CNN: المونديال إنجاز وضع قطر بقوة على الخريطة الرياضية وعزز مكانتها الدولية

تنويع الاقتصاد القطري أهم استفادة قطرية من مونديال 2022
الدوحة تنفق 500 مليون دولار أسبوعياً تحضيراً لاستضافة المونديال
الدوحة حرصت على تقاسم فوائد استضافة المونديال مع جيرانها
قطر دعت شركات لتقديم مشروعات للمونديال من جميع أنحاء الشرق الأوسط

أجرت شبكة CNN استطلاعاً رصدت فيه سعي قطر للاستفادة من الحدث الكروي الأبرز في العالم، لتعزيز صناعات وأعمال جديدة ستساعد على تنويع اقتصادها، وبينت فرص الاستثمار وتشجيع المزيد من رواد الأعمال المحليين والشركات في الشرق الأوسط على العمل حتى في مرحلة ما بعد المونديال.

وقالت الشبكة في استطلاعها: عندما حصلت قطر على حق استضافة كأس العالم 2022 عام 2010، كان علي الدوس لا يزال في سن المراهقة. وهو الآن يبلغ من العمر 25 عاماً، ويعمل على أن يستفيد لأقصى حد ممكن من استضافة الدوحة لهذا الحدث العالمي في غضون أربع سنوات، من خلال شركته الناشئة العاملة في التكنولوجيا المتخصصة في الواقع الافتراضي (VR) ومحتوى الواقع المعزز AR ، حيث ستقدم الشركة قريباً جولات بتقنية الواقع الافتراضي بتصوير 360 درجة لملعب خليفة الدولي بالدوحة، وهو أول ملعب تم إنشاؤه من أصل 8 ملاعب سيجري بناؤها من أجل استضافة مونديال 2022، وقال الدوس عن هذه التجربة، التي ستعرض على اليوتيوب: “يمكنكم مشاهدة جميع زوايا الملعب وغرف الملابس وأرضية الملعب وكل التفاصيل».

وفي حال نجحت هذه التجربة، فمن المرجح أن تعمم هذه التقنية على ملاعب كأس العالم الأخرى، الشركة رغم أنها ناشئة إلا أن لديها طموحات في بث مباريات كرة القدم على الهواء مباشرة بزاوية 360 درجة.

استعداد قطر لكأس العالم 
ويبين الاستطلاع في الشبكة الأمريكية أن الدوحة أنفقت 500 مليون دولار أسبوعياً تحضيراً لاستضافة المونديال، وهو إنجاز وضعها بقوة على الخريطة الرياضية ورفع مكانتها الدولية. وتعمل الدوحة على بناء ملاعب وطرق وفنادق جديدة ونظام مترو لاستضافة البطولة. وتسعى قطر أيضاً للاستفادة من الحدث الكروي الأبرز في العالم، لتعزيز صناعات وأعمال جديدة ستساعد على تنويع اقتصادها، في مرحلة التقليص من الاعتماد على الموارد البترولية.

كما تسعى لفتح أبواب الاستثمار وتشجيع المزيد من رواد الأعمال المحليين والشركات في الشرق الأوسط على العمل حتى ما بعد البطولة. حيث تعمل اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر، على التدريب والدعم المالي والتوجيه للأفكار التي تراها قادرة على المساعدة في تنظيم البلاد لكأس العالم من خلال عدد من البرامج من أهمها مسابقة تحدي 22.

وأضاف الاستطلاع إن من بين المشروعات المدعومة من مبادرة تحدي 22، مشروعاً لمجموعة من المهندسات السعوديات اللاتي يعملن على استخدام النفايات الناتجة عن عمليات تصنيع نخيل التمور لصنع مقاعد مدرجات الملاعب.

