السعودية – بزنس كلاس:
في واحدة من أقسى صور الحصار الذي فرضته السعودية ضد قطر استهداف الرياض بشكل منفر حتى للحيوانات لمجرد أن اصحابها قطريين ليتركوها بكل دم بارد في الصحراء الواسعة من أجل أن تنفق وتموت فقط لإحداث أكبر ضرر بحق القطريين فيما تدعي الرياض أنها فرضت إجراءاتها الجائرة ضد الدولة القطرية ولم تستهدف بها الأفراد أو ممتلكاتهم.
لقد رأفت الأقدار بالطير والأنعام والحرث في تلك المنطقة المنعزلة من الصحراء فانبجست عين تنضح بما يجري يجذب إليه حتى الغزلان التي تنفر من كل حركة أو صوت. ولعل من سخرية القدر أن يكون المكان الذي شهد هذه الرحمة الإلهية مسرحا لقسوة حصار وإجراءات بشرية لم يتضرر منها الإنسان فحسب بل شملت قطعانا من آلاف الإبل وغيرها من المواشي.
هكذا كانت هذه النقطة الحدودية في اليوم التالي من فرض الحصار على قطر.
عشرات المواطنين القطريين يبحثون وسط الإبل والنوق الهائمة عن حلالهم.
يقول عبد الهادي إنه لم يستطع الصوم آنذاك بسبب الإجهاد الذي ترتب عن عملية البحث عن نياقه التي استمرت أياما طويلة قبل أن يكتشف أن بعضها قد نفق.
أما خاله الثمانيني فلم يتمالك عبرته وهو يحكي عما خلفه قرار الحصار من جرح في النفوس وهو الصادر عن أقرب المقربين كما يقول.
في طريق العودة الطويلة والمرهقة حتى للإبل المعروفة بصبرها وجلدها بعد طردها من المراعي السعودية نفق آلاف منها كما أبلغ عن فقد مئات أخرى لم يعرف مصيرها حتى الآن.
دخلت الإبل أو بعضها على الأقل لكن رغم ما أصاب القوم في أموالهم وماشيتهم وحصرتهم على ضياع مصالحة يحول بينها وبينهم ظلم الجار تبقى جلسات المسامرة وتبادل الأخبار والاستمتاع بالبر مستمرة هنا.
وهم على يقين أن مثل هذه الجلسات تستمر أيضا على الضفة الأخرى للحدود التي وإن أغلقها الحصار فإن الشعوب باقية على تقاليدها وعهدها وأن هذا الحصار طال أم قصر لا يلزم إلا من اتخذ القرار بفرضه.