ويقول بونيفاس في تصريحات إلى “العربي الجديد”: “نعلم أن السعودية والإمارات والبحرين قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وفرضت حصاراً عليها، بزعم أنها تدعم الإرهاب، وأن التوتر قوي جداً وتردي الوضع في المنطقة سيكون سلبياً جداً، ليس فقط على الدول المعنية، بل على العالم أيضا”.
ويشدّد على أنّه “بسبب العلاقات التي تربطنا بهم، فإن قرار الحصار هو قرار خطير، وأكثر أهمية من قطع العلاقات الدبلوماسية، التي لم تدخل حيز التطبيق منذ زمن بعيد في العلاقات الدولية”.
ويتساءل “ما هو أصل الصراع بين السعودية وقطر؟”، قبل أن يضيف “هناك جذور بعيدة جداً، والتناقض في أن البلدين على المذهب السني، كما أن البلدين يعتنقان الوهابية”، مشيراً إلى أن “قطر دائماً ما أرادت أن تتميز عن الجار الأكبر مساحة والأكثر قوة، ولهذا فقد انتهجت سياسة مختلفة لكي تكون موجودة في المشهد، وهذا ما يزعج السعوديين بشكل عميق، لأنهم يعتقدون في بعض الأحيان أن قطر امتداد بديهي لمملكتهم”.
ويتحدث الخبير الفرنسي عن الدور الذي قامت به قطر في الربيع العربي، والإزعاج الذي تسببت به قناة الجزيرة، إذ يلفت إلى أن “قطر ومنذ 20 عاما تقدم المبادرات، لكي تكون موجودة مقابل السعوديين الذين يرون هذا الأمر نوعاً من التحدي لهم، بهذا المعنى، فقد أطلقت قطر، قناة الجزيرة التي تزعج دول الخليج، وساندت الربيع العربي ومختلف الثورات، في حين أن دولا خليجية كانت ضدها”.
وتطرق كذلك إلى جملة من الاختلافات بين كل من السعودية وقطر، إذ “تساند الأخيرة الإخوان المسلمين، بينما تعتبر السعودية أن الإسلام السياسي نوع من الانحراف، ومعركة يجب خوضها، غالبا ما يرون فيها تهديداً، وكذلك فإن السعوديين يلومون قطر لعلاقاتها الدبلوماسية مع إيران، لأنهم يرون فيها تهديدا وجوديا”.