وفي الوقت ذاته حصل أستاذ فيزياء بجامعة فرجينيا كومنولث في قطر، على تمويل لإجراء أبحاث عن مركب بوليسترين، الذي يمكنه أن يجعل مواد العزل المستخدمة في مشروعات البناء الخاصة بكأس العالم أكثر مقاومة للحرارة. وقد مكن هذا البرنامج قطر من تشجيع ريادة الأعمال، بالإضافة إلى مشاركة بعض من فوائد استضافة البطولة مع جيرانها، من خلال دعوتها لتقديم المشروعات من جميع أنحاء الشرق الأوسط حسب تصريح لمحفوظ عمارة، أستاذ مساعد الإدارة الرياضية بجامعة قطر. غير أن هذا التعاون الخليجي الذي دعت له الدوحة وكان جزءا مهما من ملفها لاستضافة كأس العالم، تعطل بسبب الحصار الذي فرضه بعض جيران قطر عليها.

كما حرصت الدوحة على تحسين ظروف العمل الخاصة بالعمال في مواقع بناء ملاعب كأس العالم.. وقال سعادة الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي، في تصريحٍ سابق للشبكة الأمريكية: إن قطر ملتزمة بإصلاح قانون العمل، وتستمر في مراجعة سياستها لضمان حصول العمال الوافدين على الحماية الضرورية في مواقع العمل”.

مرحلة ما بعد المونديال 
وتحدث الاستطلاع عن مرحلة ما بعد المونديال وإمكانية الاستفادة من هذا الحدث العالمي، ونقلت عن فاطمة النعيمي، مديرة الاتصالات في اللجنة العليا للمشاريع والإرث “إنه من المرجح أن يجري استكشاف الكثير من الأنشطة المرتبطة بتشجيع ريادة الأعمال وتنويع الاقتصاد على المدى الطويل، في مرحلة ما بعد كأس العالم، لتكون البطولة عملا محفزا لتقدم وازدهار النشاط الاقتصادي.

وبين التقرير أن قطر أنفقت مليارات الدولارات على تطوير برامج جديدة في مجالات التعليم والسياحة والثقافة والرعاية الصحية على مدار العقد الماضي. كما بدأت هيئات مثل حاضنة قطر للأعمال في بذل جهود لتأسيس شركات ناشئة جديدة، وشركات قطرية بالقطاع الخاص لا علاقة لها بمشروعات كأس العالم في السنوات الأخيرة، حيث قام بنك قطر للتنمية بتنفيذ 11 صفقة استثمارية مع شركات ناشئة في عام 2017. ودعمت هيئات أخرى مثل تشكيل شركات القطاع الخاص القطري في مجالات متجددة و متطورة.

وأورد الاستطلاع أن علي الدوس أحد أصحاب الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المتطورة يتسلح بالطموح، حيث إنه يتعاون حالياً مع 15 شركة ناشئة محلية أخرى، تعمل كلها في مجال الابتكار والتقنية المستجدة على غرار خدمات الحلول السحابية، وتطبيق صمام للكشف عن تسرب الغاز. حيث تعمل هذه الشركات الشابة على تنويع الاقتصاد، من خلال المساهمة في قطاع السياحة وتنظيم الفعاليات والتعليم.

وأشار الدوس إلى الاهتمام والدعم الذي يحصل عليه رواد الأعمال بمناسبة تنظيم كأس العالم، لإظهار أنه يمكن للشركات مثل شركته الخاصة أن تساعد في خلق فرص عمل جديدة سيما وأن مفهوم شركات القطاع الخاص الصغيرة أو الشركات الناشئة أصبح يلقى التشجيع والدعم في قطر في السنوات الأخيرة . وأضاف الدوس: “إذا كان يمكن للحدث الكروي الأبرز أن يلفت انتباه الناس لما يستطيع رواد الأعمال الشباب في البلاد فعله، سيكون ذلك إرثاً يمكن لقطر أن تفخر به”.

السابق
بروة تشتري 25% من فندق ميلينيوم بلازا
التالي
قانونيون دوليون في لاهاي يفندون ادعاءات أبوظبي أمام المحكمة: مرافعة هيئة الدفاع الإماراتية مراوغة بائسة ليست لها قيمة قانونية