عواصم – وكالات:
نشرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية مقالا لكاتبها الشهير، روبرت فيسك، الذي تحدث عن معرفته بـ”تفاصيل مثيرة” لاستقالة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، من الرياض.وقال فيسك: “استقالة الحريري ليست كلها (كل الحكاية) كما تبدو، وهناك الكثير في الكواليس”.
وسرد الكاتب البريطاني ذو العلاقات الوثيقة في لبنان ما نقلته مصادر خاصة له عما حدث مع الحريري: “عندما هبطت طائرة رئيس الوزراء في الرياض، مساء يوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني، كان أول من استقبله مجموعة من رجال الشرطة السعوديين”.
وأضاف:
“أحاط رجال الشرطة بالطائرة، وصعدوا على متنها، وصادروا كافة الهواتف منه ومن أفراد حراسته”.
وأشار إلى أن الحريري توجه إلى الرياض بناء على اتصال هاتفي ورد إليه، بأنه ينبغي عليه أن يسافر إلى الرياض للقاء العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز.
وتابع الكاتب البريطاني، قائلا: “الأمر الاستثنائي، كان قراءة الحريري نصا مكتوبا يعلن فيه استقالته، بكلمات لم يسبق للحريري أن تحدث بها من قبل، ما يثبت أن الخطاب كتب له، وقالوا له إقرأ”.
سأعود…أنا بخير
وتحدث فيسك، نقلا عن مصادر مقربة من الحريري، قولهم إن رئيس الوزراء يرد على من يتصل به في منزله بالرياض، ببضع كلمات فقط.
وقال إن الحريري يرد على المتصلين به: “سأعود…أنا بخير” فقط، مشيرا إلى أن هذا خلافا لعاداته تماما، حيث كان يسهب في الحديث مع المقربين منه.
وتابع، قائلا: “زوجة الحريري وعائلته، مقيمون في الرياض، وحتى لو عاد إلى بيروت، سيتركون كرهائن وراءه”.
أما عن زيارة الحريري إلى الإمارات، فقال: “لا يوجد أي مبرر لها، سوى إثبات أنه لا يزال حرا في السفر”.
ودلل فيسك على أن الحريري لم يكن يخطط للاستقالة، لأنه كانت هناك اجتماعات له في بيروت مقرر عقدها يوم الاثنين، مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
من جانبه، رجح السفير الروسي بلبنان، ألكسندر زاسبيكين، اليوم الخميس، إحالة ملف رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، إلى مجلس الأمن الدولي، في حال استمر ما وصفه بـ”الغموض” الطاغي عليه.
وأضاف زاسبيكين، في مقابلة مع قناة “آل بي سي” اللبنانية، أن “موضوع عودة الحريري متعلّق بالحقوق السيادية للبنان”، داعيا إلى احترام هذه السيادة.
وتابع: “إذا كان هناك مماطلة بالموضوع دون التوضيح، فستتم إحالته إلى مناقشة مشتركة لهذا الملف في مجلس الأمن الدولي”.
ولفت أنّ “طلب السعودية عدم مشاركة حزب الله في الحكومة الجديدة، يعتبر تدخلاً مباشراً في الشؤون الداخلية للبنان، ومن الصعب الحديث عن الصيغة المستقبلية للحكومة”.
واعتبر أنّ “هذا الطلب يزيد من أهمية وجود حزب الله في الحكومة” اللبنانية.
والجمعة الماضي، غادر الحريري، لبنان متوجهاً إلى السعودية، عقب اجتماعه مع مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، في العاصمة بيروت.
وفي اليوم التالي (السبت)، أعلن الحريري استقالته من منصبه، عبر خطاب متلفز من السعودية، مرجعاً قراره إلى “مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه، بعد تمكن حزب الله، من فرض أمر واقع بقوة سلاحه”.
وتسري في لبنان شائعات كثيرة منذ ذلك الحين، لا سيما أن استقالة رئيس الوزراء ترافقت مع حملة توقيفات في السعودية شملت شخصيات سعودية وأمراء من العائلة الحاكمة.
فيما علّق الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصرالله، في كلمة متلفزة الأحد، بأنه “ليس هناك سبب داخلي لبناني للاستقالة”، معتبراً إياها “قرارا سعوديا أملي عليه (الحريري)”.
وجاءت استقالة الحريري، التي لم يصادق عليها الرئيس ميشال عون بعد، وسط حالة من التوتر الشديد بين السعودية وإيران، وبعد نحو عام على تكليفه رئيساً للحكومة التي شكّلها أواخر 2016.