واشنطن – قنا – وكالات:
التقى سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية، في واشنطن أمس الثلاثاء 25 ، سعادة السيد بول رايان رئيس مجلس النواب الأمريكي، وسعادة السيد كيفن مكارثي زعيم الأغلبية بمجلس النواب.
كما التقى سعادته أعضاء من مجلسي الشيوخ والنواب وممثلي اللجان المختلفة في الكونغرس الأمريكي، كل على حدة.
وأطلع سعادة الوزير المسؤولين خلال اللقاءات على مستجدات الأزمة الخليجية وكافة الإجراءات غير القانونية التي اتخذت ضد دولة قطر.
كما ناقشت اللقاءات دور الوساطة الكويتية والجهود الأمريكية والدولية لحل الأزمة.
وفي سياق متصل، أعرب وزير الخارجية عن أسفه لاستمرار الأزمة الخليجية لمدة تقترب من شهرين، بعد أن قامت أربع دول عربية بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية وفرض حصار ضد دولة قطر في الخامس من شهر يونيو الماضي. وأكد سعادته، في حديث مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في واشنطن، أن دولة قطر حريصة على اتباع نهج الحوار من أجل حل الأزمة الخليجية، لكنه أوضح أنها «ضحية للتنمر الجيوسياسي» من البلدان المجاورة التي تريد استسلام السيادة القطرية.
وأضاف أن الدول الأربع ليس لديها الحق في فرض مثل هذه الإجراءات ضد أي بلد، مشيراً إلى أنه إذا لم تتم محاسبة الدول المحاصرة لقطر على تصرفاتها غير القانونية، فإن هذا الأمر سيشكل سابقة غير صحية للبلدان الصغيرة في أماكن أخرى من العالم.
ونوه سعادته بأن هذه الأزمة تشكل خطراً كبيراً على النظام العالمي، وليس على قطر وحدها، لافتاً إلى أن دولة قطر علقت في صراع «لا أساس له من الصحة، ومدعوم بمعلومات مضللة»، ويشمل ذلك المحفز المبدئي للأزمة ألا وهو اختراق دولة الإمارات لوسائل الإعلام القطرية، بحسب ما ذكره محققون أميركيون. وقال سعادة وزير الخارجية إن أي شخص يقرأ المطالب التي قدمت لقطر سيجد أنه من المهين أن تستسلم دولة ذات سيادة لمثل هذه القائمة من المطالب.
وشدد سعادته على أنه لا يوجد أي خط جوهري في تعامل دولة قطر مع الأحزاب السياسية مثل الإخوان المسلمين، مضيفاً أن دول الخليج الأخرى لها علاقات خاصة بها مع حركة «حماس» والجماعات الإسلامية الأخرى، مؤكداً أن قطر تعمل على كبح تمويل الجماعات الإرهابية المتطرفة في المنطقة، كما أنها تنسق جهودها في هذا الإطار مع الولايات المتحدة.
وبالنسبة لمطالب الدول الأربع، قال سعادته إنه لا يفهم رغبة دول الحصار في معالجة الخلافات مع قطر عن طريق الحصار وانتهاك القانون الدولي والمعايير الدولية. كما ركز سعادته على أنه ليس هنالك علاقة استثنائية تجمع بين قطر وإيران، مشيراً إلى أن حجم التجارة الثنائية بين الإمارات وإيران كانت أكبر من مثيلتها مع قطر، وهو ما يدل على «انتهازية» بعض جيران قطر.
وأضاف أن المسألة لا تتعلق بالإرهاب، بل إنها تعكس كيف تقوم الدول الأربع بوصف خصومها السياسيين بأنهم إرهابيون.
وأشار سعادة وزير الخارجية إلى أنه على اتصال وثيق بنظيره الأميركي السيد ريكس تيلرسون، كما قلل من أي خلاف محتمل قد يكون قائماً بين تيلرسون والرئيس الأميركي دونالد ترمب حول الأزمة الخليجية.
وفي لقاء مع قناة الجزيرة حدد سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية مبدأين، قال إن على دول الحصار أن تحترمهما قبل أن تدخل دولة قطر في حوار معها.
وأوضح سعادته أن المبدأ الأول هو احترام سيادة الدول والقانون الدولي، أما الثاني فهو أن ينتج عن الحوار التزامات تبادلية تلزم جميع الأطراف المعنية بالأزمة، معبراً عن أسفه للاتهامات التي تكال لبلاده من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات دون أي دليل.
وفي هذا السياق رفض سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اتهام أبوظبي للدوحة بالوقوف وراء مقتل جنود إماراتيين في اليمن، وأضاف أن الرواية الإماراتية في هذا الإطار جاءت متناقضة ومرتبكة منذ اليوم الأول لسقوط الجنود الإماراتيين هناك.
وقال إن المواطن السعودي عبد العزيز المقرن الذي قتل أثناء تنفيذه عملية إرهابية في السعودية لم يمنح الجنسية القطرية يوماً، ولم يدخل الأراضي القطرية، موضحاً أن التنسيق الأمني القطري مع السعودية الذي توقف مع اندلاع الأزمة الأخيرة أنقذ السعودية من هجمات إرهابية عديدة.
ورفض اتهام الإمارات للدوحة بأن لديها حساباً في المصرف المركزي القطري بقيمة 300 مليار دولار لتمويل الإرهاب.. داعياً دول الحصار إلى الترفع عن مثل هذه الاتهامات، مشيراً إلى أن خلاف دول الحصار مع قطر يفتقر إلى عقليات ناضجة لإدارته.