كوكبنا يتغيّر: الموز.. الرمال.. السردين.. والموسيقى.. سيختفون من حياتنا قريباً!

يهيمن البشر أفراداً ومؤسساتٍ وحكومات على كوكب الأرض، مزيحين أي عائق يقف في وجه مصالحهم، إذ يستنفذون موارده ويستهلكون ثوراته بصورة مرعبة نتيجة التطور.

اعتماد البشر الهائل على الموارد الطبيعيّة لن يدوم لفترة طويلة، إذ بدأت صفارات الإنذار بالطنين، وخصوصاً مع اقتراب نفاد الكثير من الموارد التي كنا نظنها لا تنضب، إذ من الممكن أن نستيقظ يوماً لنكتشف أنا فقدنا أشياءً اعتدنا استخدامها.

 

1- الموز
تعتبر أمريكا اللاتينيّة من أكبر البلدان التي تزرع الموز في العالم، فهي مسؤولة عن حوالي 70% من الإنتاج العالميّ، ويعود تاريخ استهلاك البشر للموز إلى 10 آلاف عام.

يذكر أن الموز الذي نتناوله حالياً ينتمي لفصيلة واحدة، تتم زراعتها في مختلف أنحاء العالم، ومؤخراً انتشر فطر باسم “العِرق الاستوائي 4” الذي يهاجم أشجار الموز ويمنعها من امتصاص الغذاء من التربة.

حتى الآن، لم يتم إيجاد مبيد له، وهو ينتقل بسهولة عبر الهواء واللمس المباشر، وقد انتشر في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط ووصل إلى أمريكا الجنوبيّة.

وربما إن لم يتم القضاء عليه، فعلينا أن نجد فصيلة أخرى من الموز، كون يعدّ غذاءاً أساسياً في العديد من الدول.

 

2- الموسيقى الجديد
يحتوي موقع غراسنوتس على 130 مليون أغنية من أنحاء العالم، ويستغرق الاستماع لها كلها 1200 عاماً، مع ذلك ما زال أمامنا الكثير من الموسيقى الجديدة، إلا أن المشكلة تكمن بأن الأذن البشريّة لها استطاعة محددة، أي أنها مصممة لسماع طيف محدد من الأصوات ومع الأخذ بعين الاعتبار عدد النوتات الموسيقية وتقنيات الإنتاج والدمج الموسيقي، نكتشف أنه في لحظة ما من المستقبل لن يكون هناك موسيقى جديدة للاستماع لها، بحيث نكون قد استنفذنا كبشر كلّ الاحتمالات لخلق موسيقى جديدة.

 

3- النبيذ
يؤدي الارتفاع الدائم لدرجات الحرارة الدائم، أدى إلى تناقص كبير في مساحات الأراضي الصالحة لزراعة العنب، وهذا التناقص سنرى نتائجه عام 2050، فزراعة العنب تحتاج إلى برودة في الشتاء وحرارة في الصيف، وأماكن مثل بوردو وتوسكني والأرجنتين وغيرها لن تعود صالحة لزراعة الكروم، هذا ما يعني انخفاض الإنتاج العالمي بنسبة تتراوح بين 70 و 75 بالمئة، هذه الآثار بدأت بالظهور حالياً، إذ انخفضت نسبة الإنتاج عام 2014 بمقدار 4 بالمئة.

ما يثير الاهتمام أنه بسبب هذه التغيرات المناخيّة ستصبح أماكن أخرى صالحة لزراعة العنب أكثر من الأماكن المعهودة، كألمانيا وهولندا ووسط الصين وتازاميا، إلّا أن محاولة نقل هذه الزراعة إلى مكان آخر قد يؤدي إلى مشكلات كثيرة، منها أن أغلب هذه الأراضي إما بريّة أو مزرعة بنباتات أخرى وقد تؤدي زراعة الكروم فيها إلى انقراض سلالات محددة من الحيوانات أو النباتات.

 

4- الهليوم
يغادر الهليوم كوكبنا بصورة دائمة، كونه خفيف ويسهل انتقاله إلى خارج الغلاف الجويّ، وتكمن خطورة نفاذ الهليوم أنه يستخدم في عمليات الِلحام وماكينات التصوير الطبقي المحوري إلى جانب دوره في صناعة السيليكون.

سبب هذا النقص أيضاً أن احتياطي الولايات المتحدة من الهيليوم كان يباع بثمن رخيص حتى العام 2015، هذا ما أدّى إلى ارتفاع ثمنه الآن كوننا سنضطر إلى إنتاجه صناعياً، ما يعني ارتفاعاً هائلاً في أسعار الخدمات الطبيّة والصناعيّة.

