الدوحة – وكالات – بزنس كلاس:
في دليل جديد على استهداف دولة قطر حتى قبل إعلان الحصار الجائر وقطع العلاقات مع الدوحة. فقد اعترفت هيئة الإذاعة البريطانية بأنها تلقت تقريرا من (حكومة دولة معادية لدولة قطر) تناولت فيه قضية المواطنين القطريين الذين تعرضوا للاختطاف في العراق عام 2015 .
وقالت البي بي سي أنها حصلت من حكومة (دولة معادية لقطر) على تقارير تتضمن محادثات بين مسؤولين قطريين تدور حول جهود قطر لإطلاق سراح المختطفين يتحدثون فيها عن الأطراف المتورطة في الاختطاف.
واعترفت البي بي سي بأنه لاتوجد أي أدلة تثبت صحة تلك المحادثات التي قدمتها لها الدولة المعادية لقطر ولا يوجد أي دليل يؤكد أن هذه المحادثات جرت بالفعل بين الشخصين الواردين في تقارير الدولة المعادية.
ما أثارته البي بي سي وتناقلته وسائل إعلام الحصار عن فدية المختطَفين القطريين وما أثير حولها عن علاقة قطر بالجماعات الإرهابية التي استغلت الفوضى الأمنية في ماضي العراق للتكسب المالي لا يدين قطر في شيء.
إجراءات قانونية
ووفق تأكيدات مصدر قطري مسؤول، فإن قطر لم تدفع الأموال لإطلاق سراح المختطفين للجماعات الإرهابية، ولكنها تعاملت مع الحكومة العراقية التي كانت طرفا في العملية، وتم إيداع المبلغ في البنك المركزي العراقي بمعرفة السيد حيدر العبادي رئيس وزراء العراق، فقطر احتاطت في وقت سابق بإدخال أموال إلى العراق بشكل رسمي وواضح وعلني؛ لدعم جهود السلطات العراقية في إطلاق سراح المختطفين القطريين، وهذه الأموال لم تدخل عن طريق التهريب، فالمختطفون القطريون صدرت لهم تأشيرات بشكل رسمي، وكانوا تحت حماية السلطات الأمنية العراقية عندما تم خطفهم، وهذا ما أكده العبادي بأن الأموال القطرية موجودة في المصرف المركزي في بغداد ويتم التعامل مع الموضوع بشكل قانوني.
وتهدف الدولة المعادية لقطر من وراء إرسال هذا التقرير إلى عدة أمور غير غائبة عن البي بي سي ولا أي جهة إعلامية مراقبة لتطرات الأزمة الخليجية، ومن هذه الأمور:
كيد للخطوط القطرية
– تسعى الدولة المعادية لقطر – حسب وصف بي بي سي – لتشويه دور الخطوط الجوية القطرية، بعد فوزها بأربع جوائز عالمية خلال حفل توزيع جوائز سكاي تراكس العالمية لعام 2018، والذي أقيم في لندن، قبل أيام، حيث فازت مرة أخرى بجائزة أفضل درجة رجال أعمال في العالم للمرة السادسة في تاريخها وللمرة الثالثة على التوالي، وبجائزة أفضل شركة طيران في الشرق الأوسط للمرة الخامسة على التوالي، وجائزة أفضل صالة انتظار لمسافري الدرجة الأولى للمرة الثانية على التوالي، وجائزة أفضل مقعد على درجة رجال أعمال عن مقعد كيو سويت.
– وقع خبر الفوز كالصاعقة على دول الحصار، خاصة أنه صادر من بريطانيا، التي طالما اتخذت من قاعات فنادقها الدولة المعادية لقطر، منبرا لتشويه قطر عبر ندوات مشبوهة مدفوع لها، وجاء تسلم قطر شارة استضافة كأس العالم 2022 ليزيد إحباط دول الحصار ويأسها من منع استضافة قطر للمونديال.
منع الحجاج
– إثارة قصة الاختطاف الآن ما هي إلا محاولة لتبرير منع الحجاج القطريين من الوصول إلى الأماكن المقدسة بحجج كاذبة واتهامات مضللة، فالمراسلات التي تقول الدولة المعادية أنها بين مسؤولين قطريين تستند إلى محادثات مرسلة غير موثقة، ولا يوجد ما يؤكد صدورها عن مسؤولين، فقطر لم تدفع أي أموال لجماعات في العراق وتعاملت مع الحكومة العراقية.
