لندن – وكالات – بزنس كلاس:
في سقطة جديدة للإمارات العربية المتحدة في هوة الفبركات والكذب، وفي توظيف خبيث لجهود غير الحميدة من أجل إيقاع أكبر قدر من الأذى بدولة من المفترض أنها شقيقة لها، كشف الحضور الضئيل لمؤتمر ما يسمى بـ «المعارضة القطرية» في لندن، الذي يهدف إلى تشويه صورة الدوحة في الغرب والممول من دولة الإمارات، حجم الفشل الذريع في الترويج للاتهامات المفبركة ضد قطر، أو إحداث ضجة كبرى ضدها في أوروبا، رغم دفع أبوظبي 5.3 مليون دولار لإقامته، حسبما أعلن مركز لندن للعلاقات العامة.
ومع انطلاق المؤتمر، في أحد الفنادق الكبرى بالعاصمة البريطانية، ظلت معظم المقاعد خالية رغم قلة عددها، مقارنة بمساحة القاعة المنعقد بها الحدث.
وحصلت صحيفة “العرب” القطرية على أجندة بجدول أعمال المؤتمر الذي حمل عنوان «قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي»، يتضح من خلالها أن الشخصيات المتحدثة، بينهم فقط قطريان، هما خالد الهيل (29 عاماً) وعلي الدنيم، والصحافي السابق بقناة الجزيرة محمد فهمي، إضافة إلى شخصيات أجنبية وإسرائيلية.
وتكشف جنسيات المتحدثين بالمؤتمر زيف ما يسمى بـ «المعارضة القطرية»، وأن المتحدثين من دول قاطعت دولة قطر، في أعقاب الأزمة الخليجية، من التشاد، ومصر، والبحرين، والإمارات، والسعودية، بالإضافة إلى شخصيات مقربة من اللوبي الصهيوني في أوروبا، ويمينيين متطرفين.
ومن بين المشاركين، دوف زاخيم صهيوني أميركي، والأميركي آلان مندوزا المعادي للإسلام، والسفير الأميركي السابق بيل ريتشاردسون، الذي سبق أن تورط في قضايا فساد مالي، والجنرال الأميركي تشارلز تشاك، المعروف بدفاعه المستميت عن الخيار العسكري في الملف الإيراني، واليهودي الأميركي جيمس روبين.
ويشارك أيضاً في المؤتمر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد شلومو بروم، والبريطانيون بادي آشتون، ودانيل كاوزنشسكي، وروجير إيفانز، وإيان دونكان سميث، وجون سيمبسون، والباحث توم بروكس، إضافة إلى محمد فهمي الذي رفع قضية ضد قناة الجزيرة بعد حصوله على أموال من السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، لدفع نفقات القضية، واعتراف فهمي لاحقاً بصحة ذلك.
ودارت النقاشات في المؤتمر باللغة الإنجليزية، وتضمنها انتقاد من اللورد بادي آشتون للسعودية، وطالب الحكومة البريطانية بالكشف عن التقرير الذي أخفته، بسبب أنه تضمن ما يدين السعودية، بخصوص دعمها وتمويلها للإرهاب.
وناقش الحضور أيضاً السياسة الخارجية لقطر وإيران، ومصادر الاستقرار في المنطقة، وجاء ذلك في ندوة خاصة تحدث فيها دوف زاخيم، وباريا آلمودين.
فيما أثبت مركز لندن للشؤون العامة، في بيان له أمس الخميس، صحة تقاريره السابقة عن المؤتمر، والتي تشير إلى تورط الإمارات ولوبيات صهيونية في أميركا وبريطانيا في تمويل المؤتمر.
وقال المركز إن المتحدثين في المؤتمر، بينهم فقط 3 سياسيين داعمين لإسرائيل من البرلمان البريطاني، والباقية من جماعات الضغط التي شكلتها الإمارات، ومناهضين للإسلام.
واستغرب عدم حضور أي شخص من المواطنين القطريين القائمين في لندن، مؤكداً أن الحضور عدد قليل جداً.
