بعد تراجع مستوى أداء فريق برشلونة في الآونة الأخيرة ، أصبح لابد من البحث عن حلول لكي يستطيع الفريق الاستمرار في المستقبل بأفضل طريقة ممكنة ، سواء كان ذلك على مستوى أسلوب اللعب أو على مستوى اللاعبين ، بحيث أصبح واضح جدا تراجع مستوى أسلوب لعب البارسا كفريق ، ومستوى اللاعبين الفردي أيضا ، وسنلقي الضوء هنا عن أحتياجات البارسا للمستقبل على مستوى أسلوب اللعب واللاعبين.
– أسلوب اللعب
ما هو أفضل خيار لبرشلونة لأسلوب اللعب؟ لا يمكن لأحد أن يقلل من قيمة وأهمية الكرة الشاملة وما حققه كلا من أياكس وبرشلونة بسبب تطبيق هذه الفلسفة العبقرية ، ولكن الكرة الشاملة كفكر عندما طبق في كل الاندية التي لعبت به لم يستمر أكثر من خمس سنوات ، حيث يستمر الفريق لمدة خمس سنوات أكثر أو أقل في القمة ، وتحقيق بطولات كثيرة ومن ثم يبدأ في التراجع ولا يعود سريعا إلى أن يتم البناء على نفس الفلسفة مرة أخرى ، والتعاقد مع مدربين يطبقون نفس الفلسفة ، ولنا في تعاقد أياكس وبرشلونة مع كلا من كرويف وفان خال مثال على تطبيق نفس الفكر مع تباعد الفترة .
والكرة الشاملة منذ نشأتها والجميع يعلم أنها تعتمد كلية على لاعبين لديهم القدرة على تطبيق هذه الفلسفة ، وبالتالي عندما يتركوا الفريق أو يعتزلوا ينتهى كل شئ خاص بهذا الفكر ، وهذا ما حدث سابقا مع كلا من أياكس وبرشلونة ، بالأضافة إلى صعوبة إيجاد لاعبين لديهم القدرة على تطبيق نفس الفلسفة لكي يتم التعاقد معهم ، وتعاقدات البارسا الأخيرة أفضل دليل على ذلك ، كما أن أستمرار الفريق على نمط معين من الآداء دون إحداث تغيرات أو مفاجات يجعل الخصوم يحفظون أسلوب لعب الفريق عن ظهر قلب ، كما أنهم لا يمتلكون مرونة تكتيكية عالية كبيرة ، حيث يتم في الآونة الأخيرة في البارسا حدوث ثغرات واضحة جدا عندما يتم تغيير طريقة اللعب .
ولذلك أفضل أن يعتمد البارسا أسلوب الكرة المباشرة بنمطها الطبيعي ، مع أستخدام تكتيكات لعب قوية مثل الضغط والاستحواز ، بحيث يمتلك الفريق مرونة تكتيكية عالية جراء ذلك ، كما أنه سيتمكن من إيجاد لاعبين كثر لديهم القدرة على التكيف مع أسلوب اللعب ، كما أنه سيكون قادر على الصمود في مستوى عالي جدا لفترة طويلة ، كما أن الفريق سيمتلك قدرة على إحداث مفاجات كثيرة للخصوم ، ولنا في ذلك مثال في فريق ريال مدريد في آخر ثماني سنوات حيث قام بتدريب الفريق خمس مدربين من بيليجريني إلى زيدان ، ورغم هذا ظل الفريق في مستوى متصاعد رغم أختلاف أسلوب اللعب بين المدربين الخمسة ، وتحقيق أرقام متشابهة جدا ، والأن أصبح أقوى فريق في العالم يمتلك مرونة تكتيكية تحت يد زيدان ، بعكس برشلونة الذي يكون مدربها مجبر دائما على تطبيق نفس الفلسفة التي يعتمدها الفريق .
– اللاعبين
لا يمكن لأحد ان ينكر أهمية جودة اللاعبين في فرق كبرشلونة وريال مدريد وبايرن ميونخ ، لكي يستمر الفريق في العطاء لمدة طويلة وبجودة عالية جدا ، فرغم جودة لاعبي msn وقوتهم في التهديف ألا أن عملية أستمرارهم لمدة خمس سنوات قادمة محل شكل كبير ، بسبب تخطي كلا من سواريز وميسي حاجز الثلاثين ، وعندما يصل ميسي إلى سن 35 عام سيكون نيمار في سن الثلاثين ، فلابد من الأن البناء والتحضير للمستقبل جيدا ، بالأضافة إلى ذلك فأن باقي عناصر الفريق في سن الثلاثين أو أقتربوا من ذلك ، فلابد من التعاقد من لاعبين صغار في السن كلاعبين أساسين وإحتياطين يتم الأعتماد عليهم في المستقبل ، لانه بدون ذلك سيكون مستقبل البارسا مجهول.
فلننظر على اللاعبين الذين يجب أن يتم البناء عليهم للمستقبل وهم ، بيكيه وأومتيتي وجوردي ألبا وبوسكيتس وراكيتيتش وميسي ونيمار وسواريز كلاعبين أساسيين ، وفي الأحتياط سيرجو ربيرتو وماسكيرانو وأنيستا واندريا جوميش ودينس سواريز ورافينيا وباكو ألكاسير ، ورغم ذلك فأن جميع اللاعبين الأساسين في الثلاثين من العمر بأستثناء أومتيتي ونيمار ، وبالتالي فخلال خمس سنوات قادمة لن يبقى قادر على العطاء سوى نيمار وأومتيتي ، ولهذا يحتاج الفريق إلى لاعبين صغار في السن مع خبرة متوسطة على الأقل ، بحيث يمتلك أغلب هؤلاء اللاعبين ما يقرب من 100 مباراة في المستوى الأحترافي العالي ولا يتعدى سنهم 25 عاما .
أما بالنسبة لأولوية التعاقد فأن برشلونة يصعب عليه البناء للمستقبل خلال الميركاتو الحالي فقط ، بحيث يكون لديه خطة للمواسم الثلاثة القادمة لأدارة التعاقدات بأفضل طريقة ممكنة ، أما الأولوية خلال هذا الميركاتو الحالي يجب أن يكون لخطي الدفاع والوسط ، أما خط الهجوم فأنه سيكون قادر على تقديم أفضل مستوى له خلال الموسم القادم ، وأن أحتاج فسيحتاج لاعب أحتياطي لثلاثي msn مقارنة مع خطي الدفاع والوسط ، حيث يحتاجون إلى التدعيم بشكل ضروري جدا سواء أكان بلاعبين أساسين أم أحتياطين ، ولابد من التركيز على أن يكون مستوى اللاعبين الأحتياطين بنفس مستوى وجودة اللاعبين الأساسين لكي لا يحدث ما حدث خلال الموسم المنصرم من تفاوت كبير وواضح بين اللاعبين الأساسين والأحتياطين.