية أسبوع لكثير من القطريين، فضلاً عن الاستلقاء على الشاطئ الرملي للبحر الداخلي، وهو شاطئ جميل بري تلتقي فيه المياه مع رمال الصحراء.


ونقل التقرير عن مواطن قطري يدعى عبد الله، قوله: “هذا حدث كبير ومهم لأنه مناسبة عائلية. عندما تكون هناك ثقافة تقدر الأسرة، فمثل هذه الأحداث التي تجمع شمل الجميع تكون ممتعة ومثيرة حقا”.
ويشير التقرير إلى أن مساحات التخييم الكبيرة في الشمال يتم حجزها مقدماً؛ ولكل أسرة ما لا يقل عن ثلاث خيام – اثنتان للنوم، وواحدة تسمى “مجلس”، وهي مثل غرفة الجلوس، وفي وسط المخيم، الذي يطل على البحر، توجد حفرة النار، كما توجد خصوصية وحرية للعائلات.
ويقول عبد الله: “الليالي طويلة، وتحت السماء المظلمة تتحرك المجموعات النجمية من حولك. هناك تكون بعيداً جداً عن المدينة، ولا تسمع أي صوت. فقط صمت سلمي”.

ويوضح التقرير أنه لا توجد صحراء تشبه صحراء قطر؛ فتضاريسها تختلف اختلافاً كبيراً، وكذلك الغرض منها، وفي جنوب غرب العاصمة يمكن تجربة ظاهرة طبيعية هي “غناء الكثبان الرملية”؛ حيث تأخذ مجموعة من الكثبان الرملية شكل هلال وتصدر صوتاً ينبع من حبات الرمال التي تنزلق من منحدراتها، ويصل صدى الصوت لأميال. وعلى الساحل الغربي توجد تشكيلات ضخمة من صخر الحجر الجيري شكلت بواسطة الرياح.
ويستدرك التقرير: “لكن من أجل المغامرة، يجب التوجه جنوباً إلى صحراء مسيعيد، فهناك لا توجد قواعد، وفي عطلات نهاية الأسبوع تنتشر في الصحراء ما يزيد عن ألف سيارة تضرب الكثبان الرملية، وهناك أيضاً الكثير من الدراجات الرباعية. إنها واحدة من مغامرات الرمال الأكثر إثارة على هذا الكوكب.”
ويشير التقرير إلى أن بعض السياح يحاولون القيادة عبر الكثبان الرملية بأنفسهم، لكن كثير منهم يفشلون أو يتعثرون أو يفقدون. ويوضح أنه إذا كان الزائر غير محلي أو لا يألف الصحراء، فمن الأفضل أن يوظف شخصاً ذو خبرة للقيادة.

يقول السائح جوناثان: “قلبي يعرف إلى أين نذهب. كل يوم نحن نقود سياراتنا هنا، لذلك نعرف بالضبط أين المطبات، وأين الرمال الناعمة والصعبة والموحلة”.
يشير التقرير إلى أنه يوجد أيضاً مخيم منتجع خمس نجوم لأولئك الذين يرغبون في تجربة الصحراء، دون التعرض للعواصف الرملية المتكررة والرياح القوية والمد والجزر العالي، وحتى المطر.
وينقل التقرير عن حمدي رحيم، مدير في منتجع مخيم ريجنسي سيلين، قوله: “هذا هو المنتجع الأول من نوعه في قطر. وهو يوفر اندماجاً مثيراً بين السحر والبهجة والتخييم، مع مزيج من الراحة التقليدية والحديثة”.

ويشير التقرير إلى أن الابتعاد عن أشعة الشمس والدخول إلى واحدة من خيام هذا المنتجع يجعلك تشعر كما لو كنت في فندق المدينة، حيث يوجد هناك جهاز تلفزيون بشاشة كبيرة، وواي فاي، وهاتف، وتكييف الهواء وحمام داخلي. وتغطي الطوابق السجاد التقليدي والأسرة. وفي المنطقة المشتركة هناك خيمة، حيث يتم تقديم البوفيهات ومجلس لأولئك الذين يرغبون في الاسترخاء في الداخل.
ويستدرك التقرير بالقول: “لكن السحر يوجد في الخارج، فهناك شرفات فاخرة مغطاة بالستائر تطل على البحر، في مشهد يخطف الأبصار. إنه مثل خط رسم ليفصل المياه الفيروزية الضحلة عن المياه الزرقاء الداكنة للخليج. وبعد غروب الشمس، يتم وضع وليمة الشواء، وإشعال النار، وتأدية رقصات تقليدية ترفيهية”.
لكن مع ذلك السحر الحقيقي في الصحراء يحدث ليلاً، حين يتم إطفاء الأضواء والنار خارج المعسكرات في الجنوب والشمال لتظهر النجوم. الصوت الوحيد الذي يكسر الصمت هو صوت حبات صغيرة من الرمال تهب على منحدر الكثبان الرملية.

السابق
الدوحة وجهة سياحية بارزة للمهتمين بالتراث
التالي
المباني الخضراء: موعد انطلاق اسبوع قطر للاستدامة