مساعدات إنسانية
وهذا ما انتهت إليه البي بي سي في نهاية التقرير بتأكيدها على ما ذكره المسؤولون الذين تحدثوا عن قصة دفع أموال إلى الجهات العراقية بأنها كانت أهدافا إنسانية بحتة، وأكدت بي بي سي أن من المهم الإشارة إلى ما ذكره مسؤولون قطريون في هذا الصدد، بأن المساعدات التي قدمت للعراقيين هي مساعدات إنسانية لم تنطلق من دعم مذهبي أو عرقي، سواء كانوا شيعة أو سنة.
وتضيف البي بي سي أن الحصار المفروض على قطر سيعتمد على من يفوز بالمرافعة حول “تمويل الإرهاب” وتتوقف نتيجة هذه المعركة جزئيا على إقناع الآخرين كيف انتهى اختطاف القطريين في الصحراء العراقية. وتنقل عن مسؤولين قطريين تأكيدهم أن الأموال التي سافروا بها إلى بغداد لا تزال موجودة في قبو في البنك المركزي العراقي “كوديعة”.
حكومة معادية
– إثارة التقرير تأتي تزامنا مع ما كشفته وزارة الخزانة الأمريكية من عصابة تتخذ من الإمارات مسرحا لها لغسيل الأموال ودعم ذات الجماعات محاولة للفت الأنظار عن دور أبوظبي في تمويل الإرهاب. وهذا دليل واضح على من أطلق هذا التقرير في هذا التوقيت ولماذا، ويكفي أن البي بي سي أعلنت بوضوح أنها حصلت على التقرير من حكومة دولة معادية لقطر.
وبأسلوب يتعمد الإثارة، راح التقرير يلعب على وتر دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية، وهي ذات الجماعات التي كشفها تقرير وزارة الخزانة الأمريكية قبل أيام، والذي أكد بوضوح ضبط شبكة على الأراضي الإماراتية تقوم بغسل الأموال وتحويلها لنفس الجماعات التي تروج (حكومة معادية لقطر) أن قطر هي التي تعاملت معها.
أبوظبي مسرح صفقات
– التقرير الذي بثته البي بي سي لن يشوش على الحقيقة التي كشفتها السيدة سيغال مندلكر، وكيلة وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية الأمريكية، حيث قدمت تحليلا مفصلا عن الشبكة التي ضخت الملايين للحرس الثوري الإيراني لدفعها إلى قوات تعمل معهم بالوكالة (فيلق القدس والحوثيين وحزب الله) وتم الإبلاغ عن كشف المجموعة لأول مرة في مايو الماضي. كما يؤكد التقرير الأمريكي نصا أن “شبكة صرف العملات أساءت إلى الشبكة المالية الإماراتية عن طريق تحويل الأموال من إيران وتغطيتها بالدولار الأمريكي”. وتم استخدام الأموال لدعم المجموعات الإقليمية الناشطة بالوكالة مثل حزب الله اللبناني والمتمردين الحوثيين في اليمن والرئيس السوري بشار الأسد ما يؤكد أن أبوظبي هي مسرح الصفقات المشبوهة.
وتطرح محاولات حكومات الدول المعادية الإساءة لقطر عن طريق اتهامها بدعم الإرهاب تساؤلات ملحة أمام المجتمع الدولي.
– فهل حان الوقت لتوقع دول الحصار اتفاقية أمنية مع واشنطن أسوة بالاتفاق الذي وقعته قطر؟
– كيف يمكن التوافق على أسس إقليمية تتعهد فيها جميع دول المنطقة بالتصدي الجاد للإرهاب تمويلا أو تعاونا أو تغاضيا عن ممارسات الإرهاب على أراضيها كما تفعل دبي وأبوظبي؟
– وأخيرا، هل المجتمع الدولي بحاجة إلى إنشاء محكمة للإرهاب على غرار الجنائية الدولية، تصدر هي قوائم الإرهابيين وترصد بأجهزتها الصفقات المشبوهة وأين يتم إبرامها؟ إذا ما تم إنشاء تلك المحكمة، فإن أبوظبي ستكون زبونا دائما لديها، إن لم تكن زبونها الأوحد في المنطقة.