رصد إنترنت – بزنس كلاس:
اعتبر مركز «جلوبال ريسيرش» الكندي، أن السعودية وحلفاءها من دول الحصار ارتكبوا أكبر خطأ استراتيجي بمقاطعة قطر، مضيفاً أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ابتلع الطعم السعودي بالموافقة في البداية على اندلاع الأزمة الخليجية.
ونقل المركز في تقرير له عن محللين قولهم إن زيارة ترمب إلى السعودية كانت سبباً رئيسياً في الأزمة، وإن الحصار ليس له علاقة بالاتهامات الموجهة لقطر، خاصة أن الإمارات لها علاقات تجارية كبيرة جداً مع إيران مقارنة بقطر.
ويقول كون هالينان محلل السياسات الخارجية بمعهد الدراسات السياسية في واشنطن، إن «ترمب شديد الجهل بالسياسة الخارجية وخاصة الشرق الأوسط، وما حدث هو أن السعوديين وضعوا طعماً مغرياً أمام الرئيس الأميركي فابتلعه على الفور».
ويضيف أن ترمب تراجع بعد ذلك عن دعمه المطلق لحصار قطر لسبب رئيسي هو إدراكه أن قطر من أهم الحلفاء الاستراتيجيين لأميركا.
وتابع هالينان، وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لا يدعم الحصار ضد قطر، لكن المحلل الأميركي حذر من أنه لا يزال مؤمناً بعقيدة كارتر لعام 1979 والتي تعطي الولايات المتحدة الحق للتدخل في الشرق الأوسط، للإبقاء على موارد الطاقة التي تستغلها واشنطن وحلفاؤها.
أما صباح المختار رئيس اتحاد المحامين العرب ومقره لندن، يقول إن الحصار ليس له علاقة بالإرهاب الذي تدعمه السعودية والإمارات أيضاً، فقد أُمرت هذه الدول من قبل الولايات المتحدة بتمويل الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد للإطاحة به، وكل هذه الدول كانت تقدم دعماً للمجموعات لهذا الغرض، لذلك فإن اتهام السعودية لقطر بدعم الإرهاب أمر يدعو للضحك.
ويضيف المختار، أن الإمارات تتمتع بعلاقات تجارية قوية جداً مع إيران إذا ما قورنت بقطر، مشيراً إلى أن قناة الجزيرة التي تبث عبر الشرق الأوسط هي العامل الأهم في هذه الأزمة، نظراً لبرامج القناة التي تتحدث عن حقوق الإنسان، وكيفية تعامل الأنظمة العربية مع شعوبها.
وتابع أن الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) تعتبر قناة الجزيرة لعنة عليها، لأنها تعتقد أن القناة الإخبارية تضعف أنظمتها وتثير الاضطراب بين سكانها.
ويذكر تقرير جلوبال ريسيرش، أن ثاني أكبر سبب للحصار هو الخوف المشترك بين أميركا والسعودية بشأن تزايد قوة إيران، فهما يريدان عزلها، بعد أن كانت إدارة باراك أوباما قد آثرت الخيار الدبلوماسي مع طهران عبر توقيع الاتفاق النووي كجزء من تطبيع العلاقات، لكن ترمب أكثر عدائية لإيران، ومن ثم فسياسته تلائم النظام السعودي كثيراً.
ويرى المحلل هالينان، أن السعوديين يخشون أن يكون الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب سبباً في فك عزلتها الاقتصادية، وتحويلها بذلك إلى مركز قوة في الشرق الأوسط.
ويضيف هالينان أن النظام السعودي يخشى أن عدم وجود كتلة سنية بقيادة السعودية ضد إيران يمكن أن يشجع التناحر داخل الأسرة الحاكمة، ويشجع منتقديها، وذلك فإن هذه المخاوف دفعت السعوديين إلى «أكبر خطأ استراتيجي» بحصار قطر، إذ إن الحصار غير ناجح حتى الآن.
فبدلاً من عزل قطر عن إيران، تسبب الحصار في حدوث تقارب بين البلدين، بل إن حصار قطر أمر غير مجمع عليه داخل البيت الخليجي، مع رفض الكويت وعمان لمثل هذه الإجراءات، فضلاً عن أن مصر التي تساند الحصار ما زالت تتمتع بعلاقات مع إيران حتى الآن، فيما ترفض إندونيسيا وباكستان الحصار أيضاً، في حين ترسل المغرب وتركيا مساعدات إلى قطر.
ويشرح هالينان كيف أن النظام السعودي يرتكب خطأ تلو الآخر، فقد أعلن حرباً باليمن، معتقداً أنها ستكون نزوة حربية سريعة، رغم ما قيل له من أن اليمن سيكون أسوأ من أفغانستان، وقد خفض آل سعود سعر النفط على أمل إخراج المنافسين لهم من السوق، لكن ما حدث أن الأسعار ظلت منخفضة وتهدر عوائدهم المادية.
وأكد هالينان على أن النظام السعودي يعاني خليطاً من العجز والغرور.