أشاد عدد من رجال الأعمال القطريين بنتائج الزيارة التي نظمتها غرفة قطر إلى سلطنة عمان وشارك فيها نحو 140 من رجال الأعمال القطريين، مشيرين إلى أنه تم خلال هذه الزيارة توقيع العديد من العقود بين الجانبين والتي تتمثل في توريد السلع والمواد الغذائية والمواد الأولية إلى السوق القطري على المدى الطويل، إضافة إلى توقيع تفاهمات لعقد شراكات تجارية واستثمارية بين الجانبين.
شراكات فاعلة
وفي هذا السياق، قال سعادة الشيخ نواف بن محمد بن جبر آل ثاني عضو مجلس إدارة غرفة قطر إن الغرفة أثبتت جدارتها خلال هذه الأزمة وبأنها بيت التجار بحق، مشيدًا بالخطوات التي اتخذتها الغرفة في عدم المساس بمصالح أصحاب الأعمال القطريين والشركات المحلية، ودورها في مخاطبة الجهات الرسمية في الدولة لتذليل أي عقبات تواجه القطاع الخاص خلال هذه الفترة.
وعن زيارة سلطنة عمان، أشار إلى أن الزيارة كانت موفقة بكل المقاييس، حيث التقى الوفد القطري والذي تجاوز الـ140 من أصحاب الأعمال القطريين، نظرائهم في عمان وتباحثوا حول أفضل الآليات التي يمكن تبنيها لزيادة حجم التعاون بين القطاع الخاص في البلدين الشقيقين.
أسواق جديدة
ومن جانبه، قال سعادة الشيخ نواف بن ناصر آل ثاني إن العلاقات المتميزة التي تربط بين دولة قطر وسلطنة عمان سوف تنعكس إيجابيا على آفاق تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين القطاعين الخاص في البلدين الشقيقين، مؤكداً أن الزيارة التي نظمتها غرفة قطر إلى سلطنة عمان اطلعت التجار القطريين على المنتجات العمانية بشكل عام، خاصة أنه كان هناك معرض أقامه الجانب العماني لكثير من منتجات الشركات العمانية وقد ساعد على تعريف أصحاب الأعمال القطريين على هذه المنتجات وإبرام صفقات ناجحة بين الشركات القطرية والعمانية.
وأعرب عن سعادته بهذه الزيارة والتي قال إنها أكدت بأن الاقتصاد القطري لا يتأثر بهذه الأزمات، وأثبتت أن قطاع الأعمال القطري واع ومرن ومتنوع ويتكيف مع أي ظروف استثنائية بكل أريحية ونجاح.
بدائل ناجحة
ومن جانبه قال رجل الأعمال وعضو مجلس إدارة غرفة قطر السيد راشد بن حمد العذبة إن الزيارة التي نظمتها الغرفة إلى سلطنة عمان أسهمت في التعريف بمناخ الاستثمار والأعمال في هذا البلد الطيب، مشيراً إلى أن الوفد لمس ترحيباً كبيراً من جانب العمانيين ورغبتهم في تعزيز التعاون مع الجانب القطري.
وأكد أن الهدف من الزيارة كان واضحًا وهو إيجاد بدائل لاستيراد المواد الغذائية ومواد البناء والمواد الخام وغيرها، منوهًا أن عمان أكدت مساندتها ودعمها لدولة قطر منذ بداية المقاطعة الخليجية، وهو أمر ليس جديدًا على سلطنة عمان والتي تكن لها دولة قطر قيادة وشعبًا كل تقدير واحترام.
عقود توريد
وقال رجل الأعمال الشيخ نواف بن جبر آل ثاني إن هذه الأزمة الخليجية كشفت عن قوة ومتانة الإقتصاد القطري وإنه يتمتع بقدر من المرونة والتكيف لتجاوز أي عقبات أو أزمات، مشيدًا بدور الحكومة القطرية في سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجاوز أي نتائج ممكنة نتيجة هذه الخطوات غير المسبوقة.
