المنافسة حافز إضافي للثبات في الصدارة
القطاع الصناعي المستهلك الأكبر وقطر في قمرة القيادة
70% من الطلب الجديد يتجه إلى إفريقيا
الاعتماد على تكاليف الإنتاج المنخفضة جدا وأنظمة التسليم الفعالة منهج عمل لشركات الغاز القطرية
بزنس كلاس – باسل لحام
يؤكد الخبراء على ان قطرستواصل هيمنتها على سوق الغاز العالمي في السنوات القليلة القادمة، معتمدة على امكانياتها الحالية وقرارها رفع طاقة الانتاج إلى 100 مليون طن سنويا في السنوات الخمس القادمة، دون أن يكون لذلك انعكاس كبير على القادمين الجدد للسوق، فاستحواذ قطر على جزء من الطلب الجديد لن يقصي آليا المنتجين في أستراليا وفي الولايات المتحدة الامريكية وغيرها..
ويرى تقرير وكالة الطاقة الدولية أن القطاع الصناعي حول العالم، سيكون المحرك الرئيس لزيادة استهلاك الغاز الطبيعي، ليحل محل توليد الطاقة بالغاز.
وتقدر وكالة الطاقة الدولية، أن تكون الولايات المتحدة على الطريق، لتحدي أستراليا وقطر من أجل القيادة الدولية بين مصدري الغاز الطبيعي المسال.
ثبات واستمرار
وقال “فاتح بيرول”، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، في البيان، أن المزايا البيئية للغاز الطبيعي، وخاصة عند استبدال الفحم، تستحق أيضاً مزيداً من الاهتمام من طرف صانعي السياسات”.
وطالب اتفاق باريس للمناخ الموقع نهاية 2015، بضرورة خفض الإنبعاثات الكربونية، بالتحول نحو مصادر الطاقة النظيفة والأقل تسبباً بالتلوث.
وأكد أوسوالد كلينيت محلل شؤون الطاقة بشركة بيرنستين ان قطر ستحافظ على مكانتها في سوق الطاقة العالمي من خلال الاستحواذ على جزء من النمو الجديد للطلب على الغاز الطبيعي المسال، والذي يعززه قرارها الذي اتخذ مؤخرا بزيادة الانتاج، حيث ستحافظ قطر على مكانتها الاولى من حيث تزويد السوق العالمية بهذا المنتج الحيوي.
ويؤكد الخبراء على أن الزيادة في الإنتاج ستساهم في تحفيز الاقتصاد المحلي والتنمية الشاملة للبلاد تمشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030. واشار إلى أنه من خلال الزيادة في حجم الانتاج سيضمن استمرار قصة النجاح الاقتصادي المذهل في قطر لسنوات القادمة من خلال النمو الإيجابي والتنمية على المدى الطويل.
طلبات آسيوية
وقالت شركة شل أن الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال سجل نموا يتراوح بين 4٪ و 5٪ سنويا بين عامي 2015 و 2030، مع الطلب القوي القادم بشكل خاص من آسيا. ويستورد أكثر من 34 بلدا حاليا الغاز الطبيعي المسال، وزاد نمو الطلب في عام 2016 بأسرع معدل له في السنوات الخمس الماضية، مدفوعا أساسا بالصين وأفريقيا أيضا.
كما أن العرض ارتفع أيضا من أستراليا والولايات المتحدة في العام الماضي ولكن من وجهة نظر قطر، فإن زيادة العرض العالمي أمر جيد لأنها تساهم في تنمية السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال التي يمكن لقطر من خلالها الاستفادة من مزاياها التنافسية من تكاليف الإنتاج المنخفضة جدا وأنظمة التسليم الفعالة.
وقد فعلت قطر ذلك بالضبط في عام 2016 وحافظت على مكانتها باعتبارها أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم مع أكثر من 30٪ من العرض العالمي. وتخضع نسبة كبيرة من إنتاج الغاز الطبيعي المسال القطري إلى جزء كبير من ترتيبات شراء الإمدادات حتى عام 2021 والتي توفر بعض الحماية للمنتج القطري ضد هؤلاء الموردين الجدد.
سلة تعويضات
وقال بنك قطر الوطني إن قطر ستحافظ على هيمنتها على السوق العالمي للغاز الطبيعي، بالرغم من الزيادة في إمدادات الغاز من أستراليا والولايات المتحدة.
وأوضح البنك في تحليله الصادر، أن حصة قطر من إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية بلغت 30.1%، حيث استحوذت على حوالي 70% من الطلب الجديد في إفريقيا.
ويعوض ذلك تراجع شحنات الغاز إلى اليابان، ورجح البنك أن يتعزز موقف دولة قطر أكثر بقرارها الأخير بشأن زيادة الإنتاج بنسبة 30% على مدى السنوات الخمس إلى السبع القادمة.
وتطرق التحليل إلى بعض التطورات التي يشهدها سوق الغاز الطبيعي المسال، حيث أشار إلى أن بيانات جديدة من قبل شركة “بريتيش بتروليم” قدمت ملخصا لحالة السوق العالمي للغاز الطبيعي المسال في عام 2016.
وأفادت هذه البيانات باستمرار وجود فائض في المعروض بالسوق، غير أن حجم هذا الفائض قد زاد، حيث ارتفعت إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية بنسبة 6.5% مقارنة مع النمو الصفري تقريبا خلال الفترة من 2011 حتى 2015، وزاد نمو الطلب بنسبة 4.2%، وهو أسرع معدل له في السنوات الخمس الماضية.
وبجانب ذلك، تعزز الطلب في كل من الصين وإفريقيا بشكل فاق تأثير تراجع الطلب من اليابان وكوريا الجنوبية، وارتفعت واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال إلى مستوى قياسي بلغ 33%..