وكالات – بزنس كلاس:
تواصل وسائل الإعلام الدولية الحديث عن الأخطاء والفضائح التي تلاحق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب منذ توليه السلطة فيما يسعى بعض العرب للارتماء في حضنه والاعتماد بـ “سذاجة” مطلقة على التحالف مع رئيس فقد جزء كبير من شعبيته ويمكن أن يواجه العزل في أي لحظة داخل بلاده بحد ذاتها. فقد قال الكاتب والمؤرخ العربي بشير نافع، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ليس في وضع يُحسد عليه. ورغم صعوبة التكهّن بمصيره، فمن المؤكد أن موقفه الداخلي ما زال يضعف، مضيفاً أنه «من السذاجة أن يعتمد بعض العرب والفلسطينيين على رئيس مثل ترمب».
وأضاف الكاتب، في مقال بموقع «ميدل إيست آي» البريطاني، إن الكونجرس وافق بأغلبية كبيرة على عقوبات جديدة ضد روسيا وإيران وكوريا الشمالية في نهاية يوليو، بينما لم يتمكن ترمب من استخدام حق النقض (الفيتو) على مشروع القانون، وأيّد على مضض العقوبات في 2 أغسطس.
وتابع: «إن ترمب وجد نفسه أيضاً في مواجهة أزمة كورية بدون استراتيجية واضحة للتعامل معها؛ لذا فإن فرض هذه العقوبات يقدّم لترمب فرصة الادعاء بأنه يقوم بشيء مفيد».
وتساءل الكاتب: «كيف يمكن لترمب أن يصرّ على براءة روسيا ويدّعي أن فوزه الانتخابي كان مستحقاً، وفي الوقت نفسه يؤيد العقوبات المفروضة في ما يتعلق بالتدخل الروسي، الذي يدّعي النقّاد أنه سبب وصول ترمب للرئاسة؟»
الأكثر أهمية في رأي الكاتب، أنه عندما يقرر الكونجرس اتخاذ قرار بشأن مسألة مهمة في السياسة الخارجية بمعزل عن الرئيس وإدارته، فهي بذلك لحظة من اللحظات النادرة منذ الحرب العالمية الثانية وولادة الدولة الأمنية الوطنية، موضحاً أنه في التقاليد الدستورية الأميركية، يتمتع الرئيس بصلاحيات حصرية لإدارة السياسة الخارجية. ويمكنه اتخاذ قرارات رئيسية دون العودة إلى الكونجرس، بما في ذلك الشروع في عملية عسكرية كبيرة، طالما أنه لا يلجأ إلى إعلان الحرب.
ولفت الكاتب إلى أن القلق حول قضية التدخل الروسي ليس الشيء الوحيد الذي يثقل كاهل ترمب؛ ففي وقت مبكر وخلال الأسابيع القليلة الأولى له داخل البيت الأبيض، أعطى ترمب الانطباع بأنه يعاني من نقص الخبرة. أما الآن، وبعد أكثر من نصف عام في رئاسته، يبدو أن مشكلته أكبر بكثير من مجرد نقص الخبرة، مضيفاً أن استخدامه للغة مبتذلة وكذبه السافر لا يناسب مهمة الرئيس.
ويمضي الكاتب للقول: «هناك دلائل على أن من حول ترمب غير قادرين على السيطرة على هوسه بنفسه، وأيضاً هناك مؤشرات على أن الرئيس يتخذ القرارات دون تفكير أو تشاور أو حساب كافٍ»، مشيراً إلى أنه على مدى 10 أيام فقط في يوليو، استقال مدير الاتصالات في البيت الأبيض شون سبيسر، وأقال ترمب رينس بريبوس رئيس هيئة الأركان في البيت الأبيض، ثم أقال خليفة سبايسر، وأنتوني سكاراموتشي.
كما أشار الكاتب إلى أن هناك اختلافاً واضحاً بين الرئيس ومسؤوليه الإداريين حول اللغة التي يجب أن تُستخدم للتعامل مع أزمة الخليج، مضيفاً أن ترمب يبدو أنه أبرم صفقة مع السعوديين والإماراتيين بشأن قطر دون علم وزيري الدفاع والخارجية أو مدير مجلس الأمن الوطني.