هي تساعد على حماية الإنسان من الحسد، أو ما يُعرف بـ “صيبة العين”. نضعها على عتبة المنزل، حول أعناقنا، في السيارة، فوق السرير، نعلّقها على ملابس أطفالنا… باتت بمثابة “ايقونة” لا تفارقنا!
هي “الخرزة الزّرقاء” التي لا تفارق شريحة كبيرة من المجتمع، فما هي أصولها، وما هو الرأي العلمي والديني بهذه العادة، وما مدى صحّة فوائدها؟
يشرح الاب والاستاذ الجامعيّ هاني طوق بطريقة علميّة قدرات العين المحدودة التي لا يمكن أن تُصدر موجات سلبيّة، لافتاً الى ان “العين هي إحدى الحواسّ الخمس التي تتلقى فقط ولا يصدر منها إلا الدّموع، إذ انها تتلقّى كل الصّور وتخزّنها في الذاكرة، لذلك فمن المستحيل أن يخرج منها أي شيء”.
وفي هذا الاطار، روى الاب طوق في حديث لموقع mtv حقيقة عادة “الخرزة الزرقاء” و”صيبة العين”، مشدّداً على انها من “الموروثات الشعبيّة التي تلقّيناها من القبائل العربية التي كانت تعتبر أصحاب العيون الزرقاء مرضى، وبالتالي يمكن لهؤلاء المرضى ان ينقلوا مرضهم الى الآخرين، ولتحاشي هذا الامر، قرّروا مجابهته باللون نفسه، أي بـ”خرزة زرقاء” أو بأي شيء أزرق آخر، للحفاظ على صحّتهم وإبعاد الخطر عن حياتهم”.
أما دينيّاً، فيؤكد طوق ان “الدّيانة المسيحيّة لا تعترف لا من قريب ولا من بعيد بهذه العادة المتوارثة، فنحن نؤمن ايماناً قاطعاً بأن يسوع انتصر على الشرّ من خلال قيامته من بين الاموات، وكل من تقبّل هذه البشارة وآمن بأن المسيح حيّ، لا يمسّه أي شيء من عالم الظلام، لأن المسيح قال: “أنا أعرف خرافي وخرافي تعرفني وأنا أبذل نفسي من أجلها”.
من جهته، أوضح الخبير في الشؤون الاسلاميّة الدكتور أحمد موصلّلي في حديث لموقع mtv، أن “فكرة “الخرزة الزرقاء” هي كناية عن “فولكلور” لا علاقة له بالدين، لا من قريب ولا من بعيد، اتّبعه الناس وتناقلته الاجيال على مرّ الزمان عن طريق الرواية الشفهية غالباً، وهو ليس حقيقة إذ لا أسس دينيّة أو علميّة له”، لافتاً الى أن “الشّر موجود طبعاً، لكن إبعاده عن الانسان لا يتمّ إلا بواسطة الدعاء الديني أي القرآن أو الانجيل، وليس بواسطة هذه الامور الماديّة، فهي أمور ترفضها المرجعيّات الدينية ولا تعترف بها”.
مهما تقدّم المجتمع فإن هناك دائماً عادات وتقاليد وموروثات اجتماعية وسلوكيات لا تتغير، تبقى راسخة في عقل الانسان الباطني وتتحوّل للأسف الى عادة “يؤمن بها الفرد”، وتمثّل له “شاطئ الامان” الذي يعطيه سلاماً داخلياً، عوضاً عن الصلاة والصوم، واللجوء الى الله الذي هو وحده حامي الانسان…