حينما نتحدث عن جوزيه مورينيو وزين الدين زيدان فنحن نشير إلى اثنان من أبرز الشخصيات في عالم كرة القدم خلال العقود الماضية، زيزو اللاعب الشرس بطباعه والمبدع بأدائه، والمدرب الهادئ والبطل، في مقابل “السبيشل ون” الذي يعد من أكثر الشخصيات في تاريخ كرة القدم إثارة للجدل، ومن أبرع المدرب في الجوانب التكتيكية بل والنفسية على مر التاريخ.
زيدان ومورينيو كما هو واضح شخصان مختلفان تماماً، لكنهما يتشابهان بالشغف اللا متناهي لتحقيق الانتصارات، لذلك كان من الطبيعي أن يعملا سوياً تحت إمرة فلورنتينو بيريز كون كلا الرجلين مقربان من رئيس ريال مدريد، حدث ذلك موسم 11\2012 حينما كان جوزيه هو المدير الفني، وزيدان مدير كرة القدم للفريق الأول.
العلاقة بين الرجلين كانت جيدة والتصريحات فيما بينهم تحتوي على شيء من الغزل الرياضي قبل أن يعملا سوياً، ورغم استمرار الغزل الرياضي بينهما بسبب طبيعة شخصية زيدان الهادئة والتي ترفض الدخول في صدامات مباشرة إلا أن العلاقة الحقيقية خلف الكواليس لا تبدو جيدة، هذا بالضبط ما أشار له الصحفي محمد عواد في إحدى تغريداته قبل مواعد مانشستر يونايتد وريال مدريد.
وربما يتساءل الكثيرون، كيف نفترض أنه يوجد عداوة خلف الكواليس بين زيدان ومورينيو؟ وما سر هذه العداوة إن وجدت؟
الحكاية تعود إلى إبريل عام 2012، أي بعد أشهر قليلة من تعيين زيدان كمدير للكرة، الصحفي خوسيه رامون الشهير في إسبانيا فجر مفاجأة من العيار الثقيل عبر إذاعة كادينا سير حينما وضح رغبة مورينيو بالتخلص من الرجل الفرنسي، الحكاية تعود إلى اختلاف فلسفة الرجلين في عالم كرة القدم.
مورينيو كان ينظر إلى زيدان على أنه شخص هادئ جداً، ولا يدلي بأي تصريحات قوية تساعده في الحرب الإعلامية مع برشلونة، أو حتى في الحرب مع صحف مدريد، أو في انتقاد الحكام، لذلك لم يحقق أسطورة فرنسا المطلوب منه كمدير لكرة القدم من وجهة نظر المدرب البرتغالي، جوزيه كان يريد ببساطة شخص أسوأ منه وأكثر قسوة منه على الصعيد الإعلامي.
هذه الأنباء مرت بهدوء كون ريال مدريد كان يمر بحالة مثالية نهاية موسم 11\2012 حينما هزم برشلونة في معقله كامب نو واستعاد لقب الدوري الإسباني بعد غياب دام 3 مواسم، لكنها اشتعلت مجدداً مع بداية الموسم التالي حينما نشبت خلافات شديدة بين لاعبي الريال ومدربهم مورينيو.
صحيفة ماركا أكدت في سبتمبر عام 2012 بأن زيدان أقصي من وظيفته في ريال مدريد، أو بالأحرى هو انسحب بعد أن شعر بنية مورينيو التسبب في طرده، ماركا وضحت تجنب زيزو التواجد مع الفريق الأول تماماً مما يناقض بالأساس دوره الوظيفي، وأشارت إلى أن المدرب أصبح يتواجد في منشآت أكاديمية النادي لتطوير مهارات الأطفال والشبان.
انسحاب زيدان من الفريق الأول (والذي نفاه مورينيو لاحقاً) يقال أنه أخذ منحنى آخر بعد أن اشتعلت الأزمة داخل غرف خلع الملابس، حيث وقف زيزو بجانب أعداء مورينيو أثناء حديثهم مع الرئيس فلورنتينو بيريز لإيضاح مشاكلهم مع المدرب البرتغالي.
كما ادعت ماركا في تقريرها بأن علاقة زيدان القوية بكريم بنزيما، واهتمامه به، ومحاولة تطوير مستواه، جميعها عوامل سلبية ضايقت مورينيو، كما ضايقت بعض اللاعبين حينها.
طبعاً الحكاية لم تتوقف هنا، زيدان كان له تصريح في يناير 2014 حينما كان مساعداً لأنشيلوتي يعطي دلالات بأنه ليس على وفاق مع مورينيو، طبعاً بعد انتقال الأخير إلى تشيلسي، حيث قال “من المستحيل أن أصبح مساعداً لمورينيو” .
الحرب الباردة بين الرجلين وتراشق التصريحات المبطنة كان واضح أيضاً حينما قال مورينيو في عام 2015 “على فرنسا شكري لأنني قدمت لهم زوما وفاران” القصة هنا بأن زيدان كان هو السبب في انتقال فاران إلى ريال مدريد كما هو معروف للجميع، وليس السبيشل ون.
يبقى كل ذلك مجرد تكهنات وتسريبات صحفية، لا يوجد شيء واضح وملموس بين الرجلين سوى تصريح زيدان في بداية عام 2014 ، لكن ما هو مؤكد أنهما سيكونان عدوان لدودان الليلة في صراعهما لحصد كأس السوبر الأوروبي.