بزنس كلاس – خاص:
كان واضحاً منذ اليوم الأول للأزمة المفتعلة مع قطر أن القضية ليس لها أي علاقة بكل ما طبل وزمر له إعلام دول الحصار. وعند تقديم “مطالبهم” التي صاغوها على عجل بعد “البهدلة” الأمريكية، كان واضحاً تراجعهم عن ما سموه تهمة “دعم الإرهاب” باستبعاد ذكر “حماس” من مطالبهم رغم أنهم ذكروا اسمها بصراحة قبل ذلك وتوجيه نيران حقدهم على الهدف الحقيقي لحملتهم المتمثل بشبكة الجزيرة الإعلامية ودور دولة قطر الرائد في المنطقة والعالم.
طبعاً الجزيرة كانت ولا زالت، الغصة المؤلمة في نفوس كثيرين من العرب لأنها الوحيدة التي تجرأت على الحديث بصراحة ومواجهة الحقائق عارية كما هي ليس لأنها قناة فضائح كالنسخ التي حاولت تقليديها من “العربية” إلى سواها، بل لمعرفة الحقيقة والعمل على خلق واقع عربي يستحق أن نكافح من أجله ومن أجل عالم أفضل نعيش وابناءنا فيه. لذلك كان لا بد من كتم صوت “الجزيرة” وتغييبها كما حدث في كل زمان عربي. ولأنها عصية على التغييب، فقد وجه الإعلامي السوري والمذيع بقناة “الجزيرة” الدكتور فيصل القاسم رسالة غير مباشرة للكاتب الصحفي السعودي ومدير قناة “العربية” السابق، عبد الرحمن الراشد، وذلك بعد تنكر الأخير بأنه طالب بإغلاقها لأنها فقدت أهميتها.
وقال “القاسم” في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” رصدتها “وطن”:” بما ان قناة الجزيرة فقدت أهميتها ومصداقيتها كما تزعمون، فلماذا تتكالبون على إغلاقها؟ مطحاش بن شرقوب الزنقوحي الرابع عشر”.
وكان “تويتر” قد شهد أمس الأربعاء، سجالا بين مدير “الجزيرة” ياسر أبو هلالة ومدير “العربية” السابق، عبد الرحمن الراشد، بعد مطالبة الاخير بإغلاق قناة “الجزيرة” في مقال له نشرته صحيفة الشرق الأوسط.
وردا على انتقاد “أبو هلالة” له، زعم “الراشد” بأنه لم يطالب بإغلاق قناة “الجزيرة” لأنها فقدت أهميتها، وهو ما ثبت عكسه، ليتضح بأنه طالب بشكل صريح بإغلاقها عبر مقاله الذي هدد فيه قطر بمصير من كانوا في “ميدان رابعة” العدوية في مصر.