لماذا نعادي قطر.. ناشيونال إنترست: الرياض طردت قاعدتنا العسكرية في 1991 وانتقلنا إلى العديد

نيويورك – وكالات – بزنس كلاس:

بالرغم من الانقسام الواضح الذي تركته الأزمة الخليجة على الإدارة الأمريكية، إلا أن واشنطن تركز على تقوية علاقاتها مع الدوحة في كافة الاتجاهات. فقد قالت مجلة «ناشونال إنترست» الأميركية: «إن النزاع القائم في الخليج الآن لم يتسبب فقط في إطلاق أزمة لها تداعيات جيوسياسة بعيدة المدى، ولكنه كذلك خلق أزمة تهدّد النجاح الرئيسي للسياسية الخارجية في عهد الرئيس دونالد ترمب». وأشارت المجلة إلى أن «الأزمة الخليجية بدأت عندما اخترق قراصنة إماراتيون وكالة الأنباء القطرية وبثوا أخباراً كاذبة على لسان أمير قطر، فيما يخص إيران وغيرها من الحركات العربية والملفات».

وتابعت أن «الأزمة الخليجية أحدثت انقساماً في الإدارة الأميركية حول التعامل معها، فقد أظهر الرئيس ترمب في البداية تأييداً لموقف الإمارات والسعودية، لكنه سرعان ما التزم الحياد بعد نصائح وتوصيات من وزيري خارجيته ودفاعه، اللذين شدّدا على أهمية قطر بالنسبة للأمن القومي الأميركي، وخاصة قاعدة العديد القطرية، الأكبر في الشرق الأوسط».
ويقول خبير شؤون الشرق الأوسط البروفيسور ديفيد دو روشيه، من جامعة الدفاع الوطني: «إن قاعدة العديد هي الأكبر لأميركا في العالم، فبها مدرّجان فاعلان يمكنهما استقبال أية طائرة عسكرية أميركية، فضلاً عن مستودعات الذخيرة والوقود».
وأضاف دو روشيه: «إن القاعدة يرتكز فيها أيضاً المركز المتقدّم للقيادة المركزية للعمليات الأميركية الخاصة والقيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية، بما في ذلك البنية التحتية وعمليات القيادة المعقدة».
وأشار البروفيسور الأميركي إلى أن هذا المجمع العسكري الضخم بُني على مدار 14 عاماً، مُوّل معظمه من جانب الدولة القطرية، في إطار جلب ودّ الصديقة أميركا.
يتابع روشيه: «إنه ومنذ إنشاء قاعدة العديد القطرية عام 2002، قدّرت الحكومة الأميركية كلفة البناء والصيانة بـ 10 مليارات دولار. ويُفهم أيضا أن الحكومة الأميركية قرّرت الانتقال إلى العديد بعد طرد السعودية للقوات الأميركية من قاعدة الأمير سلطان الجوية، التي كانت موجودة بها منذ عام 1991».
ويشرح دو روشيه كيف أن أميركا لن تستطيع التخلي عن قاعدة العديد لما فيها من مزايا، ويُفسر ذلك بأن الحكومة القطرية أعطت واشنطن قدرة غير مشروطة لإدارة العمليات، وتقريباً لم ترفض أي طلب بشن عمليات انطلاقاً من القاعدة منذ إنشائها.
ولفتت المجلة إلى أن قطر فهمت أنها تتعرض لمخطط مدروس من قِبل الإمارات، في شكل حملة دعائية لتقويض صورتها وإضعاف هيبتها، فعملت بشتى الطرق الدبلوماسية وأوفدت مبعوثيها إلى كل العواصم الغربية تقريباً لشرح وجهة نظرها، وتوقيع عدد من الصفقات مع أميركا وإيطاليا.
وتقول «ناشونال إنترست»: «إن توقيع صفقة أسلحة ضخمة بين قطر وأميركا، في خضم الأزمة الخليجية، يشير إلى أن التحالف الاستراتيجي بين قطر والولايات المتحدة يبقى ثابتاً رغم المشاكل التي تتعرض لها قطر».
وأشارت إلى الشراكة العسكرية بين قطر وتركيا، والتي تجلّت في إرسال أنقرة جنوداً إلى قاعدتها في قطر دعماً للدوحة.
وأوضحت «ناشونال إنترست» أن الأزمة الخليجية غيّرت من حسابات قطر الأمنية، فقد دفعت الأزمة الدوحة إلى التركيز على برنامج الأمن القومي الجديد، الذي يهدف إلى تعزيز قواتها الأمنية باعتبار ذلك جزءاً من جهود استراتيجية لدعم الدفاع الداخلي.
وتختم المجلة بالقول بأن الأزمة الخليجية شتّت جهود الولايات المتحدة عن محاربة تنظيم الدولة واحتواء إيران، داعيةً إلى أن تُحل الأزمة عن طريق أطرافها.. وليس بتدخّل من دول أخرى.

السابق
انستقرام تحصل على ميزة الرد على التعليقات بشكل منظم
التالي
علامة فارقة في فئتها.. أودي كيو 3 القادمة في 2019