متحدثون صهاينة
وسرد المركز سيرة كل متحدث في المؤتمر، وعلاقته بمناهضة الإسلام، أو اللوبيات الصهيونية، وهم كالتالي:
دوف زاخيم: مواطن إسرائيلي أميركي، عمل مستشاراً سياسياً ومسؤولاً سابقاً في الحكومة الأميركية، حيث شغل منصب وكيل وزارة الدفاع في حكومة جورج بوش (2001-2004) وهو أيضاً حاخام مرموق، وشارك في قطاع الصناعة العسكرية الإسرائيلية، مثل برنامج المقاتلات الإسرائيلية «إياي لافي».
ألان مندوزا: مؤسس ومدير تنفيذي لجمعية هنري جاكسون، هي واحدة من أكثر المنظمات المثيرة للجدل في أوروبا، والمملكة المتحدة على وجه الخصوص، وتعزز انتشار الإسلاموفوبيا في بريطانيا منذ سنوات، وتدار المنظمة من قبل المؤيدين لإسرائيل والمحافظين الجدد، وقد شنّ التنظيم حملات ضد المنظمات الإسلامية في المملكة المتحدة والمساجد والمسلمين، وتمول المنظمة البنك اليميني الإسلاموفوبي، وعمل مندوزا متحدثاً في اللجنة الأميركية للشؤون العامة في إسرائيل، وهي جماعة الضغط الرئيسية المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة.
بيل ريتشاردسون: سياسي أميركي سابق مؤيد لإسرائيل، ومن أشهر تصريحاته في عام 2007: «أنا ملتزم التزاماً راسخاً بأحد حلفاء الولايات المتحدة الأهم والأهم دولة إسرائيل. وطوال حياتي المهنية سأظل أدعم إسرائيل بشكل ثابت».
الجنرال تشارلز تشاك: نائب القائد السابق للقيادة الأوروبية في الولايات المتحدة، وكان والده شخصية مؤيدة لإسرائيل في واشنطن، ويعرف عن تشارلز مقالاته التي تدعو إلى توجيه ضربة عسكرية ضد طهران.
جيمس روبين: المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في عهد بيل كلينتون. وله تصريحات مناهضة للفلسطينيين في الماضي، ويعرف عنه دعم إسرائيل، ويدافع دائماً عن حروب تل أبيب ضد غزة، وأشاد نتنياهو بدوره في دعم الدولة العبرية.
العميد شلومو بروم: شخصية عسكرية إسرائيلية، خدمت في القوات الجوية، واحتلت مناصب عليا. وهو أيضاً باحث مشارك في معهد دراسات الأمن القومي، وأكبر وظيفة له في الجيش الإسرائيلي مدير شعبة التخطيط الاستراتيجي في فرع التخطيط للأركان العامة.
وحظي المؤتمر بتغطية إعلامية من قناة العربية السعودية، وقناة «سكاي نيوز عربي» المملوكة لأبوظبي، إضافة الى قناة «الغد العربي» التي يملكها الفلسطيني المقيم في الامارات محمد دحلان وتمولها أبوظبي.
طرد السفير
إلى جانب ذلك، دعا مركز لندن يوم الأربعاء الحكومة البريطانية إلى طرد السفير الإماراتي سليمان حامد المزروعي من المملكة المتحدة، والتحقيق معه نظراً لمخالفته قواعد الدبلوماسية على خلفية انعقاد مؤتمر يسيء للعلاقات البريطانية القطرية.
وحثّ المركز الحكومة البريطانية على طرد السفير المزروعي في رسالة بعث بها إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وأشار فيها إلى الانتهاكات الصارخة للمعايير والبروتوكولات الدبلوماسية البارزة التي ارتكبتها السفارة الإماراتية في لندن.
وقال المتحدث باسم المركز إنه قد جاء في الرسالة أن «سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في لندن تشارك في تنظيم مؤتمر يهدف إلى تخريب صورة واستقرار الدول الأخرى، وهو ما يشكل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية».