جديد وائل كفوري… حنين إلى التسعينيات

عاد المغني اللبناني، وائل كفوري، إلى الساحة الفنية، بعد انقطاع دام ما يقارب ثلاثة أعوام، ليطرح ألبوماً جديداً بعنوان “W”. وبعد ساعات من طرح الألبوم، احتلت ست أغان منه المراكز الستة الأولى في قائمة الأغاني العربية الأكثر تحميلاً، على موقع “أنغامي بلاس”، قبل أن يتم إتاحتها على “يوتيوب” في اليومين الماضيين.

ويضم الألبوم تسع أغاني، وهي: “غدرتيني” و”صرنا صلح” و”خايف” و”جاية عالهدا” و”طريق الفلة” و”كذابين” و”غلطتي بالتوقيت” و”وقت اللي بنساكي” و”هلأ تفقتي”، علمًا بأنَّ الأخيرة سبق لكفوري أن أصدرها في بداية العام كأغنية منفردة.

ويحاول كفوري في ألبومه الجديد أن يعتمد على أسلوب مبتكر من حيث شكل الطرح، فجميع الأغاني أصدرت بنسخ مصورة، على طريقة الـ”فيديو سيشن”، حيث يظهر كفوري في الفيديوهات وحيداً على زورق صغير في عرض البحر، بلقطات وصور جمالية باللونين الأبيض والأسود.

وترافق الفيديوهات كلمات الأغاني؛ ولكن شكل الألبوم واسمه والصور والفيديوهات المرفقة به، لا تبدو متناغمة مع روح الألبوم، فمعظم الأغاني تبدو وكأنها هاربة من حقبة التسعينيات، من حيث التوزيع الموسيقي؛ بل إن بعض الأغاني تستخدم تقنيات موسيقية ابتعدت عنها الموسيقى العربية في السنين الأخيرة.

ففي أغنية “وقت اللي بنساكي”، يستخدم كفوري آلة الكمان للتعقيب على كلمات الأغنية، بنفس الطريقة التي كانت دارجة في مرحلة التسعينيات، على الرغم من أن كلمات الأغنية تبدو أكثر حداثة، فهي مُتشرِّبة بلغة العصر وعناصر الحياة الجديدة التي اقحمتها “السوشيال ميديا”، فيرد بالأغنية: “وقت اللي بنساكي مزبوط وبطل على صورنا فوت”.

 

ويغلب على الألبوم الطابع الرومانسي من حيث الكلمات والأداء، فمعظم كلمات الأغاني عاطفية وحزينة، وترافقها موسيقى إيقاعية سريعة تكسر برود الكلمات. فالتوزيع الموسيقي في الألبوم يعتمد على الإيقاعات والآلات الشرقية بالإضافة لآلة الكمان، مما يجعلنا نشعر بأن كفوري انسلخ تماماً عن النمط الموسيقي الذي اختاره منذ بداية الألفية الجديدة، حين اعتمد على الموسيقى الكلاسيكية، وعلى الدمج بين الموسيقى الشرقية والغربية؛ فالألبوم الجديد يبدو شبيهاً بأغاني كفوري في بداياته، ولا سيما أنه عاد في بعض الأغاني ليستخدم مقاطع بطيئة أشبه بـ”المواويل” في افتتاحيتها، كما كان يفعل في ألبوماته الأولى.

فعلى ما يبدو، يرغب وائل كفوري في ألبومه الجديد في أن يستعيد بعضاً من أمجاد الماضي، وذلك ما يفسر الاعتماد المبالغ فيه على التوزيع الموسيقي الذي يبدو قديماً ومكرراً في بعض الأغاني، وذلك ما يفسر أيضاً استخدامه لمقطع من أغنية “لو حبنا غلطة” التي قدمها كفوري سنة 2009 كأغنية منفردة، ضمن أغنية “هلأ تفقتي”. ولكن الواضح تماماً أن كفوري ليس بحاجة لتذكير الناس بماضيه الفني للترويج لنفسه، فنجاح الألبوم من الناحية التسويقية، رغم المستوى الفني المتوسط، يثبت أن كفوري لا يزال أحد أبرز نجوم الغناء في العالم العربي حتى يومنا هذا، وأنّه قادر على تحقيق نسب استماع عالية على الرغم من الثقوب والثغرات في ألبومه الجديد.

 

 

Previous post
لجأ لراقصة في كليبه الأخير.. انتقادات لهاني شاكر بعد تخليه عن شعار “الفضيلة”
Next post
نجومٌ بدؤوا التحضير لموسم رمضان المقبل