الدوحة – وكالات:
كشف علي جاسم الكواري رئيس قسم تعليم الكبار بوزارة التعليم والتعليم العالي أن العمل جار حالياً على تطوير مناهج محو الأمية لتكون متوافقة مع متطلبات التنمية الحالية والمستويات المعرفية لطالب تعليم الكبار.
وقال في تصريحات خاصة لـ الراية: كنا نعتمد خلال الفترة الماضية على المناهج السابقة لوزارة التعليم والتي آن الأوان لتطويرها، لافتاً إلى أن وزارة التعليم تهتم بتنوع برامجها التعليمية بما يصب في خدمة المجتمع وبما يراعي حسن إعداد وتأهيل الكوادر الوطنية تعليمياً.
وعن نسبة الأمية قال: تحت سن 15 سنة وفقاً لأخر الإحصائيات فإن نسبة الأمية في قطر صفر % بين القطريين وذلك بفضل دعم قانون التعليم الإلزامي لجهود الوزارة.
وأضاف: أما بالنسبة لمن هم فوق الـ 18 فإن نسبة الأمية لا تتجاوز 2.03%، مشيراً إلى أنها النسبة الأقل على المستوى الإقليمي.
وأكد أن الوزارة لا تألو جهداً في توفير حلقات محو الأمية بكوادر تتمتع بخبرة كبيرة، لافتاً إلى أن قسم تعليم الكبار بالوزارة نجح في إقناع مواطنين ومواطنات تزيد أعمارهم عن 80 عاماً بالجلوس على الطاولات لتعلم القراءة والكتابة بحلقات محو الأمية.
-
تطوير برامج محو الأمية بما يناسب تعليم الكبار
قال علي جاسم الكواري إن قطر هي الدولة الوحيدة على مستوى المنطقة التي تبلغ نسبة الأمية فيها تحت 15 سنة صفر%.
وأشار إلى أن تأسيس مراكز محو الأمية في قطر بدأ منذ العام 1954، لافتاً إلى صدور قرار مجلس الوزراء رقم ( 15) في السبعينيات بالموافقة على بدء مشروع محو أمية النساء.
ونوه إلى تطوير برامج محو الأمية يتواءم مع تطوير برنامج تعليم الكبار من قبل وزارة التعليم وذلك منذ العام 2015م.
ولفت إلى أن السلّم التعليمي بالنسبة لطلبة محو الأمية في المرحلة الابتدائية يتكون من الحلقتين الأولى والثانية ثم الصفين الخامس والسادس.
ونوه بأن الرسوم البيانية وفقاً للإحصائيات الرسمية تظهر جهد الدولة والحكومة في محو الأمية لمن هم فوق سن الـ 18 من العمر، موضحاً أن النسبة تراجعت من 19.9% في العام 1986م إلى 17.6% في العام 1993م، لتتراجع أكثر من ذلك في العام 1997م لتصل إلى 13.6%.
وقال: ظلت النسب تتراجع مع الجهد ومع مرور الوقت حيث بلغت في العام 2001م 9%، لتتراجع بشكل كبير في العام 2015م لتصل إلى 2.1% فقط.
-
الأمية تحد كبير يواجهه العالم
أوضح علي جاسم الكواري أن الأمية تشكّل تحدياً كبيراً تواجهه دول العالم كافة التي وصلت أعداد الأميين فيها مئات الملايين من الأشخاص البالغين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة تصل نسبة النساء منهم إلى الثلثين فيما لا يزال ملايين الأطفال محرومين من التعليم النوعي.
وتنبثق رؤية وزارة التعليم والتعليم العالي لمستقبل العمل في مجال محو الأمية وتعليم الكبار من عدة منطلقات أبرزها تبني المفهوم الحضاري لمحو الأمية ليشمل العديد من المفاهيم الحديثة في تعليم الحاسوب والتربية الصحيّة والبيئية وتعليم بعض المهن والحرف التي تعين الأسر على زيادة دخلها وتحسين أداء العاملين بالمؤسسات التي يعملون بها.
وتشمل تلك الرؤية والتوجهات أيضاً التوسّع في التعليم والتدريب النسوي في عدد من الحرف المفيدة مثل الخياطة والأعمال المنزلية والديكور وغيرها من الحرف النسائية وإشراك منظمات المجتمع المدني والمؤسسات والشركات في تنفيذ خطط وبرامج محو الأمية وتعليم الكبار والاستعانة بالإمكانات الفنية والبشرية لدى المنظمات الدولية والإقليمية والعربية ذات العلاقة في تطوير برامج وكوادر تعليم الكبار ومحو الأمية وتنفيذ الأنشطة والفعاليات وتبني آليات ووسائل متجدّدة ومتعدّدة لمعالجة الصعوبات والمعوقات التي قد يواجهها العمل في مجال تعليم الكبار ومحو الأمية.
-
مطلوب التزام سياسي لمواجهة الأميّة عالمياً
قال الكواري: إن مواجهة تحدي محو الأمية على المستوى العالمي تتطلب في المقام الأول التزاماً سياسياً بهذا الخصوص وإعداد سياسات حكومية تستهدف استئصال محو الأمية وتجفيف منابعها وتعزيز البرامج المعنية بمحو أمية الكبار والشباب ووضع المناهج والخطط والإستراتيجيات الخاصة بمحو الأمية وفقاً لاحتياجات الدارسين وقدراتهم وإمكاناتهم.
ويذكر أنه قبل 50 سنة، أعلنت اليونسكو رسمياً يوم 8 أيلول/ سبتمبر اليوم الدولي لمحو الأمية من أجل حشد المجتمع الدولي على نحو فعّال ولتعزيز محو الأميّة كوسيلة لتمكين الأفراد والجماعات والمجتمعات.
ويتم الاحتفال باليوم الدولي لمحو الأمية في كافة أركان العالم، حيث يضم هذا الاحتفال الحكومات، والمنظمات المتعدّدة الأطراف والثنائية، والمنظمات غير الحكومية، والقطاعات الخاصة، والمجتمعات المحلية، والمعلمين، والدارسين والخبراء في هذا المجال. كما يتم في هذا اليوم منح جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية للأفراد الذين يقدّمون حلولاً استثنائية من شأنها دفع محو الأمية نحو تحقيق جدول أعمال التعليم حتى عام 2030.