وأشاد بدور غرفة قطر والذي اتضح جليًا خلال هذه الأزمة، مشيراً إلى أنها انطلاقًا من دورها في حماية وتمثيل القطاع الخاص القطري سارعت إلى عقد لقاءات موسعة مع المسؤولين وأنشأت لجان أزمة ونظمت وفد أصحاب الأعمال لزيارة سلطنة عمان معربًا عن سروره بهذه الزيارة والتي قوبلت بترحيب كبير من جانب الأشقاء في عمان.
وأكد أنه خلال الزيارة تم بحث الكثير من الأمور، كما تم عقد الكثير من اللقاءات الثنائية بين أصحاب الأعمال من الجانبين في كافة المجالات والقطاعات، كما تم عقد الكثير من الصفقات التجارية لتعويض أي تأثير نتيجة وقف الاستيراد من دول المقاطعة.
مواد البناء
ومن جانبه قال المهندس عيسى الحمادي الرئيس التنفيذي لشركة قطر للمواد الأولية إن زيارة وفد رجال الأعمال القطريين إلى سلطنة عمان كانت ناجحة بكل المقاييس، لافتا إلى أن شركة قطر للمواد الأولية لا تقوم بالتوريد للسوق القطري بشكل مباشر وإنما من خلال رجال الأعمال القطريين، وكشف بأنه خلال الزيارة إلى مسقط تم توقيع عقود توريد بين رجال أعمال قطريين وعدد من اصحاب الكسارات في سلطنة عمان لتوريد مادة الجابرو إلى السوق القطري، لافتا إلى أن رجال الأعمال القطريين بذلوا جهودا كبيرة لاختيار أفضل الكسارات من حيث جودة المنتج.
وقال الحمادي إن العقود التي تم توقيعها تشمل توريد نصف مليون طن من مادة الجابرو، منوها بأن أول سفينة محملة بالشحنة الأولى من مادة الجابرو سوف تصل إلى قطر اليوم، وسوف تتبعها ست سفن أخرى لاحقا.
وأشار إلى أنه تم التباحث في استثمارات رجال الأعمال القطريين في الكسارات في بسلطنة عمان، وقال إن هذه العقود والاستثمارات سوف تكون على المدى الطويل، فهي ليست حلولا مؤقتة للأزمة الخليجية، وإنما سوف يستمر الاستيراد من سلطنة عمان بشكل مستمر، منوها بأن واردات الجابرو من سلطنة عمان سوف تلبي احتياجات السوق القطري دون الحاجة إلى الاستيراد من الفجيرة والتي كانت المورد الرئيسي للسوق القطري.
وشدد الحمادي على أن شركة قطر للمواد الأولية لديها مخزون إستراتيجي من مادة الجابرو يزيد على 14 مليون طن ويكفي لجميع احتياجات المشروعات في قطر لمدة سنة كاملة، لافتا إلى أنه منذ العام 2014 قام بوضع خطة إستراتيجية للشركة تتضمن بناء هذا المخزون الإستراتيجي من مادة الجابرو، وتنويع مصادر استيراد هذه المادة.
وقال إن وضع الشركة مريح للغاية مع وجود هذا المخزون ومع التعاقدات الجديدة في سلطنة عمان، حيث إن الشركة لديها ما يكفي لاحتياجات جميع المشروعات بما فيها مشاريع الريل ومونديال 2022 وهيئة الاشغال العامة، إضافة إلى مشروعات القطاع الخاص.
التبادل التجاري
ومن جهته أشاد الكابتن عبد الله الخنجي، الرئيس التنفيذي للشركة القطرية لإدارة الموانئ “موانئ قطر” بنتائج الزيارة التي قام بها وفد رجال الأعمال القطريين إلى سلطنة عمان، منوها بأن الصفقات والاتفاقيات التي تم توقيعها خلال الزيارة سوف تعزز من التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن تدشين الخطين الملاحيين الجديدين بين ميناء حمد وكل من مينائي صحار وصلالة في سلطنة عمان، سوف يكون له دور كبير في تعزيز حركة التبادل التجاري بين البلدين، وسوف يسهم في توقيع مزيد من العقود بين رجال الأعمال القطريين ونظرائهم العمانيين لتعزيز حركة تبادل السلع بين البلدين.