 

5- النّحل
يُظن أن النحل موجود على كرتنا الأرضية منذ حوالي 146 مليون عاماً، إلا أن أشهر أنواع النخل والمعروفة بالنسبة لنا هي نحلة العسل الأوربيّة، والتي تم تدجينها منذ عام 1000 قبل الميلاد في مصر، وقد انتشرت بعدها في كل أنحاء العالم بسبب عسلها والشمع الذي تنتجه حالياً يواجه النحل مشكلة إثر مُتلازمة أصابته، تسمى بـ “متلازمة انهيار المستعمرة”، التي قضت على حوالي 36% من النحل في الولايات المتحدة لوحدها، ولم يحدد العلماء إلى الآن سبب هذه المتلازمة، فالأسباب تتنوع بين الأوبئة والتلوث بالأمواج الكهراطيسية والإشعاعات.

اختفاء النحل لا يعني فقط أننا لن نأكل العسل بعد الآن، فالأخطر هو أن النحل مسؤول عن تلقيح حوالي ثلث نباتات العالم، ما يعني أزمة غذائيّة عالميّة.

 

6- النظائر الطبيّة
تُستخدم هذه النظائر المشّعة في اكتشاف سرطان الدماغ والعظام وأمراض الكلية، وهي تُستخدم من قبل 70 ألف شخص يومياً، إذ تترك ورائها أثراً مُشعاً يُساعد الأطباء على اكتشاف الأورام المختلفة، وعام 2009 تم إغلاق مفاعلين مسؤولين عن إنتاج هذه النظائر لإصلاحهما، كما أن المفاعل الكندي “نهر الطبشور” المسؤول عن إنتاج ثلث الكمية المتداولة حالياً أغلق عام 2016، ما جعل المجتمع العلميّ قلقاً تجاه هذا النقص الحاد، بالرغم أن الكثير من الشركات الطبيّة تحاول إيجاد حل، إلا أن تناقص وغياب هذه النظائر يعني أن الكثيرين لن يحصلوا على التشخيص الطبي الملائم، إلى جانب تعرضهم للكثير من الإشعاعات الضارة إثر لجوء الأطباء إلى تقنيات قديمة في التشخيص.

 

7- الكافيار
يعتبر الكافيار من أغلى أنواع الطعام، وهو عبارة عن بيوض سمك يعيش في البحر الأسود وبحر قزوين، والأسماك التي تنتجه تعيش لأكثر من 100 عام، هذه الأسماك مهددة الآن بالانقراض نتيجة التلوث والصيد المجحف لها.

وبالرغم من القيود التي وضعت على اصطياد الكافيار وتصديره، فإنه ما زال منتشراً بأسعار خياليّة في السوق السوداء ، لكن حقيقة اختفاء الكافيار لن يؤثر إلا على ذوق الأغنياء ولائمهم الفخمة.

 

8- السردين
نتيجة الصيد الجائر وارتفاع حرارة القسم الشمالي من المحيط الهادي منذ التسعينات، انخفضت أعداد السردين بشكل هائل. فهذه الأسماك تتأثر بالتقلبات المفاجئة لدرجة الحرارة، ففي العام 2013 كانت شباك صيد السردين في المحيط الهادي فارغة.

وبالرغم من القوانين والتشريعات التي وُضعت من أجل ضبط عمليات الصيد إلى أن الخطر ما زال قائماً وخصوصاً أن هذا التناقص يؤثر على النظام الحيوي المائي بأكمله كون السردين أيضاً غذاء للعديد من الأسماك الأخرى.

 

9- الرمال
يواجه كوكبنا الآن أزمة حقيقية متعلقة بتناقص كميات الرمال، نتيجة ارتفاع منسوب البحار إثر العواصف، وما يقوم به البشر من استجرار لهذه الرمال، فحوالي 70% من شواطئ العالم تقارب على الاختفاء.

تكمن خطورة اختفاء الشواطئ الرمليّة أن الرمال التي فيها تستخدم في عمليات البناء، كون حبيباتها أقل قسوة من رمال الصحراء، و هذا الانخفاض الواضح بكميات الرمال يؤثر حالياً على عمليات العمران التي قد تواجه مشكلة كبيرة في حال تلاشت الشطآن الرملية.

 

ripe banana bunch hanging in the farmers market
Honey Bee on Pea flower, Muogamarra Nature Reserve Australia
NEW YORK, NY – JUNE 26: Caviar are displayed at the Annual Summer Fancy Food Show on June 26,2017 at the Javits Center in New York City. (Photo by Eduardo Munoz/VIEWpress/Corbis via Getty Images)
Fresh sardines. Fish with vegetables. Mediterranean fish on plate
السابق
يسكنون الغابات منذ 5 آلاف سنة ووصلهم الإسلام قبل 13 سنة فقط .. هل تعلم أين يعيش أقصر شعوب العالم؟
التالي
ساعات لجدران المطبخ