يُقدّر استهلاك الشاي بثلاثة مليارات كوب يوميًّا، ما يجعله ثاني أكثر المشروبات شعبيّةً على هذا الكوكب بعد الماء، مع الإشارة إلى أن الصين والهند وسري لانكا هي من البلدان الأكثر حصادًا للشاي. وعبر التاريخ، سافر الشاي من الصين إلى جميع أنحاء العالم ليكون ضيفًا دائمًا في البيوت. ولكن، لشاي “دا هونغ باو” الصيني خاصيّة وهي أن سعره يفوق سعر الذهب (سعر كيلوغرام الذهب اليوم يساوي 148.946 دولارًا أمريكيًّا).
يبلغ سعر كلّ كيلوغرام من شاي “دا هونغ باو” 1.2 مليون دولار، ويرجع ذلك إلى ندرته وقيمته الطبية، إذ يُستخدم في شفاء العديد من الأمراض. ويُقال أن والدة الإمبراطور الصيني مينغ ديناستي شُفيت من داء خطير بفضل أوراق هذا الشاي، فقام الإمبراطور بتغطية أشجار هذا النوع من الشاي بوشاح أحمر كبير، ومنه اتُخذت تسميته. تتواجد أشجار هذا الشاي في جبال “وويى” الواقعة في مقاطعة “فوجيان” الصينية،
ويتمّ جمع أوراق الأشجار في الربيع. والجدير بالذكر أن ثلاثة من هذه الشجيرات العائد تاريخها إلى عهد أسرة سونغ لا يزال على قيد الحياة اليوم ويحظى بالتبجيل كسائر المعالم السياحية الدينيّة.
يُعدّ الشاي كنزًا وطنيًّا صينيًّا قيّمًا، ويُقدم كهدية لكبار الشخصيات والزائرين.
يمرّ هذا الشاي شبه المؤكسد في مراحل تحضير عدة ليُقدّم بجودة عالية ومذاق لذيذ، فهو يعالج أوّلًا بالتذويب أي يُحصد لبضعة أيام من السنة، ثمّ يُترك ليذبل في الشمس، ما يسمح بتبخر المياه وبدء التأكسد. ثمّ تُهزّ الأوراق لإزالة المرارة وتحقيق التوازن في النكهة، وليتغيّر لون الأوراق لاحقًا من الأخضر الى الأحمر. ثمّ، تُضغط الأوراق يدويًّا للحصول على الشاي الأسود، ويُلفّ حتى يتمّ تعزيز النكهة، فيُجفّف. وتتمثّل الخطوة النهائيّة بتحميص أوراق الشاي على الفحم أو الحرارة الكهربائية الحديثة.